حينما تكون هذه الجريدة بين أيدي القراء ربما ستكون الولاياتالمتحدةالأمريكية شيطان العصر قد ارتكبت جريمة ضرب الوطن السوري وإسقاط دولته بعد يأسها من تحقيق إرادتها بواسطة عصابات الإخوان المسلمين والقاعدة وكل أعداء الحضارة وحقوق الإنسان ومشاركة تركيا 'ولنا فيها حديث قادم' وقطر وجامعة الطوائف العربية فلجأت إلي الخيار الشهير الشبيه بحكاية المالطي والحمار في إسكندرية 1882 وهو عين ما تريد تحقيقه في مصر العروبة بواسطة هذه العصابات المجرمة من إخوان وسلفيين وتكفير وقاعدة الذين يستخدمون ذات أساليب الجيش الحر وجيش النصرة ولا أدري نصرة علي من؟! رغم هذا كله الذي يحدث والتهديدات المتوالية للشعب المصري والجيش المصري والشرطة المصرية وضرب الاقتصاد المصري 'يطالعنا الدكتور حازم الببلاوي الذي يجلس علي مقعد عزيز مصر' بتصريح يثير الرثاء عن أن الإخوان جمعية وجماعة وحزبًا لن تحل وأنه من الأفضل مراقبتها في إطار العمل السياسي رغم إجماع غالبية المصريين باتت ترفض قيام الأحزاب علي أساس ديني، والأعجب أن الوزير المناط به أمور الجمعيات في هذه الحكومة يطالعنا اليوم إثر اليوم بأن جمعية الإخوان المسلمين لن تحل إلا بحكم قضائي وهو ذات الوزير الذي حصل علي تفويض من مجلس الوزراء الذي رأسه الإخواني عصام شرف بحل مجلس إدارة الاتحاد العام لنقابات عمال مصر في غمضة عين بادعاءات كشف كذبها وزير إخواني قد تلاه علي مقعد وزارة العمل وكان معالي الوزير إياه قد زرعه في لجنة إدارية مؤقتة لإدارة هذا الاتحاد ضمن صفقة مع جماعة الإخوان للحصول علي مقعد في مجلس الشعب عن دائرة المناخ ببورسعيد وهو ما كشفه الأستاذ مجدي البدوي في تقرير بجريدة 'الأسبوع' عدد أول مايو الفائت ويتحدث البعض الآن عن أن هذه الصفقة مازالت مستمرة حتي الآن وهو ما دفع الوزير السابق والحالي للتباطؤ في قرار الحل.. وهو ما يستغرب له بعض الوزراء الذين يزاملونه في الحكومة. والحقيقة أن تصريحات الدكتور الببلاوي ووزيره تثير الأسي علي ما وصلت إليه مصر علي حال حكومة امتطي وزراؤها موجة ثورة 30 يونية وتركوا لها أمور الحل والربط في مصر والتي تتعامل مع جماعة الإخوان بطريقة ضرب الغازية لحمارها.. بينما نقوم هذه الجماعة بارتكاب أبشع الجرائم في حق الوطن وتعتدي علي مقدساته دون أن تطرف لقادتها عين وتستعدي الأجانب لاحتلالها نقول لاحتلالها وأبسط ما يجب أن يكون رد الفعل تقديمهم للمحاكمة بتهمة الخيانة العظمي، ولا أحسب أن شعبنا قد هزم في حرب معهم وقد طلع عليهم طلوع المنون فصاروا هباءً وصارو وصاروا سدي. وهنا أورد ما نشرته الصحف من جرائم هذه الفئة الباغية في يوم واحد: 'الأهرام' صباح 29 أغسطس تنشر إحصائية لوزارة الداخلية تؤكد أن شهداء رجال الشرطة منذ الأربعاء 14 أغسطس حتي الإثنين 26 أغسطس ارتفع إلي 106 شهيدًا منهم 27 ضابطًا و30 فردًا عسكريًا وموظفًا مدنيًا و49 وارتفعت أعداد المصابين إلي 915 مصابًا منهم 300 ضابط و22 فردًا عسكريًا وموظفًا مدنيًا و393 مجندًا بينما أرجع تقرير مركز ابن خلدون زيادة أعداد ضحايا الاشتباكات بين الأمن والمعتصمين في القاهرة والمحافظات إلي اللجوء إلي السلاح- وقال إن ضحايا القتل والتعذيب علي أيدي أنصار الرئيس المعزول وصلت إلي 107 وفيات منها 82 حالة قتل في اشتباكات و3 قتلي عمد في هجوم مسلح و22 حالة تعذيب حتي الموت بالإضافة إلي 44 حالة اعتداء قبل 14 أغسطس. ويستمر تقرير الأهرام في سرد ما ارتكب من جرائم في محافظة أسيوط من حرق 7 كنائس والسطو علي مقار الحكومة وسرقة محتويات المدارس.. ومحافظة أسوان حيث جري حرق مقرها وسحل عدد من ضباط الشرطة وتعذيبهم ودار سينما الصداقة والاعتداء علي الجنود والضباط المصابين في مستشفي أسوان الجامعي. وحرق مجمع محاكم الإسماعيلية وسقوط 20 شخصًا شهداء وحوادث قطع الطرق وحرق سيارات الشرطة واغتيال رجالها. وتضيف 'المصري اليوم' جريمة حرق مبني كلية هندسة جامعة القاهرة الأثري والذي ضاعت معه أبحاث نادرة وتاريخية، وحرق المبني الأثري لمحافظة الجيزة وتدمير حديقة الأورمان ناهيك عن تمثال نهضة مصر الذي جري اتلافه وهو التعبير الرائع عن ثورة 1919 أي أن عداءهم شمل كل ما أنجز الشعب في تاريخه الحديث. وتضيف 'الوطن' إلي هذا خبرًا مفزعًا أتي من المنيا عن وضع علامة '*' علي محلات الأقباط في سمالوط وملوي وأبو قرقاص ودير مواس. أضف إلي هذا حرق 67 من الكنائس ودور الخدمة المسيحية والتآمر لفصل الصعيد عن مصر والتنازل عن حلايب وشلاتين للسودان وبيع 40% من أراضي سيناء وترك الباقي لإمارة إسلامية وهو ما لم يحدث منذ عهد مينا موحد القطرين. كل هذا لم يطرف عين 'عزيز مصر' ولا وزيره ولنقارن هذا بما حدث من فقيد مصر المرحوم فهمي النقراشي أحد أبطال ثورة 1919 حينما تقدم له وكيل وزارة الداخلية عبد الرحمن بك عمار بمذكرة سرد فيها جرائم جمعية الإخوان- لم يتردد الرجل ومصر كانت تخوض حربًا لمنع قيام الدولة الصهيونية الناشئة في فلسطين من إصدار قرار بحل الجماعة التي بادرته بالاغتيال وكان الرد اغتيال مؤسسها 'حسن البنا' بعد أن أصدر بياناً بأنهم 'ليسوا إخوانًا وليسوا مسلمين' ويقال إنهم هم الذين قتلوه- والجرائم التي رصدتها مذكرة وزير الداخلية إذا ما قورنت بما جري من أفراد هذه الجماعة خلال حكم مرسي وما بعد تعد 'حادثة نشل' ومع هذا فإن د.الببلاوي لم يقرأ التاريخ ليعرف أنه كان في مصر حكام أقوياء رغم فساد الملك ووجود الإنجليز ليصدم المصريين الذين ثاروا ضد حكم الإخوان بما يشعل الكراهية له مع الإخوان. لست ممن يميلون لتخوين الناس أو التشكيك في وطنيتهم ولكن من حقي كمواطن أن يكون لي رأي في كفاءتهم لممارسة الحكم ففي حكومة الببلاوي بعض الرجال الذي نحترمهم، ولكن مجمل سياسات الحكومة قد تذهب بهم إلي حيث لا يرغبون في الخيبة ليست في التعامل مع ملف الإخوان وهو الذي يثير فزع الناس وخوفهم ولعل رئيس الوزراء لم يتابع تقارير قد تكون وصلته قبل يوم 30 أغسطس المنصرم عن قيام المواطنين بتخزين السلع الغذائية قبل هذا اليوم وما بعده وخلو شوارع القاهرة التي باتت موحشة من الناس خوفًا من أن يستبق المجرمون هذا اليوم بحوادث اعتداء كما حدث في حي المهندسين بينما الصحف تطالع الناس والقنوات المحلية والأجنبية بتصريح السيد رئيس الوزراء الصادم للمصريين بأن الحكومة القائمة لن تحل جماعة الإخوان المسلمين.. فإذا تغاضينا عن هذا التصريح الذي يؤكد البعض أنه يأتي علي طريق وأد ثورة 30 يونية فإننا لا نستطيع أن نتجاهل أن خطوط السكك الحديدية المصرية التي تربط البلاد شمالاً وجنوبًا متوقفة منذ أسبوعين لأن وزيرها الهمام الذي استوزر في زمن مبارك فتسببت سياسته في غرق مئات المصريين غرقًا وحرقًا.. وحينما ذهب للشهادة في قضية احتراق قطار الصعيد اكتشف الناس أن هيئة السكك الحديدية قد تحولت إلي جمعية يقبض رئيسها ونوابه إيراداتها كل شهر بما يتراوح بين المليون وأجزائه. وليت الرجل يتابع أسعار سلع الاستهلاك الأساسية التي التهبت فأصبحت فوق طاقة الناس خصوصًا الذين انقطعت أرزاقهم فضلا عن أصحاب المعاشات الذين لا سند لهم ولقد قام وزير المصالحة مع 'الإخوان باستصدار قرار جمهوري بإلغاء القانون 135 لسنة 2010 الذي كان يحمل معه بعض الأمل ومن سينضم إليهم من العيش الكريم لصالح شركات التأمين التي أفزعها ما كان سيحققه هذا القانون من ابتعاد الناس عنها.. وليس أعجب من هذا المحافظ الذي أتي للقاهرة فتسبب في إظلام كرانيش النيل بشكل لم نراه منذ حرب 1967 مما جعله مكانًا صالحًا لجرائم الخطف والسرقة والتي صار الناس لا يبلغون عنها يأسا من تدخل جهاز الشرطة.. أتمني علي الله ألا يتحدث د.الببلاوي في السياسة بعد أن صار موظفًا برئاسة الجمهورية الحديث مع الأحزاب وهو ما لم يحدث منذ زمن المرحوم كريم ثابت 'المستشار الصحفي للملك فاروق وأن يتفرغ لمتابعة أنين الذين لا يجدون قطارات تنقلهم ولا يخرجون للشوارع مع غروب الشمس خوفًا من الظلام، والذين يعضون أصابعهم تحسبًا لمصروفات المدارس والجامعات. أعلم أن الرجل لن يفعل ذلك فهو لا يعيش هموم الناس ولكنني أتوجه للرجل الذي منحه الشعب ثقة غير مسبوقة -منذ 9و10 يونية 1967- الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة الذي تنتشر صورته وسيرته في كل مكان أملاً لهم في الخروج من محنتهم وقد فعلها الرجل وكان وفيًا -ولكن بدت أمامه صورة الذين هتفوا من قبل 'يسقط يسقط حكم العسكر' وتسببوا في سقوط البلد بأيدي الإخوان وها هم يعودون للرك الكلام وأغلبهم يعمل بعدادات وكلماته وتحركاته مدفوعة الأجر يخافون من الأمريكان وحلفائهم أكثر مما يخافون الله.. وأعلم أنك رجل جريء في الحق مخلص لبلادك حتي النخاع.. لن تخرج مصر من أزمتها بهذه الأيدي المرتعشة، لقد خرجنا من حكم الأهل والعشيرة إلي حكم الشلة والأصدقاء ونظرة منكم إلي كل ما اتخذوهه من إجراءات لتشكيل الوزارة أو المجالس إياها ستجد كل ثلة وقد احتلت مكانًا. أما هموم الشعب فليس لها مكان وانطلقت كل الشلل تشغو بحديث المصالحة مثل الماعز التي أعوزها نهم الطعام.. يا سيدي لقد جرب 'عبد الناصر' من قبل التعامل مع قوم قبلهم وقد كانوا أفضل منهم علمًا وخلقًا فلم يجد إلا غثاء السيل فلما يأس اتخذ القرارات المصيرية التي غيرت وجه مصر فأتوا بعده إليه يلهثون. أقبل أيها الرجل الشجاع فأنت أمل الشعب وموئل رجائه تقدم فما صنع تاريخ مصر الحديثة إلا رجال جيشها وما أقعدها عن السعي للأمام إلا صناع الكلام والفتن والمؤامرات، تقدم فالأيام تمضي متسارعة واضرب بيد من حديد علي الإخوان والمتأخونين والذين يتاجرون بمستقبل الشعب. كواحد من المصريين أقول بعالي الصوت: 'عاش عبد الفتاح السيسي رئيسًا للجمهورية'.