المستشرق البريطاني إدوارد لين الذي يعد رائدا في الاستشراق ترك بصمات واضحة في كل ما كتب عن مصر بعده، وهذا ما دفع الكاتب جاسون ثومبسون لتأليف كتابه »حياة ادوارد ويليام لين« الصادر مؤخرا عن قسم النشر بالجامعة الأمريكية، وأهمية هذا الكتاب تكمن في تطرقه لأول مرة لتفاصيل في حياة »لين« لم يتناولها احد من قبل، الكتاب في 03 فصلا يقدم الخلفية الثقافية التي كانت وراء حياة هذا المستشرق والمترجم. وعشق ادوارد لين بمصر دفعه لاتقان اللغة العربية وارتدائه ملابس أهل البلد وتجوله في أسواقها وجوامعها وبيوتها، وقام برحلات نيلية إلي الكتاراكت وسجلها برسومات بديعة تصف شكل الحياة المصرية، وعاش لين في مصر 53 شهرا، أثمرت عن كتابه »أخلاق المصريين المعاصرين وعاداتهم« وترجمة اجزاء من »ألف ليلة وليلة« وأجزاء من القرآن الكريم وتزوج من »نفيسة« الفتاة المصرية اليونانية التي كانت بصحبته منذ كان عمرها 8 سنوات بل واحضر شقيقته »صوفيا« لمصر لتتمكن من دخول مجالس الحريم لتؤلف هي أيضا كتاب بعنوان »امرأة انجليزية في مصر«. حياة ادوارد لين لم تكن كلها سعيدة بل مرت عليه أيام شديدة القسوة لم توقف عطاءه الأدبي وشرع في وضع قاموس عربي انجليزي لم يكمله في حياته وأكمله من بعده ابن أخته، والمؤلف جاسون ثومبسون هو أيضا أحب مصر وعاش فيها فترة وسط عائلة مصرية كان ينادي فيها ربة هذه العائلة بأمي، فلا عجب ان يختار ادوارد لين موضوعا لكتابه جمع فيه بين عشق لين لمصر وعشقه هو لأرض المحروسة.