وصل الي الكويت امس السلطان قابوس بن سعيد سلطان سلطنة عمان والوفد الرسمي المرافق له في زيارة اخوية تستغرق اربعة ايام يجري خلالها مباحثات رسمية مع امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح . وكان علي رأس مستقبليه علي ارض المطار امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح وولي العهد الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح ورئيس مجلس الامة جاسم محمد الخرافي وتأتي زيارة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان للكويت ضمن التشاور والتنسيق المستمرين بين الزعيمين العربيين حيال مختلف القضايا والأمور التي تهم البلدين والأمتين العربية والاسلامية. ويعرف أن هناك تطابقا في وجهات النظر بين مسقط والكويت في كثير من القضايا الاقليمية والدولية وهو نابع من الرؤية المشتركة للقيادتين لطبيعة الحكم والسياسة المعتدلة المتسمة بالحكمة وبعد النظر بينهما. واثمرت العلاقات المتميزة بين البلدين عن العديد من المواقف الثابتة والمبدئية من كلا الجانبين تجاه بعضهما البعض وتوجت في ديسمبر 2009 عندما قام أمير الكويت بتقليد السلطان قابوس ( قلادة مبارك الكبير ) خلال زيارته الي الكويت فيما قلد سلطان عمان أمير البلاد وسام عمان المدني من الدرجة الأولي مما يعد شاهدا علي عمق العلاقات التي وصل اليها البلدين . وتتصف العلاقات الكويتية العمانية بأنها تاريخية ومصيرية وتتنامي بشكل مضطرد وراسخ وهي نموذج للعلاقات الأخوية الطيبة والمتميزة التي ترسخت علي مدي عقود طويلة. ومواقف عمان تجاه قضايا الكويت مبدئية ومشرفة وتجلت بأعلي صورها إبان محنتها عام 1990 خلال غزو النظام العراقي . فلن ينسي الكويتيين الموقف الأصيل من عمان قيادة وشعبا حيث ساهمت السلطنة في حرب تحرير الكويت في فبراير 1991 كما إنها احتضنت عددا كبيرا من مواطنيها اثناء فترة الاحتلال وقدمت لهم الكثير من التسهيلات بكل حب وتكافل وإخاء . وتشهد العلاقات العمانية الكويتية تطورا مستمرا في مختلف المجالات خصوصا الاقتصادية ففي شهر مارس من عام 2001 اتفق البلدان علي انشاء لجنة كويتية عمانية مشتركة تتعلق بالقطاعات الاقتصادية والتجارية والسياحية بينهما. وتشير المعلومات العمانية الي ان حجم التبادل التجاري بين عمان والكويت في تقدم مستمر وانه بعد الانتهاء من الاتحاد الجمركي الخليجي ومن خلال التجارة البينية سواء مع الكويت او مع بقية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية سيرتفع حجم التعامل التجاري بين البلدين بصورة عامة. ويؤكد الكثير من المسؤولين العمانيين في مناسبات مختلفة ان العلاقات العمانية الكويتية ارتقت الي المستوي المنشود وحققت تطورا ملفتا في كل المجالات وان هذه العلاقات وصلت الي ذروة نشاطها في العمل علي كل ما من شأنه تعزيز وتفعيل كل الجوانب التي تهم الشعبين بفضل توجيهات قيادة البلدين. ويضيف هؤلاء المسؤولون ان العلاقات بين البلدين اثمرت نسبة عالية من التقارب والتعاون علي جميع المستويات وفي كل المجالات باشراف اللجنة العمانية الكويتية المشتركة والتي يرأسها وزيرا خارجية البلدين من خلال مناقشة العديد من الموضوعات خلال اجتماعاتها منها التعاون في المجالات الامنية والتجارية والصناعية والسياحية اضافة الي القطاع الخاص والنفط والغاز والتنمية الاجتماعية والقوي العاملة. وتشير احصاءات الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية انه قدم 22 قرضا للسلطنة بلغ مجموع قيمتها 609ر164 مليون دينار كويتي شملت مجالات الاتصالات والصناعة والطاقة والمياه والصرف الصحي والنقل والمواصلات. والسلطان قابوس من مواليد ال18 من نوفمبر عام 1940 في مدينة صلالة بمحافظة ظفار وهو السلطان الثامن لعمان في التسلسل المباشر لأسرة آل بوسعيد التي تأسست علي يد الامام احمد بن سعيد عام 1744 . وتلقي السلطان قابوس اولي مراحل تعليمه في عمان وفي سبتمبر عام 1958 أرسله والده الي انجلترا لاتمام تعليمه حيث أمضي عامين في مؤسسة تعليمية خاصة في (سافوك) والتحق بعدها بأكاديمية (سانت هيرست) الملكية العسكرية التي تخرج منها كضابط بعد سنتين لينضم الي احدي كتائب المشاة البريطانية العاملة آنذاك في المانياالغربية حيث أمضي ستة اشهر كمتدرب في فن القيادة. وعاد السلطان قابوس الي بريطانيا حيث درس مدة عام واحد في مجال نظام الحكم المحلي وأكمل دورات تخصصية في شؤون الادارة ثم قام بجولة حول العالم استمرت ثلاثة اشهر عاد بعدها الي السلطنة عام 1964 . وعلي امتداد السنوات الست التالية وحتي تسلمه مقاليد الحكم في البلاد في 23 يوليو عام 1970 تعمق السلطان قابوس في دراسة الدين الاسلامي وكل ما يتصل بتاريخ وحضارة عمان دولة وشعبا علي مر العصور.