«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انهيار الدولة الإخوانية الموازية
نشر في الوفد يوم 16 - 08 - 2013

كان تولي الإخوان رئاسة مصر حلماً عملوا وعاشوا من أجله عشرات السنين، فرئاسة مصر تعني للتنظيم الدولي للإخوان بداية تحقيق حلم الإمارة الإسلامية، فمصر هي نقطة الارتكاز ورمانة الميزان للانتشار والسيطرة علي المنطقة بأسرها.
وكان ما جري في تونس وتولي الإسلاميين حكم البلاد، وما حدث في ليبيا واليمن وما يجري في سوريا من أجل سيطرة الإخوان المسلمين علي البلاد وما هو حادث في غزة من سيطرة حركة حماس علي الأمور هناك كان هذا يمثل تحقيقاً لأجندة التنظيم الدولي للإخوان.
ويرجع الخبراء انهيار دولة الإخوان إلي فشل مكتب الإرشاد والذي يمثل غرفة العمليات لهذه الجماعة في إدارة الأمور ونهجه التسلطى والاستحواذى والذى جعل من الرئيس مجرد واجهة لهم في حين أن الحل والربط كان بيد المرشد ومكتب الإرشاد.
ما شاهدناه في مؤتمر صحفي كان يتحدث فيه مرسي العياط وتدخل المرشد والذي كان يقف بجواره ليذكره بكلمة «القصاص» لشهداء ثورة يناير حتي وصل صوت المرشد للحاضرين والمشاهدين بعدما كرر المرشد كلمته لمرسي العياط أكثر من مرة دون أن ينتبه لكلام المرشد والذي كان يحاول أن يهمس له في أذنه.
وظهر جلياً أن المرشد هو الحاكم الفعلى لمصر وأن مرسي مجرد واجهة وديكور حينما زارت ممثلة الاتحاد الأوروبي الرئيس المعزول وطلبت منه حلولا للأزمة الراهنة فطلب منها أن يتحدث إلي فضيلة المرشد، مما يؤكد أن مرسى كان الرجل الضعيف الذي يفتقد القدرة علي إدارة شئون البلاد وأن المرشد ومكتب الإرشاد كانوا الحاكم الفعلى لمصر.
عبدالغفار شكر، رئيس حزب التحالف الاشتراكي، وصف ضياع حلم الرئاسة بأنه يمثل كابوس الجماعة عاشت أكثر من 80 عاماً تعمل أعمالاً سرية للوصول إلي الحكم، وأن وصولهم للحكم بعد ثورة يناير يعد حلماً عاشوا من أجله.
مضيفاً أن الجماعة عليها أن تعتبر ضياع هذا الحلم من أيديهم بمثابة خسارة جولة من المعركة وعليهم أن يقبلوا الهزيمة ويعترفوا بالواقع إذا كانوا يريدون أن يستمروا في المشهد السياسى.
أما إذا اختاروا طريق المواجهة والعناد والعنف في مواجهة الدولة والشعب فإنهم سيختارون طريق الخسارة لأن القوة ليست في صالحهم ولن يستطيعوا إركاع الدولة والشعب.
وأوضح شكر أن مكتب إرشاد الجماعة هو المسئول الأول عن فشل الإخوان وانهيار دولتهم وأنه يتحمل المسئولية كاملة فيما حدث.
اللواء رفعت عبدالحميد، الخبير الأمنى والمفكر السياسي، أرجع انهيار دولة الإخوان إلي مكتب الإرشاد الذي وصفه بأنه غرفة عمليات فاشلة لا تري إلا نفسها وتعيش علي مبدأ الاستحواذ والتسلط.
ووصف الإخوان بأنهم تنظيم إرهابى ومن أبرز التنظيمات الإرهابية في مصر ذات الطابع الدينى منذ أحداث 1946 حتي اليوم وتأكد للشعب المصري أن هذه الجماعة لا تحب مصر ولا تحترم الشرعية والقانون، وأن ذلك عجل من كره الشعب لهم وإسقاطهم خلال عام من حكم مصر، بعدما عرف الشعب أن هذه الجماعة يخفون في صدورهم الحقد والضغينة للمجتمع ويسعون إلي إمارة إسلامية ويبذلون الغالى والنفيس لتحقيق ذلك وأن ضياع هذا الحلم والأمل من بين أيديهم يمثل انهيارا لدولتهم وتنظيمهم الدولى.
الخبير الأمني اللواء فؤاد علام، نائب رئيس جهاز أمن الدولة الأسبق، أوضح أن فقد الإخوان لحكم مصر يعد فقدا لورقة كبيرة وحلم ويضيع عقبات كبيرة لهم في المستقبل لتولي حكم أي دولة فيما بعد.
وتحفظ علام علي انهيار دولة الإخوان، وأرجع تحفظه إلي أن هذه الجماعة لديها تنظيم دولي في عدد ضخم من الدول العربية والأوروبية ولهم مشروعات اقتصادية كبيرة تدر عليهم أموالاً كبيرة، ويحظون بدعم سياسي ومادى ومعنوى من دول كبري مثل أمريكا، وهذا يؤكد أن انهيارهم ليس مسألة سهلة.
واستطرد علام قائلاً: قد لا يتمكنون من العودة للحكم لفترة طويلة من الزمن بعدما فشلوا في إدارة الدولة لأن إدارة الدولة ليست بالأمر السهل ومن الصعب أن يخرج تنظيم سري ليس لديهم خبرة بإدارة الدولة التي تحتاج إلي خبرات وقدرات وفكر مثل كوادر تربت داخل أطر حزبية تمرست علي السياسة وتولت مناصب قيادية وتنفيذية وبالتالى أصبح لديها قدرة علي إدارة دولة.
كتب :مختار محروس
الخارجية
مخططات «الحداد» للاستعانة بأمريكا وأوروبا تسقط أمام خبرة الدبلوماسية الوطنية
فور إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية، ودخول الدكتور محمد مرسي القصر الرئاسي للمرة الأولى، أدركت جماعة الإخوان أن وزارة الخارجية لن تساندها في مشروعها الاستعمارى الذي تريد تنفيذه في البلاد.. فسعت منذ اليوم الأول إلي تقليم أظافرها وتقزيم دورها الخارجي لصالح مؤسسة أخرى بديلة، ووضعت علي رأسها الدكتور عصام الحداد، ومنحته منصب مستشار الرئيس للشئون الخارجية، ليبقى بجوار «مرسى» وليعمل في إطار من الشرعية.
وعلي مدار عام كامل هي فترة حكم الرئيس محمد مرسى، سعت وزارة الخارجية البديلة إلي تخريب علاقات مصر ببعض الدول الخارجية التي لا تتمتع بعلاقات جيدة مع نظام الإخوان لصالح دول أخري ساندت الجماعة مثل قطر وتركيا، وهو ما أدى إلي ما يشبه العزلة العربية والأفريقية لنظام الإخوان، الذي فشلت مؤسسته البديلة في تنفيذ مخططات الجماعة الخارجية.
ثورة 30 يونية أنقذت عملية أخونة الدبلوماسية المصرية.. فكان آخر قرارات الرئيس المعزول محمد مرسى، اعتماده لحركة دبلوماسية جديدة كانت تخالف كل أعراف القواعد الدبلوماسية، حيث كانت الجماعة تخطط لزرع رجالها في سفارات بعض الدول المهمة.. وكانت الحركة تشتمل بحسب تأكيدات مصادر دبلوماسية، علي تعيين سفراء من خارج السلك الدبلوماسى في سفارات تركيا وقطر حتي يكونوا همزة وصل، بعيداً عن أعين «الخارجية».
ولكن ثورة 30 يونية أنقذت الدبلوماسية المصرية وقضت علي وزارة الخارجية الإخوانية التي تنازع الآن وتخرج أنفاسها الأخيرة بمحاولات الترويج في كل دول العالم، علي أن ما حدث في مصر انقلاب عسكرى.. بل إن الخارجية الإخوانية برعاية عصام الحداد، رجل خيرت الشاطر نائب المرشد لعبت دوراً مشبوهاً أقرب إلي الخيانة العظمى في أيام الثورة الأولى.
فعقب إصدار وزير الدفاع بياناً بتحديد مهلة ال 48 ساعة الأخيرة للتوافق بين القوي السياسية أو الإعلان عن خارطة طريق جديدة، تتضمن عزل الرئيس مرسى خرج عصام الحداد ورجاله الذين زرعهم في كل سفارات الدول يروجون أن ما يحدث في مصر انقلاب عسكري.. بل إن الحداد، طالب بعض الدول بالتدخل عسكرياً لإنقاذ نظام محمد مرسى من السقوط.
وباءت كل محاولات الخيانة الوطنية التي قام بها عصام الحداد بالفشل.. وصحيح أنه نجح في إثارة الفتن والضباب عن طريق المؤسسات الإعلامية الدولية التي كان يتمتع بعلاقات معها، وظهر دور هيئة الاستعلامات المصرية باهتاً وضعيفاً وغير قادر علي مجاراة مخططات الخارجية الإخوانية. ولكن خروج الشعب بالملايين لاستكمال مكاسب ثورة 30 يونية غير الصورة الخاطئة، التي حاولت جماعة الإخوان ترويجها بأن 30 يونية انقلاب عسكرى.
وكعادة الإخوان دائماً يختارون الرجل الخطأ في المكان الخطأ، اختارت عصام الحداد ليتولى مسئولية وزارة الخارجية الإخوانية، لمجرد أنه رجل خيرت الشاطر الذي يثق به كثيراً.. وأنه يتحدث الإنجليزية بطلاقة.. ولكنه لا يجيد أياً من فنون الدبلوماسية وكان سبباً في ضياع حقوق مصر في سد النهضة وتوتر العلاقات المصرية بمعظم دول الخليج، بالإضافة إلي أنه فشل في أن يحقق ما كانت تسعي إليه جماعة الإخوان، في أن تبني علاقات منفردة مع بعض دول العالم، فظهرت كما لو كانت في عزلة. وزيارات الرئيس المخلوع محمد مرسى إلي الخارج كانت خير دليل علي عجز خارجية الإخوان في التواصل مع دول العالم، حيث كان مرسي يعامل بشكل غير لائق من بعض الرؤساء وكانت زياراته تحمل من المهانة ما لم يجدها غيره من الرؤساء.
السفير سيد أبو زيد، مستشار وزارة الخارجية لشئون الشرق الأوسط سابقاً، قال إنه من المعروف أن جهات عديدة خارجية وداخلية حاولت تصوير أن ما حدث في مصر يوم 30 يونية انقلاب عسكرى وحاولوا ترويج أكاذيب عما حدث في هذا اليوم ولكن السفارات المصرية في الخارج كانت خير عون وساهمت في رسم الصورة الحقيقية وأظهرت أن ما حدث في مصر ثورة شعبية في انتصار جديد للخارجية المصرية علي حساب المؤسسة البديلة التي حاولت جماعة الإخوان زرعها.
وأضاف أنه كان هناك بعض الدول لديها تساؤلات وتحفظات.. ولكن وزارة الخارجية نجحت في أن تحدث نوعاً من التجاذب معها وردت علي كل التساؤلات وخاضت معارك عديدة لمقاومة تصرفات جماعة الإخوان وتحركاتهم غير المسئولة في الخارج. وأكد أن الوزارة لم تتوقف عن القيام بدورها.. والإخوان قاموا بتدخلات غير محسوبة.. وعصام الحداد وأمثاله ممن لعبوا دوراً لصالح الإخوان، هم مجموعة هواة وأدوارهم عشوائية وسلبية.. والدول الخارجية وجدت أن جهتين تتحدثان إليها، الأولى تتحدث لمصلحتها وهي التابعة لجماعة الإخوان، وتعقد صفقات مع الولايات المتحدة وتركيا وقطر علي حساب الوطن المصرى لبيعه.. والأخرى تعمل لحساب الوطن وعبارة عن حصن للوطنية المصرية وانتصرت الخارجية المصرية.
كتب: محمد شعبان
السيطرة على الشارع
لغة العناد فجرت غضب الجماهير.. و03 يونيه أبلغ رد على مزاعم «الشعبية»
عاشت مصر لحظات فارقة استردت فيها الأمة ذاتها بفضل استقلال شعبها بكافة فئاته وطوائفه وأحزابه وحركاته السياسية وعلي رأسها حركة تمرد السلمية التي مثلت «رمانة الميزان» في الفترة الأخيرة – التي ظلت صامدة بدعم ملايين المصريين المطالبة بصورة جماعية بإنهاء حكم الإخوان ومخططاتهم للأبد- بعد أن امتلأت نفوس المصريين بالغضب من حكم هؤلاء الطامعين في السلطة ومن معتقداتها الفكرية التي سعت لتجريد المصريين من آرائهم وأفكارهم البناءة ليظل الإخوان مسيطرين عليهم طوال مدة عام كامل قضوها في العهد السابق –ولكن سرعان ما فقد الإخوان سيطرتهم علي قوي الحشد الجماهيري في الشارع التي كانت تستغل باسم الدين– نتيجة لفشلهم في إدارة أهم ملفات الدولة وهو ملف إرضاء المواطن في تلبية متطلباته المعيشية؛ ناهيك عن كثرة الممارسات السياسية الخاطئة التي لم تحقق أي نجاحات علي المستويات السياسية أو الاجتماعية وإصرارهم علي تحدي المجتمع وإرادته؛ وظهر ذلك جلياً في تصاعد وتيرة الاحتجاجات والانقسامات داخل الشارع ومحاولة اتباع لغة العناد بالدخول في مصادمات ومواجهات مع القوي السياسية الأخري؛ للاستئثار بالسلطة ومؤسسات الدولة من أجل الحصول علي أكبر مكاسب دنيوية ممكنة؛ مما أسفر عنه فقدان الإخوان لجانب أساسي من تنظيمهم الشعبي وهو التعاطف والتأييد من باقي أفراد المجتمع.
وقد حققت ثورة 30 يونية بمساندة الجيش المصري انتصارا عظيماً؛ لتنهار معها دولة الإخوان الموازية التي لا تزال تستقوي بالعالم الخارجي لحماية شرعيتها الزائفة؛ إلا أن هناك العديد من الضغوط والتهديدات التي تمارس علي الجيش المصري داخلياً من الإخوان في شكل الانتقام من القيادات العسكرية؛ بخلاف ما يمارسونه من إحداث عنف وشغب في الشارع ضد المتظاهرين السلميين التي لم يكد يمر يوم؛ لنري دماء تسيل وأرواحاً تفارق الحياة بين مدنيين وعسكريين جراء اشتباكات شهدتها مناطق متفرقة من البلاد منذ العزل وحتي الآن؛ بخلاف الضغوط الخارجية من التهديد بقطع المعونة العسكرية والغذائية كمحاولة لمنعنا من ممارسة حقنا فى تخطيط مستقبلنا والمضى قدما نحو تحقيق أهداف الثورة؛ لكننا لا نزال نعيش تداعيات رفض الإخوان لهذه الثورة وعدم تقبلهم للواقع الجديد.
الدكتورة فريدة النقاش –رئيس تحرير جريدة الأهالي؛ يقول: مصير الإخوان سوف يتوقف علي الطريقة التي سوف يسلكون بها الأحداث القائمة؛ وعلي الإخوان أن يعترفوا بأن الشعب رفض الوصاية عليه.
وأضافت الدكتورة «النقاش»: أن تبدأ المصالحة الوطنية بمحاسبة المجرمين ممن ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية في حق هذا الشعب من أحداث عنف وتعذيب وسحل وإطلاق النار علي الأبرياء؛ حتي يتقبل المجتمع وجود هذه الجماعات بين أعطافه مرة أخري؛ ودون ذلك ستبقي الجماعة سرية ومستبعدة عن النظام السياسي القادم في مصر.
الدكتور أحمد يحيي عبدالحميد –الكاتب الصحفي؛ يري أن الإخوان مازالوا يحرصون علي الحفاظ علي التنظيم بكل ما أوتوا من قوة؛ ذلك أن فقدان التنظيم يعني فقدان الجماعة وما نشاهده من اعتصامات وتظاهرات وتجمعات في مناطق رابعة والنهضة ما هو إلا جانب من جوانب التنظيم في صورته السياسية ويظل الإخوان تجمعاً مصرياً له صبغة عالمية يسعي دائماً إلي امتلاك السلطة والسيطرة علي أنظمة الحكم ليس في مصر وحدها بل في الدول العربية انطلاقاً لما يعرف بمفهوم «الخلافة الإسلامية» علي مستوي الدول الإسلامية.
ويواصل الكاتب الصحفي: تبين من أداء الإخوان السياسي وكفاءتهم التي لم تكن علي المستوي المطلوب أنهم لا يملكون الكفاءات ولا الخبرات ولا السياسات القادرة علي تحقيق متطلبات المجتمع؛ ولهذا رفضهم المجتمع ونبذتهم القوي السياسية ليتحرك الشارع بعدها بصورة جماعية مضادة لإحباط مخططاتهم .
رامز المصري –المتحدث الإعلامي باسم الجبهة الحرة للتغيير السلمي؛ يقول: الشعب المصرى أكد أنه شعب لا يخاف من تهديدات العنف التى تحاول الجماعة نشرها وإرهاب الجميع بها وأنه شعب وعى الدرس جيداً وقرر التخلص من النفايات التى علقت به خلال العام الماضى والإطاحة برئيس فشل فى إدارة الدولة التى تركها نهبا لأهله وعشيرته دون أن يحاول تنفيذ جزء من الوعود التى قطعها على نفسه أثناء ترشحه للانتخابات الرئاسية تاركا البسطاء فى مواجهة تغول الأسعار والانهيار الاقتصادى.
الكاتب الصحفي نبيل زكي –أمين الشئون السياسية والمتحدث الرسمي باسم حزب التجمع؛ يقول: جماعة الإخوان طويت صفحتها للأبد بعد ثورة 30 يونية. مؤكداً أن سقوط مشروع الإخوان المسمي ب «الخلافة الإسلامية» الذي عنوانه ابتزاز الشعب المصري يعني سقوط المشروع الأمريكي الإسرائيلي في المنطقة؛ لأن هدفهم متشابه؛ كما أنهم يسيرون بخطى حثيثة لتقسيم المنطقة إلي دويلات طائفية مذهبية متناحرة متصارعة تكريساً للهيمنة الإسرائيلية علي المنطقة بأكملها لتتحول الدول العربية إلي كيانات هشة ضعيفة لضرب الجيوش العربية وهو ما حدث مع الجيش العراقي وكذلك الجيش الليبي واليمني والآن تتم تصفية وتدمير الجيش السوري ليبقي الجيش المصري المستهدف من قبل جماعة الإخوان التي تريد تشويه صورته وتقسيم صفوفه وإطلاق شائعات ضده واتهام قادته بالخيانة.
كتبت :نشوة الشربينى
الإعلام
سقوط إمبراطورية تزييف الوعى
سقطت أحلام الجماعة في تشييد إمبراطورية حصينة لإعلامهم المزيف، من خلال السيطرة علي جميع وسائل الإعلام، فبعد أن قاموا بغنائها، من خلال البدء فى أخونة الصحف القومية لخدمة أهدافهم والتمجيد في سياستهم، كى يسيطروا على التليفزيون المصرى المملوك للدولة، فضلاً عن ممارسة الضغوط المختلفة علي القنوات الخاصة وتكميم الأفواه، بل وتمكين وزير الإعلام الذي يعد أحد الكوادر الإخوانية، إلا أن الصدمة الكبري جاءت بسقوط الرئيس مرسى، مما أدى لانهيار هذه الإمبراطورية التي قاموا ببنائها علي مدار عام كامل، فأغلقت القنوات الفضائية التابعة لهم، ورحل وزير الإعلام الإخواني قبل أن يكمل مخططاتهم، فتبخرت أحلامهم وذهبت بلا رجعة.
عندما بدأت الجماعة في أخونة الإعلام، سعوا للسيطرة علي مدينة الإنتاج الإعلامي من خلال محاصرتها عدة مرات ومحاولة اقتحامها، بعد اتهامهم للإعلام المصرى بأنه يشوه الحقائق، كما تعمدوا السيطرة أيضاً علي المداخلات التليفزيونية في مختلف برامج التوك شو بالتليفزيون المصري والقنوات الخاصة، هذا فضلاً عن قيامهم بوقف بعض البرامج في التليفزيون المصري التي كانت تنتقد سياستهم، بل ومارسوا جميع الضغوط علي القنوات الخاصة حتي وصف محمد البلتاجي القيادي بحزب الحرية والعدالة في أحد تصريحاته للإعلام المصرى بالإعلام الصهيونى الذي يروج الشائعات للناس، وقد جاء اختيار وزير الإعلام صلاح عبدالمقصود من جماعة الإخوان، لاستكمال أخونة الإعلام، فضلاً عن قيام مجلس الشورى باستخدام صلاحياته في تعيين رؤساء تحرير الصحف القومية من المنتمين للجماعة، ولم ينته الأمر عند هذا الحد، فقد استغلت حكومة الإخوان وجود بعض نصوص القوانين التي تجيز حبس الصحفيين والإعلاميين، وبدأوا في إحالة بعض رؤساء التحرير والصحفيين للنيابة بتهمة إهانة الرئيس، وكانت معركة أخونة الصحف القومية قد اشتعلت عندما تم منع بعض المقالات التي توجه انتقادات للجماعة، إلا أن أحلامهم تبخرت بسقوط حكم الإخوان وازدادوا يأساً عندما صدر قرار جمهوري مؤخراً بتشكيل المجلس الأعلي للصحافة وانتقال جميع السلطات والاختصاصات التي تخص شئون الصحافة والتي كان يمارسها مجلس الشورى إلي المجلس الأعلى للصحافة، لتذهب مخططات الإخوان بلا رجعة.
الدكتور محمود خليل، أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، يري أن المحاولة كانت جادة في أخونة الإعلام المصري لكي يصبح ناطقا ومبررا لسياستهم، فالتجربة العملية تؤكد أن الجماعة أثبتوا فشلهم إعلامياً، ويقول: لا شك أن الأدوات الإعلامية التي امتلكتها الجماعة بشكل صريح لم تكن تقدم خطاباً ناجحاً، ويتمتع بالقدرة علي الجذب والإقناع، ويمكن الاستشهاد في هذا السياق بجريدة «الحرية والعدالة»، التي كانت واحدة من أفشل الصحف اليومية، وأيضاً قناة «25 يناير» التليفزيونية، والتي انخفضت معدلات مشاهدتها حتي من بين أعضاء الجماعة أنفسهم، وقد كان للجماعة محاولات متتالية للسيطرة علي الإعلام المصرى، بدأت بعملية اغتيال معنوى للإعلاميين من خلال اتهامهم بأنهم «سحرة فرعون» وأنهم لا ينقلون الواقع بحيادية فقاموا بمحاصرة مدينة الإنتاج الإعلامي، ثم كانت الخطوة التالية بتمكين صلاح عبدالمقصود من وزارة الإعلام، وهو كادر إخوانى حاول أخونة الخطاب التليفزيونى الرسمى، وكان يصر على أن يكون البوابة الأخيرة التي تصب عندها كل الأخبار لكي يختار من بينها ما ينشر وما لا ينشر، فلأول مرة تشهد التجربة الإعلامية المصرية في عهده وزيراً بدرجة رقيب، وقبل خطوة تعيينه كانت هناك خطوة لتعيين رؤساء الصحف القومية، من خلال لجنة إخوانية، وكانت التوجيهات تتدفق لهذه الصحف من أجل تجميل وجه الإخوان، وشرح رؤيتهم وسياستهم وأسلوب إدارة البلاد.
ويستكمل الحديث قائلاً: كل هذه المحاولات باءت بالفشل لأن جماعة الإخوان لم تكن تمتلك كوادر قادرة علي تقديم تجربة إعلامية ناجحة، فأصبحت الجماعة تصب غضبها علي الإعلام وتتهمه بتشويه أدائها، وأداء رئيس الدولة المعزول، فقد جعلت الحكومة الإخوانية الإعلام بمثابة شماعة تعلق عليها فشلها، ولا شك أن ما حدث أدى لإحداث نوع من الارتباك لديهم لأنهم فشلوا في إتمام محاولتهم للسيطرة علي الإعلام المصرى.
من ناحية أخرى نجد أنهم أثبتوا نجاحاً علي مستوي شبكات التواصل الاجتماعى، فقد كان خيرت الشاطر يعد لعمل مشروع الكتائب الإلكترونية، فبعد إقصائهم عن الحكم نجحوا في صناعة الشائعات وليس المعلومات، بل والترويج لها أيضاً، فضلاً عن نجاحهم التاريخي في مجال الاتصال الشخصي، أما الإعلام الجماهيرى فغالباً ما يثبتون فشلهم في التعامل معه. ويشير إلي أن هناك نوعاً من التباطؤ في التعامل مع بعض الوجوه التي دفع بها وزير الإعلام داخل الوزارة كجزء من محاولة السيطرة الإخوانية، فكان من المفترض أن يتم دراسة ملفاتهم والتعامل معهم طبقاً للوائح والقوانين، فالتباطؤ في العدل هو الظلم بعينه.
الدكتور فوزي عبدالغني، عميد كلية الإعلام بجامعة فاروس بالإسكندرية، يقول: منذ وصول الإخوان للحكم بدأت أخونة الدولة، فقد حاول التيار الإسلامي أن يقدم مفهوماً إسلامياً لخدمة أهداف سياسية، ولكن يحققها بدأ في السيطرة علي مفاصل الدولة، وقد فوجئنا بأن العديد من المحيطين بنا كانوا خلايا نائمة للإخوان فحاولت الجماعة خطف دولة مصر لصالح الجماعة فقاموا بالتركيز علي الإعلام المصرى، ووظفوا قياداتهم لذلك، نظراً لأن الإعلام يمكن من خلاله السيطرة علي أفكار المشاهدين، وكانت البداية في الصحف ووسائل الإعلام المختلفة، من خلال معرفتهم للخلايا الإخوانية بها، وجذب التابعين منهم، فضلاً عن الطامعين في تولي المناصب، ونظراً لأن الصحف القومية مملوكة للدولة فقد كانوا قادرين علي أخونتها، لكن المشكلة التي كانت تواجههم هي الصحف الحزبية والمستقلة والقنوات الخاصة، التي تحظي بمشاهدة كبيرة، وتؤثر في الرأي العام، وعندما فشلوا في أخونتها بدأوا في تضييق الخناق علي أصحابها، وممارسة جميع الضغوط، من خلال التهديد والمضايقات وحصار مدينة الإنتاج الإعلامى، وممارسة التعذيب ضد الإعلاميين، إلا أن أحلامهم تبخرت بسقوط الرئيس مرسى ورحيل وزير الإعلام، مما أدى لحدوث ارتباك لديهم، خاصة أن القيادات الإخوانية لم تعد قادرة علي التصرف في ظل الوضع الجديد، بعد أن خرج الإخوان بلا رجعة وخرج كل من تآمر أو تعاطف معهم، وعادت مصر إلي أحضان أبنائها.
كتبت : أمانى زايد
المؤسسة الأمنية والحربية
ميليشيات الإخوان تخوض معركة النفس الأخير.. وانحياز الشرطة مفاجأة
في نهاية عام 2006 وبينما كانت المعركة مشتعلة بين جماعة الإخوان ونظام الرئيس المخلوع حسني مبارك لم تجد جماعة الإخوان سوي التصعيد المباشر وقامت بحشد شبابها للتظاهر أمام جامعة الأزهر مرتدين زياً أسود وقناعاً علي الوجه يومها قامت الدنيا ولم تقعد واتهمت القوي السياسية نظام الإخوان بتكوين ميليشيات تابعة لها ولكن الجماعة ظلت تنفي علاقتها بالميليشيات حتي جاء عام وصولها إلي السلطة لينكشف الغطاء عن تلك الحقيقة.
ففي أول مواجهة بين القوي الثورية وجماعة الإخوان أمام قصر الاتحادية بعد أسابيع من وصول الدكتور محمد مرسى إلي الحكم استعانت بميليشياتها لطرد الثوار من محيط القصر الرئاسى وقامت بما يشبه المجازر في حق بعض الثوار.
وعلي مدار عام كامل كان ميليشيات الجماعة جاهزة علي أي تظاهرة ضد الرئيس مرسي فقامت بحصار المحكمة الدستورية ومجلس الدولة وبعض المحاكم لمنع إصدار أحكام مخالفة لرغبة الجماعة في قضايا حل مجلس الشوري والجمعية التأسيسية وكانت الجماعة تستعد لتطوير عمل الميليشيات لتكون تحت ستار الشرطة الشعبية التي كان ستقنن أوضاعها من قبل النائب العام الإخواني المستشار طلعت عبدالله.
فالجماعة كانت تدرك أن حكمها لن يستقر إلا بعد أن تكون لديها أجهزة أمنية تدين بالولاء لدولة المرشد وتقوم بتنفيذ سياسات الجماعة فأدارت الجماعة مخططاً لهدم الشرطة ودفعوا بها في مواجهة المظاهرات الغاضبة علي حكم الرئيس المخلوع بل حرضتها علي قتل الثوار وخرج مرسي نفسه يشيد بأداء الداخلية حتي تهتز صورتها في الشارع ويكون لديه ذريعة لفرض الميليشيات الإخوانية بديلاً لها.
وعندما أدركت الداخلية المخطط الإخواني امتنعت عن مواجهة القوي الثورية ووقفت علي الحياد. وأعلن ضباطها التمرد واضطر الرئيس مرسي إلي أن يلتقي بضابط الأمن المركزي وخطب فيهم وأطلق وعوداً لهم بتنفيذ مطالبهم والاستجابة لها وقال إنه لا يوجد ما يسمي بالشرطة الشعبية وأنه يدعم الداخلية.
ولكن تطمينات مرسي لم تلق أي هوى عند ضباط الشرطة الذين ردوا الصفعة لنظام مرسى بالكامل ولكنها كانت صفعة الموت فقبل الدعوة إلي مظاهرات 30 يونية كانت جماعة الإخوان تحاول نشر الرعب في نفوس القوي الثورية وكانت تهدد كل من يتظاهر ضد مرسى وكانت قيادات الجماعة تعول علي الشرطة في وأد الثورة علي حكمها ولكن وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم الذي كان متهماً بالانتماء إلي جماعة الإخوان وقف علي الحياد ولم يتدخل لصد المظاهرات، بل إنه سرعان ما سارع بتأكيد تأييده لبيان وزير الدفاع الفريق عبدالفتاح السيسي وخارطة الطريق الذي أعلن عنها.
وزارة الداخلية هزمت ميليشيات الإخوان بالضربة القاضية، فبعد خروج الملايين إلي الشارع يوم 30 يونية لم تستطع ميليشيات الإخوان أن تنفذ مخططات نشر الرعب فانكمشوا في ميدان رابعة العدوية ومنهم من هرب إلي خارج البلاد عبر الأنفاق إلي غزة وإن كانت الميليشيات تخوض معركة البقاء الأخير وتحاول إشعال الفوضى في البلاد عبر مسيرات تخرج لاشتباك مع الجيش وهو ما حدث في أحداث الحرس الجمهورى وأحداث النصر والذي سقط فيهم عدد كبير من القتلى والشهداء بفضل عنف الإخوان.
اللواء حسام سويلم، الخبير الاستراتيجي، قال إن الجماعة كانت تخطط لفرض ميليشياتها علي رأس الدولة، فيما يشبه الحرس الثوري الإيرانى، حتي تسيطر الجماعة علي الدولة بعدما نجحت في تعطيل المنظومة الأمنية الرسمية وهي الشرطة، كما أنهم يريدون جيشاً بديلاً للجيش الحالى وسيكون ذلك من خلال الميليشيات أيضاً ولكن كل المخططات انتهت.
وأكد اللواء محمد شفيق النجومى، الخبير الاستراتيجى، أن المخطط الذي كانت تريد الجماعة تنفيذه هو نشر ميليشياتها كجهاز شرطة بديل ولكن هذا المخطط لم يكتب له النجاح بفضل تحركات الشعب في 30 يونية وأيضاً تعامل الداخلية الجيد مع المظاهرات، فلولا أن الشرطة وقفت علي الحياد لما رفع الشعب شعار «شرطة وشعب وجيش إيد واحدة» ولولا هذا الشعار لما نجحت الثورة في الإطاحة بنظام الإخوان.
وأشار إلي أن الميليشيات التي تلقت تدريبات في حماس وعلي أيدى قادتهم في عام المخلوع تخوض معركة تنشر الفوضى الآن وتضع خططاً لضرب الجيش المصرى والاعتداء علي الشرطة وتنشر الفوضى من خلال مسيرات يطلقون عليها سلمية وهي في الحقيقة مسيرات عنف ودموية تريد أن تدمر الدولة عقاباً علي خلع مرسي من الحكم.
المؤسسة الدينية
الشيوخ.. رهان الإخوان الذى خسر
في دولة موروثها الديني يمتد لآلاف السنين.. وأكثر من نصف شعبها لا يقرأ ولا يكتب.. وأغلب أهلها أصحاب ثقافة سمعية..
في دولة كهذه يكون رجل الدين أقوي من المدفع وأخطر من أسطول طائرات إف 16.. وهذه الحقيقة يدركها الإخوان جيدا ولهذا يحرصون علي استمالة ما يستطيعون من رجال دين.
وعلي مدي تاريخهم جرف الإخوان إليهم هامات دينية كبيرة حذبهم للجماعة حلو الكلام وجميل الشعارات وحلم إقامة دولة إسلامية ولكن كل هؤلاء –تقريباً– ما إن ذاقوا من وعاء الإخوان وشربوا أول جرعة من نبعهم حتي لفظوا الجماعة وفروا منها فرار المؤمن من نار جهنم..
الشيخ العلامة محمد متولي الشعراوي –رحمه الله– أحد الذين عاشوا هذه التجربة.. انضم إلي الإخوان في صدر شبابه ولكنه سرعان ما خرج منها.. ويروي الشيخ الشعراوي حكايته مع الجماعة فيقول -حسبما جاء في كتاب «الشعراوي الذي لا نعرف» للكاتب سعيد أبو العينين في عام 1937 خرج الوفد من الحكم..وأنا كنت وفدياً.. وفي عام 1938 أردنا الاحتفال بذكرى سعد باشا.. لكنهم منعونا.. فذهبت إلى النادي السعدي واحتفلنا هناك بهذه الذكرى. كنت أعتبر الاحتفال بذكرى سعد باشا هو احتفال بذكرى وطنية. ووقفت في الاحتفال وألقيت قصيدة امتدحت فيها سعد باشا وكذلك النحاس باشا.
وعلم الشيخ حسن البنا بخبر القصيدة التي ألقيتها في الاحتفال فغضب...غضباً لامتداحي النحاس باشا.
وحدث بعد ذلك أن جلسنا في ليلة نتحدث.. وكنا مجموعة من الإخوان..وكان الشيخ حسن البنا حاضراً.. وعند الفجر تطرق بنا الحديث إلى الزعماء السياسيين.. وأيهم يجب أن نسانده ونقف معه.
ولاحظت أن الحاضرين يتحاملون على النحاس باشا.. ويقولون بمهادنة صدقي باشا.
فاعترضت على ذلك وقلت: إذا كان لمن ينتسبون إلى الدين يريدون أن يهادنوا أحد الزعماء السياسيين وألا يتحاملوا عليه أو يهاجموه، فليس هناك سوى النحاس باشا.. لأنه رجل طيب.. تقي.. وورع.. ويعرف ربنا.. وأنني لا أرى داعياً لأن نعاديه.. وهذه هي الحكمة.
ولكني فوجئت بأحد الحاضرين -لا أريد أن أذكره– يقول: إن النحاس باشا هو عدونا الحقيقي.. هو أعدى أعدائنا.. لأنه زعيم الأغلبية.. وهذه الأغلبية هي التي تضايقنا في شعبيتنا.. أما غيره من الزعماء وبقية الأحزاب فنحن «نبصق» عليها جميعاً فتنطفئ وتنتهي!!!.
وأضاف الشيخ الشعراوي: كان هذا الكلام جديداً ومفاجئاً لي.. ولم أكن أتوقعه..وعرفت ليلتها «النوايا» وأن المسألة ليست مسألة دعوة.. وجماعة دينية.. وإنما سياسية.. وأغلبية وأقلية.. وطموح إلى الحكم.
وفي تلك الليلة اتخذت قراري.. وهو الابتعاد وقلت: «سلام عليكم».. ماليش دعوة بالكلام ده.
الشيخ العلامة محمد الغزالي –رحمه الله– انضم أيضا إلي الإخوان في صدر شبابه وظل بها حتي صار قطباً من أقطاب الجماعة ثم تركها وقال عنها كلاما خطيرا.
في كتابه «من معالم الحق». إن تاريخ الإرهاب الإسلامي في مصر بدأ بالإخوان المسلمين حيث قاموا بتوظيف الدين للوصول إلي أهداف سياسية وقد خدع كثير من الشباب بدعوة حسن البنا المتسترة بالدين وبشعارات القرآن ولم يكن حسن البنا رجل دين أو من علماء الدين بل كان من السياسيين المؤمنين بالديكتاتورية وحكم الفرد وهو ضد الوطنية المصرية».
ويضيف الشيخ الغزالي رحمة الله عليه في كتابه «في مصر أمية بين الشباب وغير الشباب استثمرها الإخوان المسلمون في نشر سمومهم وأكاذيبهم وأضاليلهم علي مدي سنوات, وفي مصر ايمان بالدين لا مثيل له في أي بلد إسلامي آخر ولكن في مصر أمية دينية جعلت ملايين المصريين يقعون في براثن الدجالين والمشعوذين والذين برعوا في استثمار الشعار المحمدي».
ولا يزال الإخوان يستغلون أمية الشباب وطيبة المصريين في استمالة رجال دين فما استطاعوا إلا استمالة مالا يزيد على 100 من رجال الأزهر في كل ربوع مصر – حسب تأكيدات الدكتور عبد الستار المليجي القيادي الإخواني المنشق عن الجماعة وهؤلاء تعتبرهم الجماعة رؤوس حراب لاستمالة الشباب من ناحية ومن ناحية أخري تحاول أن تجعل منهم مؤسسة دينية موازية لمؤسسة الأزهر ولهذا ليس غريبا أن تظهر جمعية أهلية إخوانية وتطلق علي نفسها اسم جبهة علماء الأزهر!
وبسقوط «مرسي» كشفت هذه الجمعية عن أخونتها وراحت تساند المعزول وتهاجم الجيش وثوار 30 يونية وتحرص في كل بيان تصدره أن تقول عن نفسها أنها جبهة علماء الأزهر وهو ما دفع قيادات الأزهر الشريف الي اعلان عن عدم وجود جبهة في الأزهر تسمي بجبهة علماء الأزهر وأخيرا اكتشفنا أن الجبهة جمعية أهلية إخوانية الهوي والهوية!
ولأن الإخوان يدركون في قرارة أنفسهم مدي ضعف كوادرهم الدينية ولهذا قرر التنظيم الدولي للإخوان المسلمين الاستعانة بعدد من كبار المشايخ وحثهم علي مساندة إخوان مصر والهجوم علي السلطة الحاكمة في مصر حاليا والغريب أنهم حددوا 4 مشايخ وصفوهم بأنهم رموز الأمة في الحشد ولم يكن من بين هؤلاء الأربعة سوي مصري واحد وهو الشيخ محمد حسان، أما الثلاثة الآخرون فهم السعودي «محمد العريفي» والكويتي «طارق السويدان» والسعودي «علي العمري».
وهذا يعني أن الإخوان لا يرون في مصر من هو قادر علي مساندتهم من المشايخ سوي الشيخ محمد حسان!
وهكذا أسقط الإخوان من حساباتهم رجالا كانوا يقدمونهما علي أنهم من كبار رجال الدين أمثال صفوت حجازي الذي لا يذكرون اسمه إلا ويسبقونه بلقب «الداعية الإسلامي» وأيضا عاصم عبدالماجد عضو مجلس شوري الجماعة الإسلامية ووجدي غنيم الذي وصل به الشطط لدرجة تكفير الفريق أول عبدالفتاح السيسي.. وربما فعل الإخوان ذلك بعدما تكشف للرأي العام أن صفوت حجازي لم يكن يوما داعية ولا يحزنون وأنه خريج معهد صرف وري!
أما عاصم عبدالماجد فيخشي الإخوان من اقترابه منهم ربما لأنه متورط في قتل عدد من جنود وضباط مصر في الثمانينيات.. في حين يمتلئ الإخوان رعبا من وجدي غنيم رغم أنه يساندهم بقوة الآن والسبب أنهم لا يأمنون جانبه، خاصة أنه قال أكثر من مرة قبل الأزمة الأخيرة إن الإسلام بريء من الإخوان المسلمين لأنهم طوال تاريخهم يستخدمونه كلما شعروا بالخطر. حتي الدكتور يوسف القرضاوي الذي يحمل لقب رئيس اتحاد علماء المسلمين لم يعد الإخوان يعولون عليه كثيرا بعدما فقد الرجل رصيده كله في قلوب ملايين المصريين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.