قامت السيدة سوزان مبارك قرينة رئيس الجمهورية بجولة في مدينة بورسعيد أمس افتتحت خلالها مستشفي الزهور المركزي بعد إنشائه بتكلفة 24 مليون جنيه وقامت بتفقد خيمة مهرجان القراءة للجميع في حي المناخ في إطار الاحتفال بالدورة العشرين للمهرجان وتوجهت إلي مقر المجلس القومي للمرأة ببورسعيد لوضع حجر الأساس للمقر الجديد للمجلس وزارت مكتبة مبارك العامة لمتابعة إنجازات المكتبة في بورسعيد منذ افتتحها من خمس سنوات وتفقدتها، وفي ختام الجولة توجهت إلي مبني ديوان عام المحافظة حيث أجرت لقاء شعبيا حول تمكين الأسرة المصرية، كما كرمت مجموعة من الأهالي والأمهات يمثلون النماذج الإيجابية بالمحافظة في مواجهة قضايا الطفولة والأمومة، وقامت سيادتها بالتوقيع علي وثيقتين لرفض ختان الإناث موقعة من أهل قرية بحر البقر الضفة الشرقية والغربية وشهدت معرض منتجات الأسر المعيلة في بورسعيد. وأكدت السيدة سوزان مبارك أن الطريق الأفضل إلي المستقبل الذي ننشده يبدأ بتمكين الأسرة المصرية من القيام بدورها في تنشئة الأجيال الجديدة، وتوفير أكبر قدر من الحماية والرعاية لها، والانتقال بدور الأسرة من مجرد تلقي المساعدات إلي القيام بدور حقيقي في تطوير المجتمع في سياق من الشراكة الفاعلة بين الأسرة والمجتمع والدولة.. لقد أجمع علماء التربية والاجتماع علي أن للأسرة أثراً عميقاً في تنشئة الطفل وتشكيل شخصيته، وفي تزويده بالرصيد الأول من أساليب السلوك الاجتماعي، فالطفل لا يولد ومعه قيم وعادات وتقاليد المجتمع وإنما يكتسبها من الأسرة والمجتمع. جاء هذا في الكلمة التي ألقتها سيادتها في اللقاء الجماهيري بمحافظة بورسعيد حول »النهوض بأوضاع الأسرة المصرية« والتي قامت السيدة قبل إلقاء كلمتها باسترجاع ذكريات الطفولة والصبا حيث كانت تقضي الأسرة اجازاتها الصيفية في بورسعيد.. تذكرت عندما كانت طفلة في سن 4 أو 5 سنوات الشاليه المصنوع من الخشب المرفوع علي ألواح من الخشب الذي تميز بالبساطة والجمال وكيف كانت تشعر بملمس الرمل علي الأقدام الصغيرة في الصباح الباكر واسترجعت الأماكن، الفندق والكازينو والحنطور وجمال مدينة بورفؤاد، كما استرجعت فترة الصبا والشباب. وفي لمسة إنسانية روت اللقاء الأول بالرئيس حسني مبارك الذي كان بداية لمشوار الحياة وتكوين الأسرة. وأوضحت أننا جميعاً نعتز ونفخر بما تشهده بورسعيد من تحول كبير وما حققه شعب بورسعيد من تقدم كبير وملموس من أجل تحقيق التنمية المتكاملة والمستدامة.. فالتنمية التي تتحقق علي أرض بورسعيد نتمني ونأمل أن تتحقق في كل محافظة تنمية اقتصادية واجتماعية وبشرية شاملة تتسم بالإنسانية والعدالة تضع الإنسان محوراً لكل جهودها وتوسع قاعدة العدالة الاجتماعية تسعي للاستثمار في قدرات البشر لفتح آفاق جديدة لمستقبل أبنائهم. يتحقق ذلك علي أرض بورسعيد في وقت تضع فيه الدولة قضية العدالة الاجتماعية محوراً أساسياً لكل جهودها من خلال سلسلة متواصلة من الإنجازات، في تطوير الخدمات وتوسيع قاعدة البنية الأساسية والارتقاء بجهود التعليم في المدارس والجامعات والنهوض بالرعاية الصحية والاجتماعية ومحاصرة الفقر بمد مظلة العدالة الاجتماعية ورفع معدلات الاستثمار لمواجهة البطالة وخلق مزيد من فرص العمل لشبابنا.. يتحقق ذلك كله في ظل سياسات وتشريعات داعمة للعدالة الاجتماعية تدعم الفئات المهمشة والقري الأكثر احتياجاً وتتصدي للعشوائيات وتقف بجانب الفقراء والبسطاء من أبناء شعبنا. وأقول لكم بكل الصدق: إن الطريق الأفضل إلي المستقبل الذي ننشده يبدأ بتمكين الأسرة المصرية من القيام بدورها في تنشئة الأجيال الجديدة، وتوفير أكبر قدر من الحماية والرعاية لها، والانتقال بدور الأسرة من مجرد تلقي المساعدات، إلي القيام بدور حقيقي في تطور المجتمع، في سياق من الشراكة الفاعلة بين الأسرة والمجتمع والدولة. إننا نلتزم في تحركنا إزاء هذه القضية المهمة بعدد من المبادئ الأساسية، تستهدف الحفاظ علي قيم ومقومات الأسرة المصرية. إننا في سعينا لتحقيق هذه الأهداف والمبادئ نواجه العديد من التحديات، من أهمها قضية الزيادة السكانية، فكل ما نحققه، وما نبذله من جهود، لن يؤتي بثماره في ظل زيادة سكانية تتجاوز الحدود الآمنة، لذا فقد اطلقنا حملة قومية تتعامل مع قضية الزيادة السكانية بمختلف محاورها وأبعادها، باعتبارها تحدياً رئيسياً لهذا الجيل والأجيال القادمة، وباعتبارها قضية شعب ووطن ومصير. وقالت: لقد تجاوزنا مرحلة السعي لتأكيد مكانة المرأة في المجتمع، وصارت لدينا حركة مجتمعية واعدة، تدافع عن حق المرأة في التعليم، والعمل، والمشاركة في مختلف فعاليات الحياة. الحياة السياسية وأشارت سوزان مبارك الي جهود التمكين الاقتصادي والاجتماعي، فقد استطاعت المرأة ان تتبوأ مناصب متعددة في مواقع القيادة يتوج كل ذلك ما تحقق للمرأة المصرية من انجاز مهم في الحياة السياسية بأن يتاح لها »46« مقعداً برلمانياً في الانتخابات البرلمانية المقبلة. إنني أتوجه بدعوة مخلصة لتضافر الجهود لإنجاح هذه التجربة الجديدة للمرأة المصرية، وأدعو لاختيار أفضل العناصر النسائية المؤهلة لخوض هذه الانتخابات. واضافت السيدة قرينة الرئيس وضعنا برنامجا قوميا ونهجا متكاملا لمناهضة ختان الإناث، برنامجا يطرح محاور متعدد تتصدي للموروثات الاجتماعية والثقافية السلبية الدافعة لهذه الممارسة، ونهجا يعمق اقتناع المجتمع بضرورة القضاء علي هذه الظاهرة. وسنواصل حوارنا المجتمعي، وحملاتنا للتوعية من أجل نشر الوعي بأضرار هذه الممارسة. لقد أرسينا إطارا تشريعيا جديدا ومتطورا، يعزز الحماية القانونية لحقوق الطفلة، يتضمين مادة في تعديل قانون الطفل، تجرم وتعاقب مرتكبي هذه الجريمة بأحكام رادعة، باعتبارها اعتداء صارخا علي الطفولة البريئة، وانتهاكا جسيما لحقوق الإنسان الأساسية للفتيات. واليوم أشعر بفخر كبير، وأنا أشهد ثمار ما بذلناه من جهود، والاستجابة السريعة من الأهالي والقوي المستنيرة بالمجتمع. وسنظل نعمل معا لكي تكتمل مسيرة هذه الحركة المجتمعية، لنتجاوز هذه الممارسة السلبية والضارة للأبد. إن الإنجاز الذي يتحقق اليوم بانضمام قرية »بحر البقر« إلي حملة »بداية النهاية« هو واحد من منجزات عديدة تحققت في بورسعيد واضافت لقد نجحنا في بناء منظومة ثقافية متطورة، تنمي الفكر الإنساني للفرد وترتقي به، تحفظ كيان الأسرة المصرية، وتنهض بأوضاعها. كان هذا الاقتناع وسوف يظل هو المحرك الأساسي لإطلاق مشروع »القراءة للجميع« منذ عشرين عاما. مشروع ثقافي وطني ولد بحلم صغير لمكتبة لكل طفل، لينمو ويزدهر عبر السنين ليصبح علامة فاصلة في حياتنا الثقافية في العصر الحديث. وكانت السيدة سوزان مبارك قد بدأت الجولة بمدينة بورسعيد بافتتاح مستشفي الزهور حيث قامت بقص الشريط وإزاحة الستار إيذاناً بافتتاح المستشفي التابع لوزارة الصحة والبالغ تكلفته 24 مليون جنيه ويجيء ضمن إجمالي إنجازات الخطة الاستثمارية بمحافظة بورسعيد والبالغ إجمالي إنجازاتها 662 مليون دولار. استمعت السيدة سوزان مبارك إلي شرح من د. حاتم الجبلي وزير الصحة بقاعة الشرح، أوضح أن هناك أربعة مستشفيات عامة ومركزية وأن قامت السيدة سوزان مبارك بتفقد عيادات تنظيم الأسرة بمستشفي الزهور وعيادة الإسعاف ومركز المعلومات والمعمل وغرفة الأشعة المقطعية وشهدت عرضا علي لوحات الكترونية عن تطوير الوحدات الصحية والمستشفيات بمصر وبمحافظة بورسعيد وتفقدت غرفة العناية المركزة والإفاقة والعمليات. ثم توجهت السيدة سوزان مبارك إلي خيمة القراءة للجميع بحي المناخ والتي تحمل هذا العام شعار »القراءة حق للجميع« ويجيء بمناسبة مرور عشرين عاماً علي بداية المهرجان وفي إطار اهتمام سيادتها بالأطفال والشباب والأسرة. ثم توجهت السيدة سوزان مبارك إلي مكتبة مبارك العامة ببورسعيد حيث شاهدت في البهو الرئيسي فيلماً تسجيلياً عن إنجازات المكتبة التي تم افتتاحها منذ خمس سنوات. وأشادت السيدة سوزان مبارك بهذه المكتبة بعد أن تفقدت غرف الاطلاع وقاعة الأنشطة والانترنت وغرفة الاطلاع للكبار ومعمل اللغات. شهد الجولة د. حاتم الجبلي وزير الصحة وعبدالسلام المحجوب وزير التنمية المحلية ومشيرة خطاب وزيرة الاسرة والسكان والمهندس صفي الدين خربوش رئيس المجلس القومي للشباب ود. فرخندة حسن امين عام المجلس القومي للمرأة والسفير عبدالرؤوف الريدي رئيس مجلس ادارة المتاحف.