تباينت ردود الفعل الدولية غداة إقرار مجلس الأمن الدولي مجموعة رابعة من العقوبات علي إيران بسبب مضيها قدما في برنامجها النووي. فبينما عبرت الدول الغربية عن ارتياحها للقرار وتأييدها له وصفت كل من تركيا والبرازيل القرار بأنه خطأ في حين طالب الرئيس الفنزويلي بمعاقبة إسرائيل بسبب ترسانتها النووية. وغداة تنديد إيران بالقرار بلهجة حادة قالت أمس إنها تدرس كيفية الرد علي العقوبات الجديدة. وتوترت العلاقات بين طهران وكل من روسيا والصين. وذكرت وسائل إعلام روسية أمس أن روسيا ستلغي بموجب العقوبات الجديدة صفقة لبيع صواريخ لإيران. من جانبها أعلنت أمريكا أنها عينت مسئولا لمراقبة تنفيذ قرار العقوبات الجديد. وأعلن نواب في الكونجرس أنهم يسعون لإقرار عقوبات أمريكية منفردة علي إيران. وعلي صعيد ردود الفعل قال الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إن اتخاذ هذا القرار "خطأ" وإن الدول الكبري في مجلس الأمن أضاعت فرصة تاريخية للتوصل إلي حل من خلال التفاوض وأن هذا القرار "انتصار باهظ الثمن". وأضاف في تصريحات بثها التلفزيون أن "من دواعي الأسف ن إيران هي التي كانت تريد التفاوض هذه المرة وإن الذين كانوا لا يريدون التفاوض هم من يعتقدون أن القوة تحل كل شيء." وقال وزير الخارجية البرازيلي سيلسو أموريم إنه غير واثق مما إذا كانت البرازيل وتركيا ستواصلان المشاركة في المفاوضات مع إيران لتسوية النزاع بشأن برنامجها النووي. ووصف رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أيضا العقوبات بأنها "خطأ". وقال خلال كلمة أمام منتدي وزاري عربي تركي في اسطنبول إن تركيا والبرازيل ستواصلان البحث عن حل دبلوماسي للأزمة. لكن وزير خارجيته أحمد داود أوغلو قال إنه يخشي أن تعرقل العقوبات الجديدة التوصل إلي تسوية دبلوماسية للنزاع بشأن البرنامج النووي الإيراني. وعلي الجانب الإيراني شبه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد العقوبات بأنها ذباب. وقال خلال زيارة لطاجيكستان "العقوبات تتساقط علينا من اليسار ومن اليمين. بالنسبة لنا هي كالذباب المزعج. لدينا صبر وسنتحمل حتي نجتاز هذا الأمر." وقال وزير خارجيته منوشهر متكي في مقابلة مع شبكة "فرانس 24" إن بلاده تدرس كيفية التعامل مع العقوبات الجديدة. في الوقت نفسه انتقد علي أكبر صالحي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية الصين لتصويتها بالموافقة علي قرار مجلس الأمن. وقال "فاجأتني الصين التي وافقت علي هيمنة أمريكا" محذرا من أن الصين ستخسر تدريجيا موقعها في العالم الإسلامي. لكن الخارجية الصينية سارعت إلي تأكيد حرصها علي العلاقات مع إيران. وقال المتحدث باسم الخارجية كينج جانج إن "الصين تولي أهمية كبيرة لعلاقاتها مع إيران." وجاء ذلك قبل ساعات من وصول الرئيس الإيراني إلي شنغهاي في زيارة تتزامن مع "يوم إيران" في المعرض العالمي. وعلي الجانب الأمريكي قال مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للشئون السياسية وليام بيرنز خلال مؤتمر صحفي إن العقوبات الجديدة التي تستهدف البنوك الإيرانية تشكل "تقدما مهما" لإرغام إيران علي تبديد الشكوك بشأن برنامجها النووي. وقال "راديو سوا" الأمريكي إن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون كلفت الدبلوماسية روبري أنهون المستشارة الخاصة لمنع انتشار الأسلحة النووية بتولي مهمة مراقبة تنفيذ قرار مجلس الأمن. وقالت كلينتون إن العقوبات ستعرقل طموحات إيران النووية. وأضافت أن باب الحوار مازال مفتوحا وأنها تأمل أن تواصل تركيا والبرازيل لعب دور في التواصل الدبلوماسي مع طهران. من جانب آخر قال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في مونتريال إن العقوبات الجديدة لا تعني رفضا للحوار بل علي العكس هي تأكيد لضرورة الحوار. وأعلن رئيس وزراء كندا ستيفن هاربر عن تأييده "بدون تحفظ" للعقوبات الجديدة. من جهة أخري رحبت إسرائيل بالعقوبات الجديدة. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان إن إسرائيل تعتبر العقوبات "إجراء إيجابيا". وأضاف أنه يأمل في تحرك حازم يستهدف قطاع الطاقة الإيراني بعد هذا القرار. من جانبها نددت حركة حماس بشدة بقرار مجلس الأمن. وقالت في بيان إن القرار "نموذج لسياسة المعايير المزدوجة." في غضون ذلك عبر الرئيس الفنزويلي هوجو تشافيز عن تأييده للرئيس الإيراني واتفاقه معه في أن العقوبات الجديدة "لا تساوي قرشا". وقال في خطاب بثه التلفزيون "لماذا لا يعاقبون إسرائيل؟" في إشارة إلي أن إسرائيل تملك الترسانة النووية الوحيدة المؤكدة في منطقة الشرق الأوسط.