الناشط السياسي، والكاتب والمفكر المعروف يوري أفنيري زعيم حركة كتلة السلام »جوش شالوم« والذي كان صديقا حميما للزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وكان ملازما له خلال الحصار في لبنان، ووقف دوما إلي جانب الفلسطينيين في مواجهة السلطات الإسرائيلية.. هذا المفكر الشهير كتب مقالا قنبلة عن حادث الهجوم علي »أسطول الحرية« كاشفا فيه فضائح وغباء المسئولين والقادة الاسرائيليين الذين »يقودون دولتهم والمنطقة بأكملها، إلي كارثة محققة ستنزل عواقبها وتوابعها علي أكتاف الإسرائيليين دون غيرهم«. في هذا المقال لمس أفنيري واقعة خطيرة لم نسمع عنها أو علي الأقل أنا من قبل وذلك رغم أهميتها، ورغم انها حدثت في فلسطين عام 7491 وذلك عندما أرسلت فرنسا اسطولا بحريا مماثلا لأسطول الحرية إلي الأراضي الفلسطينية بهدف إحراج سلطات الاحتلال البريطاني، وكان هذا الاسطول يحمل اسم »الخروج 7491« و»الخروج« كما نعرف يقصد به خروج اليهود من الأراضي المصرية علي ايدي فرعون موسي وكانت هذه السفينة تحمل مجموعة من اليهود وضحايا الهولوكوست، وعندما وصلت إلي المياه الدولية أمام الساحل الفلسطيني هاجمتها القوات البريطانية، وأسرت ركابها بنفس الأسلوب الذي قامت به السلطات الإسرائيلية مع سفينة اسطول الحرية، وقادتهم أيضا إلي ميناء »أشدود«! والمعني الذي يقصده أفنيري هنا هو أن السلطات الإسرائيلية الراهنة لا تختلف أبدا عن سلطات الاحتلال البريطاني البغيض، وأنهم في عام 0102 كرروا نفس سيناريو عام 7491 بغباء شديد غير مدركين ان حادث السفينة »الخروج 7491« أدي إلي استياء عالمي عارم من بريطانيا، وكان بمثابة نقطة تحول أدت فيما بعد إلي انهيار بريطانيا العظمي، وانتهاء الانتداب البريطاني علي فلسطين، وقيام دولة إسرائيل! وفي الوقت الذي يتوقع فيه أفنيري نفس المصير لسلطات الاحتلال الإسرائيلي، فإنه يعلل هذا السقوط الحتمي بسبب حالة من الغباء الشامل والمتكامل تفشت فيما بين القيادتين السياسية والعسكرية للبلاد!