في العالم لا توجد وسادة للطفل انعم من حضن الأم.. ولا يوجد اصدق من دموع أم فقدت طفلتها.. الأم يمكن ان تضحي بكل ما تملك من اجل عيون صغارها. سيدة يابانية جاءت تحكي قصتها بدموعها.. طرقت كل الأبواب وحصلت علي حكم قضائي بأحقيتها في حضانة طفلتها من زوجها المصري لكنها لم ترها حتي الآن.. احضرت معها مترجما يروي لنا مأساتها. مي هوكوتشي جاكي اصبح اسمها فريدة محمد بعد اشهار اسلامها في الأزهر الشريف.. تقول جئت لمصر منذ 5 سنوات لمشاهدة حضارتها التي اعشقها منذ الصغر حيث كنت اعيش في مدينة قريبة من طوكيو.. اثناء الزيارة تعرفت علي المصري أمير وكان يعمل ببازار يمتلكه والده بشارع الهرم.. بدأ الاعجاب المتبادل وعند عودتي لليابان تبادلنا الاتصال بالانترنت.. وتصارحنا بالحب وعدت لمصر فتعرفت علي أسرته واشهرت اسلامي وتزوجنا، ثم سافرنا معا لليابان حيث اعمل محاسبة وساعدته للالتحاق بعمل بمصنع حلويات وانجنبا مليكة.. بعدها اكتشفت انه يخونني مع فتيات آخريات، واحضر شقيقه الأكبر ليعيش معه وطلب مني الانفاق عليهما بعد طرده من عمله لعدم التزامه.. وعدت لشقة والدي وطردهما صاحب الشقة وجاء لوالدي يرجوه ان يعيش معنا فوافقت وحصلت له علي عمل بشركة سياحية ثم بدأ يختلق المشاكل ليضغط علينا ليحصل علي حق الاقامة الدائمة باليابان بضمان والدي رغم عدم توافر الشروط به.. وضبطه متلبسا بالخيانة فطرده والدي. وتكمل لقد طلبت الطلاق لكنه رفض إلا إذا حصل علي تأشيرة الإقامة الدائمة بعدها عاد نادما يطلب ان نعود لزيارة أهله بمصر لمدة أسبوعين علي أمل ان ينصلح حاله.. وبالفعل صدقته وحزمت حقائبنا وسافرنا.. كان ذلك منذ عامين تقريبا . وقبل أربع ساعات من موعد اقلاع طائرتنا من مطار القاهرة الدولي التي ستعود بنا إلي اليابان طلب مني أمير أن احمل طفلتي وحقائبي حتي نتوجه إلي المطار في سيارة كان يقودها ابن عم له وخلفنا مباشرة انطلقت سيارة أخري بها والد ووالدة أمير وفي منتصف الطريق دخلت السيارتان احدي محطات البنزين للتزود بالوقود وفيها نزلت والدة أمير وتوجهت إلي السيارة التي اجلس بها مع طفلتي وأمير وطلبت ان اعطيها مليكة التي كنت اطعمها لتقبلها وتحضنها للمرة الأخيرة قبل الوادع في المطار ثم قالت انها ستذهب بها إلي السيارة الأخري حتي يستطيع جدها هو الآخر توديع حفيدته الصغيرة وتعلقت عيني بها طوال الطريق إلا انهم ظلوا يبتعدون عنا شيئا فشيئا حتي اختفوا واقنعني أمير بانهم سيلحقون بنا إلي المطار واخبرني ان مليكة مع والدته في مصر وانني لن استطيع رؤيتها ابدا إذا لم يوافق والدي له علي طلبة للإقامة الدائمة في اليابان.. تابعت مي هوكو قائلة عدت انا وأمير إلي اليابان وعندما علم والدي بما حدث غضب وابلغنا الشرطة اليابانية الا انها لا تستطيع القاء القبض عليه لان جريمة الخطف تمت في مصر .. واشفق علي والدي ووافق علي شروط أمير ولكنة رفض اعادة طفلتي إلا بعد ان يحصل علي التأشيرة نهائيا وهو الأمر الذي قد يستغرق اكثر من 6 أشهر. وتضيف حضرت إلي القاهرة منذ ديسمبر الماضي وتأكدت عن طريق الجوازات بان ابنتي لم تغادر مصر وقمت بتحرير محضر بما حدث معي واستطعت ان احصل علي قرار من النيابة العليا لشئون الأسرة بتسليم الطفلة لي الا ان أهل زوجي رفضوا تسليمها لي ثم حصلت علي حكم من المحكمة بتنفيذ القرار ولو بالقوة الجبرية وتوجهت إلي قسم شرطة الهرم وذهبت مع ضابط وجنود القسم إلي منزل أسرة زوجي الا انني فوجئت انهم كانوا علي علم مسبق بقدومنا وكان محامي عنهم في انتظارنا وقد اخفوا بالطبع الطفلة.. وبعد ثلاثة شهور بمصر لا اعرف ماذا افعل.. قلبي يتمزق علي فراق طفلتي كل ما ارجوه ان تمكنني حماتي من رؤية طفلتي.