لم تكن عملية العثور على قنابل بمناطق حساسة بالقاهرة وغيرها من المحافظات وإبطال مفعولها قبل الإنفجار معدومة الصلة بسلسلة التفجيرات التى استهدفت فى السابع من أكتوبر كل من مديرية أمن جنوبسيناء والنقطة الأمنية بطريق الإسماعيلية الصحراوى ومنطقة الأقمار الصناعية بالمعادي، والتى أسفرت عن سقوط شهداء ومصابين حادث .. فهذه التفجيرات وزرع القنابل تقع فى نطاق مخطط إجرامى يستهدف زعزعة الاستقرار فى مصر وضرب الجيش والشرطة والتأثير على السياحة التى بدأت تدخل بوادر تعافى لا يريد له الإرهابيون أن يكتمل ..وهذه الجرائم وغيرها تطرح علامات استفهام هامة حول من يقودها و كيف يمكن وقفها والتصدى لها ؟ و من هى الأيادى الخارجية التى تدرب وتمول هؤلاء القتلة ؟ هذه الأسئلة وغيرها نجيب عنها فى السطور التالية :- فى البداية نشير إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية أصدرت الأثنين الماضى بياناً رسمياً أعلنت فيه أن الولاياتالمتحدةالأمريكية وضعت ما يسمى ب "الجيش الإسلامى المصرى " وقائده "محمد جمال" على قوائم الإرهاب، للصلة الوثيقة التى تربطهما بتنظيم القاعدة ، مشيرة الى أن " محمد جمال " أقام معسكرات تدريب للإرهابيين فى كلا من مصر وليبيا. وأضاف البيان أن "جمال" كان قد تلقى تدريبا فى أفغانستان تحت إشراف تنظيم القاعدة على كيفية تصنيع القنابل فى الثمانينيات من القرن الماضي، و أن السلطات المصرية كانت قد اعتقلته أكثر من مرة، إلا أن خروجه من السجن فى 2011 منح له الفرصة لتأسيس ما يعرف ب"شبكة محمد جمال" لعمل مراكز تدريب للإرهابيين فى كلا من مصر وليبيا. اعتقال وخروج وبحسب المعلومات الموثوقة فإن محمد جمال تلقى تدريب خاصة على صناعة القنابل فى معسكرات القاعدة بأفغانستان فى حقبة الثمانينات. وعاد إلى مصر فى التسعينات وأصبح القائد العسكرى لجماعة الجهاد الإسلامى المصرية التى كان يقودها فى ذلك الوقت أيمن الظواهرى الذى أصبح الآن قائد تنظيم القاعدة بعد مقتل أسامة بن لادن. و قد اعتقلت أجهزة الأمن المصرية محمد جمال عدة مرات وكانت على علم بخطورته إلا أنه تم الإفراج عنه عقب ثورة 25 يناير فأسس ما يعرف ب" شبكة محمد جمال "وأقام العديد من معسكرات تدريب الإرهابيين فى مصر وليبيا، بحسب بيان وزارة الخارجية الأمريكية. كما أقام علاقات مع تنظيم القاعدة فى شبه الجزيرة العرب الذى مقره اليمن واستخدم تلك الشبكة "لتهريب المقاتلين إلى معسكرات التدريب". كنز الأسرار ونتيجة لزيادة نشاطة فى سيناء أعادت أجهزة الأمن المصرية اعتقاله مجدداً فى نوفمبر 2012 وضبط معه جهاز كمبيوتر تم مصادرته وبفحصه تبين أنه يحتوى على رسائل من محمد جمال إلى أيمن الظواهرى كشفت عن كنز من الأسرار الخاصة بعلاقة جمال والظواهرى والعلاقات التى تربط القاعدة فى مصر وليبيا واليمن فى هذه الرسائل طلب محمد جمال من الظواهرى المساعدة للقيام بعمليات فى ليبيا وفى مصر كما طلب حيازة أسلحة وتدريب لإرهابيين وإنشاء منظمات إرهابية متعددة فى سيناء. كما كشفت المعلومات عن أن محمد جمال هو المسئول عن عملية تدمير السفارة الأمريكية فى ليبيا، و أنه أحد المسئولين عن الهجوم على القنصلية الأمريكية فى بنغازي، فى 11 سبتمبر الماضي، والتى راح ضحيتها السفير الأمريكى لدى ليبيا، بجانب ثلاثة دبلوماسين آخرين . وبحسب تقارير أمريكية تم الكشف عنها مؤحراً فإن محمد جمال والملقب ب "أبو أحمد" طلب من زعيم القاعدة، السماح له بإنشاء فرع للتنظيم بليبيا، وبالفعل أنشأ المعسكر بدعم مالى من فرع القاعدة باليمن". وقد وصفت بعض العناصر المسلحة السابقة، التى كانت على صلة ب"أبو أحمد" داخل السجن فى عام 2000، " محمد جمال " بأنه رفيق سجن متشدد يظهر عداءه ضد حراس السجن. وقال أحد رفاقه السابقين: "فى الوقت الذى خضع فيه معظم السجناء للتفتيش العشوائى للزنزانات، رفض أبو أحمد السماح للحراس بتحريك أى شيء من زنزانته". وقد كان " محمد جمال " فى الفترة من عام 2011 هو حلقة الوصل بين خلايا تنظيم القاعدة فى ليبيا واليمن ومصر والعراق وقد خطط للقيام بتفجيرات وعمليات انتحارية بأماكن حيوية فى مصر . غير أن أجهزة الأمن تمكنت من ضبط العديد من المخططات، والأدوات التى تستخدم فى تصنيع المواد المتفجرة، والقنابل اليدوية، ما أحبط عدد كبير من هذه العمليات قبل وقوعها . الخطر يتواصل ولا تزال مخاطر العمليات التفجيرية تتواصل حتى كتابة هذه السطور حيث ورد الثلاثاء بلاغ لقسم شرطة الدقى من إدارة شرطة النجدة بالعثور على جسم غريب داخل أحد اللوحات الإعلانية بالجزيرة الوسطى بشارع مصدق، أمام شركة طلعت مصطفى للمقاولات. وانتقلت على الفور قيادات قطاع الشمال وقوات الحماية المدنية وخبراء ومفتشى قسم المفرقعات وعثر بالمكان على عبوة يدوية دائرية الشكل بحجم البرتقالة وبها مفجر غير كامل الأجزاء داخل لوحة إعلانية أرضية ( زجاج مكسور ) بالجزيرة الوسطى للشارع، وتمكنت القوات من إبطال مفعول العبوة. ويأتى هذا عقب سلسلة التفجرات التى قتل فيها 8 أشخاص ، بينهم 6 عسكريين، فى سلسلة هجمات استهدفت، الاثنين، مقار وحواجز عسكرية ، بينما تعرضت محطة الأقمار الصناعية بالمعادى لهجوم بقذيفة "آر.بي.جي". حيث اقتحمت سيارة محملة بالمتفجرات مديرية أمن جنوبسيناء بمدينة الطور وانفجرت داخل المقر، ما أسفر عن قتلى ومصابين بينهم مساعد مدير الأمن، اللواء حاتم أمين. وقد حطم الإنفجار الواجهات الزجاجية للمبنى وأدى إلى تصدع الجدران، فيما عمدت قوات الجيش والشرطة إلى فرض إجراءات أمن مشددة بالمدينة شملت طوقا أمنيا حول المبنى. وقال مصدر عسكرى إن آليات عسكرية ومدرعات وجنود تم الدفع بها بطريق السويس- جنوبسيناء. وأضاف أن عملية تمشيط واسعة تقوم بها قوات الجيش من أجل القبض على منفذى الهجوم. وفى ذات السياق، قامت مديرية أمن السويس وقوات التأمين التابعة للجيش الثالث بالسويس، بتشديد الإجراءت الأمنية فى محيط مقرها. وفى وقت سابق، تم القبض على 9 أشخاص و250 كيلو جراما من مادة "تى إن تى" المتفجرة، ولغم روسى الصنع وجهازى لاسلكى، خلال حملة تمشيط فى مدينة رفح شمال سيناء. وقامت قوات الجيش أيضا بتدمير أربعة منازل تستخدم كمخزن للأسلحة وضبطت ثلاث سيارات وأجهزة كمبيوتر مسجل عليها خطط لاستهداف أكمنة أمنية ومعسكرات للجيش فى سيناء، وعدد من الخرائط الموضح بها أماكن تواجد القوات. كما أن توقيت هذه العمليات لا يمكن تجاهله، أو التقليل من أهميته، فقد تزامن مع قناعة بدأت تتبلور فى الشارع المصرى ولدى الخارج بأن الأوضاع الأمنية والسياسية بدأت تستقر فى مصر، وأن احتجاجات حركة الإخوان المسلمين وأنصارها تم احتواؤها من خلال استخدام القبضة الحديدية وحظر التجول كما أن عودة السياحة لم ترضى هذه الجماعات فأرادت أن تعيد قلق الخارج مجدداً ليتراجع عن رفضه لحظر السفر إلى مصر . المحمول والتفجيرات من المعروف أن الجريمة لها عناصر متعددة من فاعل وسلاح وهدف وتعد أدوات الجريمة عاملاً هاما فى تنفيذها و بعد تكرار حوادث التفجير المروعة التى استهدفت مقار أمنية ومنشآت عامة حذر خبراء أمنيون من استخدام الهواتف المحمولة فى أعمال التفجير عن بعد. فحسب الأرقام الرسمية تقول إن فى مصر130 مليون خط جوال بياناته غير معلومة تمثل خطرا على الأمن القومى للبلاد. فبحسب الخبراء فإن جرائم التفجير عن بعد بواسطة التليفون المحمول معروفة فى الخارج وهناك مخاوف من انتشارها فى مصر خاصة بعد محاولة اغتيال وزير الداخلية والتفجيرات الإرهابية التى استهدفت بعض المقار الأمنية باستخدام هذه الطريقة . لذلك يجب الحذر والتوعية فنجد مثلا شخصا ما يوقف سيارة مسروقة داخل جراج أو مكان وقوف السيارات بحيث يمنعك من التحرك بسيارتك ويترك لك على الزجاج رقم تليفون هاتف محمول واعتذار للاتصال به للحضور لافساح الطريق لك وبمجرد الاتصال بالرقم يتم تفجير القنبلة بالمكان المراد تفجيره سواء كان سيارة أو مبنى أو أى شيء يرغب فى تدميره. سيطرة ورقابة كما يجب ضرورة أحكام السيطرة على المركبات غير المرخصة والمسروقة والتى قد تستغل فى ارتكاب مثل هذه الجرائم وكذلك احكام الرقابة والسيطرة على المنشأت الهامة حيث انه من المعروف أن تأثير الانفجار يصل إلي250 مترا من مكان السيارة وبالتالى ينبغى ان يتم التفتيش قبل هذا النطاق وليس قريبا من جسم المبنى وعدم السماح بانتظار السيارات فى الشوارع المحيطة بالأماكن والمنشآت الحيوية الهامة فى جميع المحافظات وأيضا عدم حمل أى متعلقات لشخص لا تعرفه أو تخزينها أو توصيلها وينصح المواطنين بعدم العبث بأى جسم غريب موجود أسفل سيارة او ببدروم عمارة او فوق الأسطح( مع غلقها وتأمينها) أو حتى بجوار الرصيف او وسط الشارع أو بداخل صناديق القمامة وضرورة الإسراع بالابلاغ فورا وتحذير المارة بالابتعاد عنه بمسافة250 مترا على الأقل لحين وصول المتخصصين لفحصه والإبلاغ عن أى سيارة تقف فى مكان لمدة طويلة أو سيارة مخالفة بوقوفها صفا ثانيا وننصح جهات الاختصاص بضرورة سرعة إغلاق المواقع الخاصة بتصنيع المتفجرات وتوصيلها بالدوائر الالكترونية والمحمول وما شابه ذلك حتى لا تكون فى متناول أى شاب طائش أو متهور أو ذوى النفوس الضعيفة أو الناقمين على البلد والحاقدين أو حتى لهاوى المغامرات الخطيرة التى تعرض المجتمع للخطر. كما يطالب خبراء الأمن بمراجعة أماكن تداول المواد المتفجرة والرقابة على المحاجر ومتابعة أماكن بيعها وكمياتها ومستخدميها وأيضا موردو لعب الأطفال التى تعمل بالريموت كنترول لمسافات كبيرة حيث يمكن استغلالها فى توصيلها بدوائر التفجير وحصر مورديها وبائعيها على أن يتم تسجيل بيانات المشترين لها ومتابعتهم إلى جانب أهمية الوعى الدائم والمستمر للمواطنين بكل التطورات التى من شأنها أن تقلل من خطر وقوع تفجيرات تثير رعب وفزع المواطنيين وتسقط المزيد من الضحايا.