أرجو ألا يفوت اللجنة المشكلة لإعداد قانون الأحوال الشخصية للأخوة الأقباط مراجعة كتاب فقه السنة للعلامة الراحل الشيخ السيد سابق.. والذي يقدم لنا تفسيرا منطقيا لآيات القرآن الكريم وأحاديث رسول اللله خاتم الأنبياء محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والسلام وعلي أنبياء ورسل الله السلام. يقول الشيخ سابق إن علاقة المسلمين بغيرهم علاقة تعارف وتعاون وبر وعدل.. ومن منطلق ومقتضيات هذه العلاقة تبادل المصالح واطراد المنافع وتقوية الصلات الإنسانية. ويكفل الإسلام الحرية الدينية لغير المسلمين.. ولهذا قرر الإسلام المساواة بين الذميين والمسلمين.. فلهم ما للمسلمين، وعليهم ما عليهم.. ويحدد الشيخ سابق ثمانية قواعد تقوم عليها دولة تضم المسلمين والمسيحيين.. أولها عدم إكراه أحد منهم علي ترك دينه أو إكراهه علي عقيدة معينة.. يقول سبحانه وتعالي »لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي« البقرة 652. وثانيها أن من حق أهل الكتاب أن يمارسوا شعائرهم الدينية.. فلا تهدم لهم كنيسة.. ولا يكسر لهم صليب. يقول الرسول صلوات الله وسلامه عليه: »اتركوهم وما يدينون« بل من حق زوجة المسلم »اليهودية أو النصرانية« أن تذهب إلي المعبد أو الكنيسة .. ولا حق لزوجها في منعها من ذلك. وثالثها أباح لهم الإسلام ما أباحه لهم دينهم من الطعام وغيره، فلا يقتل لهم خنزير ولا تراق لهم خمر مادام ذلك جائزا عندهم، وهو بهذا وسع عليهم أكثر من توسعته علي المسلمين الذين حرم عليهم الخمر والخنزير. ورابع القواعد المهمة في تحديد العلاقة بين أهل الكتاب والمسلمين، كما يقول شيخنا الراحل السيد سابق وهو ما أضعه عناية اللجنة الموقرة أن لهم الحرية في قضايا الزواج والطلاق والنفقة ولهم أن يتصرفوا كما يشاءون فيها دون أن توضع لهم قيود أو حدود. خامسا: حمي الإسلام كرامتهم وصان حقوقهم وجعل لهم الحرية في الجدل والمناقشة في حدود العقل والمنطق مع التزام الأدب والبعد عن الخشونة والعنف.. يقول تعالي »ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم، وقولوا آمنا بالذي أُنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون« العنكبوت 64. سادسا: ساوي بينهم وبين المسلمين في العقوبات، في رأي بعض المذاهب، وفي الميراث ساوي في الحرمان بين الذمي والمسلم فلا يرث الذمي قريبه المسلم ولا يرث المسلم قريبه الذمي. سابعا: أحل الإسلام طعامهم والأكل من ذبائحهم والتزوج بنسائهم. ثامنا: أباح الإسلام زيارتهم وعيادة مرضاهم وتقديم الهدايا لهم ومبادلتهم البيع والشراء. هذا هو الإسلام.. دين الرحمة.. والتسامح.. والأمان لكل البشر.. المسلم والذمي بشر.. يصيب ويخطئ.. والحساب يوم الحساب أمام الخالق سبحانه وتعالي.