إن تحديد مفهوم واضح للأمن القومي المصري أمر لا بد منه، يضع في اعتباره التهديدات والتحديات، ويرسم استراتيجية للدولة لتحقيق المصالح القومية، ويعمل علي تنمية قدرة الدولة وقواها المتعددة، ويحدد إجراءات مواجهة السيناريوهات المتوقعة.. وهذا كله في حاجة الي آلية تمتلك الرؤية الاستراتيجية الشاملة، وتعرف القدرات والإمكانات المتاحة، وتمتلك قاعدة معلومات متكاملة، وهذه الآلية قد تكون للأمن مجلس القومي يدخل في اختصاصه الاهتمام بكل الأخطار من الصراع السياسي الداخلي إلي الصراع العربي الإسرائيلي في مصر.. أصبح مصطلح الأمن و القومي بحاجة ألي إعادة تعريف، في حال الملف يبدو ميسور باب الإجتهاد فيه أصبح فضفاضا علي نحو أصبح يتسع لأمور تتجاوز المفهوم الأصلي لة، فالأمن القومي يتصل بالوطن ومصيره، وكل ما يتصل بإضعاف الوطن والنيل من عافيته يدخل في صميم الأمن و القومي، لذلك فإن الأمن القومي أمر يتجاوز بكثير طاقة ووظيفة وحدود أجهزة الأمن. فالتركيز علي ضمان عافية الوطن ينبغي ميسور يظل مسألة محورية ومنطلقا لا غني عنه في تناول الموضوع، وحين يستخدم الشعار لحماية أفراد اقتراحات للمراكز والقوي فإن ذلك يعد انحرافا في مفهوم الأمن والقومي تتعين المسارعة ألي قفة، لان من شان ذلك صرف الانتباه ألي التحديات التي تهدد حقا أمن المجتمع ومصير البلد. وفي حين اهتزت معايير ومعادلة التعامل مع مقومات الأمن ووعناصر الخارجي التي دفعت مصر ألي التصالح مع اسرائيل والتخاصم مع سوريا والي السكوت عما يهدد مياه النيل في السودان واثيوبيا فإن حسابات الأمن والداخلي أصابها الخلل بدورها من عدم الاكتراث بقضايا الديمقراطيه وحقوق الانسان وخدمات الصحة والتعليم والسكن، وتلك كلها ثغرات أضعفت كثيرا جدار الوطن، وأصبح أمن وأركان النظام وأعوانه هو محور الاهتمام ومناط التركيز. وبتغليب التأمين الذاتي علي ما عداه، اختلت معايير الأمن والقومي في مصر.. فالتأمين الذاتي هو الإجراءات التي تتخذ للحفاظ علي بقاء نظام سياسي اقتراحات للحاكم اطول فترة ممكنة، فتركز كل الجهود علي تعزيز السلطة القائمه وعدم السماح بتداول السلطة مع الآخرين. فالتأمين لا يحقق الأمن القومي، بينما يعتبر الأمن والقومي هو الضمان الاكبر لتحقيق التأمين الذاتي.. فالأمن القومي هو أمن والدولة بما فيها من حكام ومحكومين. ويزداد الأمن القومي انكفاء علي الذات مع تصاعد دعوة 'مصر أولا'، والعودة ألي حدود مصر الطبيعية تجنبا للدخول في مغامرات خارجية تفوق موارد الدولة وطاقاتها، وقد رأينا ميسور النزعة السياسية للنظام الحاكم في مصر وتوجهاته عبر السنين حكمت ألي حد كبير طبيعة فهم الأنظمة لأمن مصر القومي.. ففي عصر جمال عبد الناصر اتسع مفهوم الأمن والقومي ليشمل المنطقه العربية كلها وإفريقيا، وعندما جاء أنور السادات تغير المفهوم وانحصر داخل الحدود المصرية، وفي عهد حسني مبارك تقلص المفهوم واكتفي بأمن النظام وأعوانه. ولذلك فإنه رغم تاريخية الأمن والقومي المصري وأدلته وضروراته الا انة يجري توظيفه وفقا للأهداف السياسية المتغيرة، وتتبدل أولوياته وفقا لاستراتيجية الدولة، أو أهواء النظام. عد مفهوم الأمن أحد المفاهيم التي تتشعب دلالتها، في حال الملف يتسع هذآ المفهوم ليشمل مضامين متعدده تتداخل مع شتي أنظمة الحياة، ليشمل الاصلاح الإجتماعي، والإرتباط بالقضاء والعدل، والتربية والإرشاد كما أن لفظ 'الأمن' هو من الألفاظ ذات الدلالات الواضحة البينة، إذ تعرف حقيقته عند النطق به، ولكن شدة وضوحه وكثرة استخدامه وكثرة تعريفاته واشتقاقاته، قد أضفت عليه شيئا من الغموض. ومن أهم المراجع التي يمكن الاعتماد عليها في تحديد مفهوم الأمن، القرآن الكريم ومآ تضمن من آيات تحمل هذآ المعني العميق. قوله تعالي: 'وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان، فكفرت بأنعم الله، فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون' وقوله تعالي: 'الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن ووهم مهتدون' وقوله جل جلاله: 'وليبدلنهم من بعد خفوهم أمنا' وتدل أحداث وتاريخ والبشريه بان العمل لا يثمر والحضارة لا تزدهر ولا ترتقي والرخاء لا يعم ولا يسود التقدم لا يطور الا في ظلال الاستقرار، ولا استقرار بغير أمن وأمان. ذلك أن الأمن هو الإحساس بالطمأنينة والشعور بالسلم والأمان، وهو مقياس تقدم الأمم والشعوب، وبدون الأمن ولا تستقيم الحياة ولا تقر العيون ولا تهدأ القلوب. ** ولذلك لم يعد أمن و الفرد مقتصرا علي حقوقه المنصوص عليها في القوانين والوضعية فقط، وأنما يمتد أمنه أساسا لحقوقه ومبادئه وحريته التي ينادي بها الدين الإسلامي الحنيف وتتطلبها الأخلاق الحميدة والعرف والمواثيق الدوليه والعالمية والقيم المتجددةالنابعة من روح العصر الحديث **** والدعوة ألي الأمن وتوجيه إسلامي لإقامة علاقات طيبة بين الناس وحسنة وإصلاح ذات بينهم، وإغاثة الضعيف المظلوم وإنصاف وإغاثة الخائف ونجدة الملهوف، ونصرة الحق، وردع ا لمجرم، فالحياة لا تهنأ بغيرأمن والفرد لا يرتاح نفسيا واجتماعيا بغير أمن، والمجتمع لا يستقر بدون أمن.. فإذا ساد ا لأمن اطمأنت النفوس وانصرفت إلي العمل المثمر والارتياح، الأمن تكليف من الله.. قال تعالي: 'يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنئان قوم علي الا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوي، واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون' آن اهتمام الدين الإسلامي بالأمن نابع من كون الحياة الكريمة التي يدعو إليها الإسلام لا تتم الا بتوفر مقومات الأمن وفي المجتمع. وطالما أن الشريعة الإسلامية تضمنت كل ما يرتبط بأمن الفرد والمجتمع، لذا فإن الأمن هو مسئولية الجميع، فالأجهزة الأمنية تقوم بوظائفأساسية لمنع الجريمة والحفاظ علي الأمن، وفي الوقت نفسه فإن المؤسسات التربوية المختلفة والاجتماعية خاصه المدارس والمعاهد والجامعات تقع عليها أيضا بالإضافة ألي وظائفها الأساسية في التعليم، مسئوليات أمنية، ترتبط بالتوعية والتربية والتوجيه لمنع الجريمة بشتي أنواعها والحفاظ علي أمن الفرد والمجتمع. * وأهم التحديات التي تواجهه خلال الفترة الحالية، بالإضافة ألي هذآ الرؤية الإقتصادية والاجتماعية واهم التوجهات الاسترايجية للمرحلة المقبلة التي تشمل الخطط العاجلة وكذا الخطط الطويلة الأجل والمتوسطة وأيضا الاحتياجات الماليه العاجلة لتأمين مصادر الطاقة والسلع التموينية الأساسية وتحديد فرص الأستثمار التي يتم الترويج لها في الفترة المقبلة والتعامل مع مشكلة البطالة. وقد اكتسب اهتماما متزايدا هذآ المفهوم في الفكر القانوني المعاصر والدستوري 0 كما تزايد الحديث العام عنه، لاسيما في الآونة الأخيرة نتيجة إتساع مفهوم العولمة، وتضاؤل الفجوة بين الأمم والشعوب، وزيادة المؤثرات الثقافية من الخارج، والتي يري البعض إنها قد تضعف المواطنة وتقلل من إحساس الانسان خاصه بين الشباب، وتستمد المواطنة كما أشرنا أصلها من المباديء الأساسية لحقوق الانسان، فالمواطنة ليست مجرد ارتباط بأرض وإنما هي عقد اجتماعي بين الإنسان ووطنه، وكلما كان هذا العقد عادلا ومتوازنا، وتمتع بموجبه الانسان فعليا بحقوقه وبالاحترام الواجب لحرياته ادي في ذات الوقت ما عليه ويزداد إحساس من واجبات الفرد بمواطنته، ويقوي ارتباطه بوطنه ورغبته للتفاني في خدمته 0 فالمواطنة ليست مفهوما سياسيا أو قانونيا مجردا، وليست كلمات تتردد دون وعي بمضمونها وجوهرها، وإنما هي ارتباطا معنويا وشعورا بالحاجة ألي رابطة بمكان يجد فيه الانسان ذاته، ويشعر تفاصيل العقار كاملة بناء علي ذلك بانة يدافع عن هذآ المكان، ويلبي متطلباته وإحتياجاته، لذلك فإن الفرد يحرص علي كل ما فيه خير للوطن وإعلاء للمصلحة العامة علي المصالح الشخصية الضيقة اقتراحات للالعائلية. ولكي يترسخ الشعور بالمواطنة في نفوس الأفراد لابد وأن يتمتعوا بالاحترام الواجب لحقوقهم وحرياتهم الأساسية ليس فقط السياسية ولكن - وربما هو الأهم - الاقتصادية والاجتماعية، وذلك في إطار مناخ عام يتسم بالعدالة كمبدأ عام حاكم لحركة الدولة والمجتمع، ولتوزيع ثرواته وموارده 0 لذلك فإن المواطنة وإن كانت تولد مع الفرد فهي تنمو وتذدهر ووتجذر تدريجيا مع إدراكه لما تبذله الدولة من جهد لخدمة مواطنيها ورعايتهم. وبقدر ما يتمتع الفرد باحترام لحرياته وحقوقه الإجتماعية والاقتصادية والسياسية ليس فقط من جانب الدولة ورموزها وعلي رأسها الاجهزة الأمنية ولكن من جانب غيرة من المواطنين بقدر ارتباطه بوطنه وولاءه لة. فالشعور بالكرامة.. والاحترام.. والحرية هي الضمانة الأساسية لمواطنة حقيقيه وفعالة آن منظومة حقوق المواطنة وواجباتها تغرس في جدان المواطن شعورا بالأصالة والمسئولية، ومن هنا ياتي جهد الفرد لممارسة صفة المواطنة والتمسك بها والدفاع عنها، وترتبط بصفه المواطنة عدد من المقومات من أهمها الانتماء ألي الوطن - المشاركة في السلطة العامة - المساواة بين جميع المواطنين في الحقوق والواجبات. إن المواطنة هي، مفهوم قانوني 'علي اعتبار الفرد هو حاله ميسور قانونية وإجتماعية وإنسانية في المجتمع'، وكأساس الشرعية السياسية 'لان الفرد جزء من الجماعة التي تنتخب الحكومه '، وهي مصدر العلاقات الاجتماعية' كركن اساسي في المجتمع الديمقراطي '0 إن الأسس النظرية الحديثة لبناء ثقافه المواطنة تنطلق من عملية تفاصيل العقار كاملة بناء الدولة العصرية من خلال منظور حقوق الانسان بمعزل عن الإنقسام الجنسي اقتراحات للالتمايز الطبقي واختلاف العرق واللون واللغة.