تفجيرات هنا وهناك استهداف واغتيالات 'فيلم' مكرر فشل في التسعينيات ويكرر نفس فشله رغم ضراوته في القرن الجديد، ويوم بعد يوم تقدم الشرطة للوطن مزيد من التضحيات، وعلي التوالي منذ يناير 2011 تقدم في عيدها الكثير ولكن رغم الدماء التي تسيل والشهداء الذين يتساقطون يزداد رجال الأمن إصرارًا في مواجهة عدو يلتهم من يتهاون معه أو يغفل عن غدره وخسته، خاصة بعدما خرج الشعب بكل شجاعة في مواجهة تهديدات الإرهابيين، لمنعهم من الخروج للاحتفال بعيد الشرطة وذكري ثورة يناير، وهو ما كان دفعه أكبر لرجال الشرطة في المواجهة التي تحتاج لتتويج سريع حتي لا تكون هناك حاجة لإجراءات استثنائية، تضحيات رجال الشرطة بأرواحهم حتي يتم القبض علي إرهابي، يحتاج لتتويج بأحكام سريعة تجعل الإرهابي الآخر يرتدع، فالهدف من العقوبة الردع وليس الانتقام، فقد وصل عدد من قدموا أرواحهم من رجال الشرطة خلال الشهور الستة الأخيرة أكثر من 188شهيدًا، ليقترب عدد شهداء الشرطة منذ يناير 2011 من عدد 500 شهيد، لذا صرخ أحد العساكر الغلابة مطالبًا بسرعة القصاص حتي يتوقف نزيف الدماء. الحل الذي قدمه أحد العساكر الغلابة لكاميرات التليفزيون التي جاءت لتنقل صور وأحاديث ضحايا التفجير الخسيس الذي وقع أمام مديرية أمن القاهرة فجر الجمعة الماضي، والذي راح ضحيته أربعة عساكر وأصيب اكثر من ثمانين ضابطًا وفرد شرطة ومدنيين، إنني لا أستطيع أن أقول سوي حسبنا الله ونعم الوكيل فيهم، مطالبًا بضرورة عدم التهاون مع هؤلاء، وقال إن الأحكام السريعة هي الحل 'من قتل يعدم بسرعة' قائلًا: لو الأفاعي الموجودة بالسجون اعدمت، كل هذا سيتوقف، بينما تاركين الأفاعي الكبيرة في السجون في المكيفات ويأكلون ويشربون ونحن ندفع الثمن، بينما طالب بسؤال لماذا جاءت أكثر من قناة للتصوير فهل يتم تصويرنا لتقولوا لهم إن عمليتكم نجحت، مستنكرًا أن تكون الصور من أجل الرأي العام متسائلًا أيضًا هو الرأي العام عمل لنا إيه وعمل لعساكر سيناء أو المنصورة أو العساكر اللي بتموت في كل حتة كل يوم إيه؟ الشعب غلابة إحنا اللي بنواجه، مختتمًا حديثه لقد طمنا الوزير عند زيارته لنا بالقصاص بس إحنا عايزين فعل وقصاص عادل وسريع. ورغم بطء المحاكمات، إلا أن رجال الشرطة لاسبيل أمامهم عن المواجهة حيث أصبحت التفجيرات والأستهداف للمقار الشرطية ورجال الشرطة تزيدهم إصرارًا وقوة وعزيمة ويقظة، فقد تيقن رجال الشرطة ان المؤامرة دولية وليست خلافًا سياسيًا، أطرافه الCIA والموساد والمخابرات التركية والقطرية والباسيج الإيراني والقاعدة والتنظيمات الإرهابية الداخلية، منهم من يسمون أنفسهم أنصار بيت المقدس الذي تشير المعلومات أنهم ميليشات خيرت الشاطر يحركهم من داخل السجن، فقد أكدت معلومات أنها جماعة وهمية لا وجود لها علي الإطلاق، حيث إن صفحات تلك الجماعة علي مواقع التواصل الاجتماعي، يشرف عليها شخصان يعملان لدي خيرت الشاطر شخصيًا، وكذلك تنظيم القاعدة الذي أعلن حازم صلاح أبو أسماعيل عن بدء عملياته في مصر عقب ارتدائه عمامة الظواهري السوداء داخل القفص أثناء محاكمته، وهنا نربط بين ذلك وتزايد التفجيرات في المناطق المتواجد بها أنصار حازم أبوأسماعيل وأعوانه، ويظهر للأمن أيضًا علي الصورة أبو عبيدة الليبي.. رئيس غرفة عمليات ثوار ليبيا التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين في ثورة 17 فبراير 2011 التي أطاحت بنظام الرئيس معمر القذافي بعد سلسلة من أعمال العنف، وقد تم إلقاء القبض عليه الجمعة الماضي أثناء تواجده في الإسكندرية، وهو متهم بالانتماء لتنظيم القاعدة، ولم يعرف سبب وجوده في مصر خاصة بالتزامن مع سلسلة التفجيرات التي هزت القاهرة والجيزة، فقد وردت معلومات عن جلسة عقدها مع أعضاء جماعة الإخوان المسلمين بالإسكندرية تزامنًا مع تفجيرات القاهرة، المؤامرة تكشفت أبعادها كاملة لرجال الشرطة، وأصبحت المعركة بالنسبة لهم هي معركة الحياة أو الموت، حيث يتراقص امامهم الإرهابيون رقصة الموت الأخيرة، بعدما انتهت أكذوبة الشرعية التي كانوا يرفعونها عقب اكتساح الجماهير لصناديق الاستفتاء، وأصبح خروج الشعب بالملايين دون خوف في الاستفتاء قد يقضي نهائيًا عليهم، فاصبح من الضروري منع أي احتفالات بالدستور الجديد أو ثورة يناير أو خروج لدعوة الفريق السيسي للترشح بأي ثمن، بينما تحدي وزير الداخلية محمد إبراهيم، مؤكدًا أن وقوع بعض الحوادث الإرهابية من آن لآخر لن يثني رجال الشرطة عن أداء واجبهم ولن يزيدهم إلا إصرارًا في حربهم ضد قوي الإرهاب والتطرف ومحاولاتهم اليائسة لترويع الآمنين والإخلال بالسلم والأمن الاجتماعي وزعزعة الاستقرار في وطننا الحبيب. وبالفعل ستشهد الأيام القادمة الإعلان عن تفاصيل لعمليات عديدة نجحت أجهزة الأمن في إحباطها، وإفشال مخططاتهم لمنع الشعب المصري من الخروج في ذكري 25 يناير، واستهدفت جهاز الشرطة في عيده، لتحاول تكرار ما حدث في ثورة يناير، وقد حالت بالفعل اليقظة الأمنية دون تنفيذ أكثر من 80% من المخطط، منها تمكن رجال مباحث القاهرة من ضبط مخزن للارهابيين بالمطرية، ضبط به اثنان من قيادات انصار بيت المقدس وتم ضبط مدافع جرينوف وقذائف وقنابل مدون عليها 'كتائب عز الدين القسام' في اشارة الي ان تلك القذائف والقنابل تابعة الي الجناح العسكري لحركة حماس، وبمناقشتهم عن باقي الخلية الارهابية ارشدوا عن اماكن ومخازن اخري جارٍ استهدافها، كما تمكنت أجهزة الأمن بالقليوبية من ضبط ورشة لتصنيع العبوات المتفجرة، والذي تم استهدافه وضبطه وبحوزته 23 قنبلة محلية علي شكل دائري مصنعة من البارود وشظايا من الزجاج والزلط، كما تمكنت قوة الشرطة المكلفة بتأمين أعلي الطريق الدائري بدائرة قسم شرطة السلام ظهر الخامس والعشرين من يناير من ضبط كل من طالب وعاطل عقب ترجلهما من إحدي سيارات الميكروباص قبل دخولها نطاق الارتكاز الأمني المعين علي الطريق الدائري، وبحوزتهما حقيبة بداخلها عدد ' 3 ' قنابل محلية الصنع وعدد ' 11 ' زجاجة مولوتوف معدة للاستخدام، واعترفا بانتمائهما لجماعة الإخوان الإرهابية.. وفي بورسعيد تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط سيارة نقل مُحملة بعدد 15 برميل 'بلاستيك' تحوي مواد ' شديدة الانفجار' موصلة بدوائر كهربائية وهواتف محمولة ' معدة للتفجير '، وتم إبطالها، حيث تم رصد تحركات إحدي سيارات النقل أمام مجموعة من العمارات السكنية بمنطقة السيدة نفيسة بدائرة قسم شرطة الضواحي وبفحصها تبين أنها تحمل عدد ' 15 ' برميل 'بلاستيك' سعة الواحد منها ' 50 ' لترًا، بداخل كلٍ منها مواد ' شديدة الانفجار' موصلة بدوائر كهربائية وهواتف محمولة ' جاهزة للتفجير '، وقد نجح خبراء المفرقعات بمديرية الأمن من إبطال مفعول تلك المتفجرات، وفصل مصدر الطاقة عنها وإنقاذ تلك المنطقة السكنية من كارثة محققة، كما تم إبطال مفعول قنبلة أمام مبني الأمن الوطني بمطروح، وكذلك تم إبطال مفعول قنابل عدة أمام العديد من المواقع الشرطية التي سعت الجماعة من ورائها القيام بعمليات تفجير متوالية لإرباك الجهاز الأمني بهدف تنفيذ باقي المخطط من اختراق للحدود والسجون والعديد من المقار الشرطية، لكن يقظة الأمن كانت لهم بالمرصاد، وأحبطت المخطط ونجحت في تأمين احتفالات الشعب، ومشاركته وتأمين وسائل التنقل والتواجد في الميادين بشكل كامل، ومواجهة محاولات الإرهابية لإفساد اليوم. وقد أعلن اللواء سيد شفيق، مساعد وزير الداخلية للأمن العام، أن الأيام المقبلة سيتم الكشف عن هوية القائمين بتفجيرات مديرية أمن القاهرة، بعد تحديد هوية بعض المتهمين، وخلال أيام سيتم إعلان النتائج للرأي العام، مشيرًا إلي أن هناك عناصر أجنبية بمساعدة الإخوان شاركت في تنفيذ تفجير مديرية أمن القاهرة' والعديد من العمليات الإرهابية، وقد ذكرت مصادر أن أجهزة الأمن بالتنسيق مع جهاز الأمن الوطني، ألقت القبض علي خلية إرهابية مكونة من 19 متهما، في شقتين بمدينة نصر أول، وبحوزتهم كمية من المتفجرات، ويشتبه في تنفيذهم تفجير مديرية أمن القاهرة، ومن بينهم متهم بتفجير مديرية أمن الدقهلية، وقد أدلوا باعترافات خطيرة. وبالرغم من محاولة البعض اتهام الداخلية بالتقصير في حادث تفجير مديرية أمن القاهرة إلا أن الضباط والقيادات أنفسهم جلدوا أنفسهم، لاستغلال لحظة غفوة اعتبرها رجال الداخلية ضارة نافعة، حيث استنفرت قواهم ودفعتهم لتحقيق السيطرة الأمنية المطلوبة، وتحقيق الخطة الموضوعة لمواجهة الجماعة الإرهابية وأجهاض مخططاتها بنسبة تعدت ال80%، مما يعد نجاحًا كبيرًا في مواجهة مؤامرة دولية، فقد قام نادي ضباط الشرطة بالقاهرة بارسال درع الشرطة للوزير للتهنئة بعيد الشرطة ولتجديد العهد ببذل كل ما هو غالٍ و ثمين للحفاظ علي امن العاصمة والتاكيد علي انه لا يوجد اي شيء يعرقل مسيرة الامن وعزيمة قوات الشرطة بالقاهرة رغم تفجير مبني المديرية، كما قام ضباط الشرطة بالقاهرة بتكريم اللواء اسامة الصغير مدير امن القاهرة واللواء علي الدمرداش نائب مدير الامن من داخل ميدان التحرير علي ما يبذلونه من جهد تجاه الوطن وتجاه ابنائهم من رجال الشرطة، وبالفعل نجح الأمن نجاحًا كبيرًا، بينما تظل المعركة مستمرة مع هذه التنظيمات المفتوح لها شيك علي بياض لتنفيذ أي عملية، والتي يقودها التحالف الإرهابي عبر رسائله من خلال القناة العميلة التي تهدد الأمن القومي بشكل صارخ دون اي مواجهة من الدولة، فقد طالب التحالف الإرهابي أنصاره بأن الأرض ملككم، ودعاهم للابتكار، مما يعني الكل يجتهد من أجل تنفيذ العملية الإرهابية التي تحقق الغرض وبالطبع التمويل موجود ومتاح، ولكن الله منح مصر خير أجناد الأرض لتظل كما عهد آمنة وستظل بإذن الله.