للكثير من أصدقائي الذين اهتموا بجذور عائلة السمان كنت أقول لهم مازحاً: مادامت العائلة ليست ملكية فما فائدة اكتشاف الجذور؟ الخميس: منذ وقت طويل كنت ألتقي بأصدقاء وزملاء خلال مشوار عمري يقولون لي إن عائلة السمان أتت أصلاً من نجع حمادي، في حين كانت معرفتي أن الوالد ولد في منيل الروضة بالقاهرة وكذلك الجد، ثم تربيت في طنطا حيث عائلة والدتي وجدتي، وبالتالي صنفت نفسي تلقائياً أنني من العاصمة ومن وجه بحري. أما الكلام عن جذوري الصعيدية فقد بدأ في الخمسينيات وأنا بجامعة جرونوبل بفرنسا حينما التقيت بإنسان آخر أتي من سوريا يدعي »ميشيل السمان«، وكان يدرس معي وقال لي ان جزءا ممن يحملون اسم »السمان« في سوريا ولبنان أتوا مع حملة »إبراهيم باشا« وان جزءا منهم مسلم وجزء مسيحي وطالبني بأن أتابع البحث في هذا الموضوع، وقلت له ولأخيه مازحاً: »مادامت العائلة ليست ملكية فما فائدة البحث عن الجذور..؟«. ثم جاء رجل أعمال يحمل اسمي ايضا نجح في الحصول علي موافقة بعقد هام للنقل من العريش إلي ليبيا وقيل إن اسمي قد ساعد إلي حد ما علي الثقة في مشروعه وجدد لي رجل الأعمال »السماني« أنه أتي من لبنان وأن الأصل أيضاً جاء من نجع حمادي ومع حملة إبراهيم باشا..!. وفي يوم من الأيام بعث لي من فرنسا أحد أقرباء زوجتي ويدعي Jane Paul برسالة مفادها أنه علم من خلال الانترنت ان شخصاً يدعي »محمد علي السمان« اكتشف في الأربعينيات صندوقاً مدفوناً في قطعة أرض يمتلكها في بلدته نجع حمادي يحوي اثني عشر كتاباً هي عبارة عن تراجم باللغة القبطية لانجيل القديس »توماس« من ضمنها نسخة قديمة للإنجيل يعود تاريخها إلي القرن الثاني الميلادي أهداها للمتحف القبطي. السمان في البرازيل الجمعة: وجاءت صدفة رابعة علي لسان رجل فاضل تعرفت به يشغل منصباً قيادياً في إدارة الجوازات بمطار القاهرة وهو »العميد مجدي السمان« ليكرر لي أن الجذور واحدة وأن الجميع من نجع حمادي، وعرفني علي أخ له »سمير السمان« وهو رجل أعمال ناجح يحمل كلتا الجنسيتين المصرية والبرازيلية، وقد التقيت بهما هذا الاسبوع علي عشاء في منزلي.. وأخذت قراري بيني وبين نفسي أن أودع أهل القاهرة ووجه بحري وأن أعترف بما قيل لي عن جذوري الصعيدية. أفهم الآن بعد اكتشاف الجذور الصعيدية سر ارتباطي الوجداني بالأقصر وأسوان، وأفهم أيضاً سر تمسكي الدائم بالحوار الإسلامي المسيحي وأعد أصدقائي أنني سآخذ من أهل الصعيد أهم ما فيهم الجدية والشهامة..! مهارة الدبلوماسية التركية السبت: بعد مقال الأستاذة مها عبدالفتاح العميق والمتميز عن محاولة لفهم المهارة التركية أمام الاتفاق التركي الايراني البرازيلي ودور الدبلوماسية التركية ومهارتها في تحالف ناشيء بينها وبين روسيا، شعرت برغبة التعرف علي السفير التركي السيد »حسين عوني بوتسالي« وأعجبت بتجربته الغنية حيث عمل دبلوماسياً بأفغانستان، ثم في طهران قبل ان يكون قنصلاً عاماً في العراق، وعمل ضابط اتصال بالأمين العام للأمم المتحدة الدكتور بطرس غالي قبل ان يتولي ادارة مكتب الأممالمتحدة في كابول من سنة 29 الي 39 واحتل منصب رئيس قسم الشرق الأوسط بالخارجية التركية مرتين، وعرف المجتمع المصري زوجته »انجي« بعطائها في المشروعات الخيرية وبالذات مستشفي سرطان الأطفال الذي تديره القديرة والمعطاءة »علا غبور«. ومن السفير التركي علمت أيضاً التزايد الفلكي في حجم التجارة الخارجية بين مصر وتركيا الذي ارتفع من حوالي مليار دولار في سنة 6002 إلي 3 مليارات لسنة 9002 تحية لصانعي القرار في تركيا ومصر وتحية خاصة للوزير المتميز المهندس رشيد محمد رشيد. واستثمارات هائلة الأحد: وعلمت أيضاً أن هناك استثمارات تركية في مجال الصناعة تبلغ قيمتها مليارا وثمانمائة وخمسين ألف دولار أمريكي ممثله في 302 شركات وفرت فرص عمل لخمسة وأربعين ألف شخص كل هذه الأرقام جعلتني أعود بالتفكير إلي ما كان يجول دائماً في ذهني وتعجبي حين نعتبر دائماً أن الأولية في العلاقات السياسية والاقتصادية تبدأ بأوروبا وتنتهي بأمريكا وقناعتي الأمس واليوم أننا يجب ان ندعم تعاوننا مع النمور الاقتصادية الجديدة وعلي رأسها تركيا التي اعطت ايضاً دفعة الي تحسان نوعية صناعة المنسوجات في مصر، وبما تنتجه من ماكينات لصناعة الملابس والمنسوجات تستخدم أحدث التقنيات العالمية. وكانت مفاجأة أيضاً لي أن أعلم أن الشركات التركية قد ساهمت بمقدرة في بناء مطار القاهرة الجديد بحجم تعاقدات بلغت 053 مليون دولارا أمريكيا. إنچي والعمل الخيري الاثنين: وسعدت عندما استقبلت السفير التركي وزوجته السيدة »انجي« في منزلي بالجيزة في حضور الامير السابق »حسين طوسون« حفيد الأمير »عمر طوسون« أن أسمع بعض الكلمات التركية يعود بها الأمير طوسون إلي جذوره التركية العريقة، وأن يدور أيضاً حوار مثمر بين الأخ والصديق الدكتور عبدالعزيز حجازي رئيس الوزراء الاسبق ورئيس الاتحاد العام للجمعيات الأهلية وبين حرم السفير عن أهمية العمل الأهلي والخيري علي مستوي مصر، وأن يستمع سيادته من السفير التركي إلي أبعاد الصورة المزدهرة للتعاون الاقتصادي بين مصر وتركيا. دور الأم مهمة مستمرة الثلاثاء: أعلم جيداً أنه من الظلم أن يكتفي بيوم واحد في العالم لكي نحتفل بالأم فيه، فكل أيام السنة هي عيد للأم، أقولها لتعظيم دورها فهي في رأيي وبتواضع المدرسة الأولي لنا جميعاً. وبهذه المناسبة تذكرت اسم ام لا يعرفها الكثيرون السيدة قدرية محمد عبدالعزيز حفيدة عبدالعزيز باشا فهمي ووالدة الدكتور محمد حمودة والصديق حسين حمودة، تذكرت أنني حين سألت الدكتور حمودة المحامي عن سر بلاغة اللغة العربية لديه واستعانته المستمرة بآيات القرآن الكريم والأحاديث الشريفة ونحن نعلم أنها مصادر تثري بلاغة اللغة العربية وقال لي إن السبب هو أمي، فقد أتت إليه وهو طفل في الحادية عشرة من عمره بمدرس خاص عالي المستوي في اللغة العربية والمواد الدينية وأشرفت معه بنفسها علي تربية هذا الطفل فكان ما كان.. تحية لكل أم لديها الوعي والقدرة والإدارة. المزاج الملكي..! الأربعاء: انتهز أحمد فؤاد ملك مصر السابق لبضعة أشهر قبل ثورة يوليو فرصة الانفتاح السياسي والإنساني من القيادة السياسية المصرية وجاء إلي مصر وهذا حقه لأن الرئيس السادات أعاد لكل أعضاء العائلة المالكة الجنسية والجوازات كرماً منه وايماناً بأن شعب مصر كل لا يتجزأ، ولكن نعرف أيضاً أن شعب مصر مزاجي بطبعه ومنذ شهور أو ربما أعوام يعيش مزاجاً ملكيا..! لاسيما بعد المسلسل الشهير عن »الملك فاروق« فأصبح جزء من سادة وسيدات المجتمع لديهم تعبير »علي الموضة« بإعلان حبهم وتعلقهم بهذه العائلة التي شرفني في شبابي في 32 يوليو 25 أن أكون من أوائل شباب جامعة الإسكندرية الذين انضموا إلي ركب الثورة مطالبين بإلغاء الملكية قبل أن يطالبوا بإقامة النظام الجمهوري. ولكن هذا لم يمنعني منذ خمسة أعوام أن أضع بيتي الذي أعيش فيه في الجيزة تحت تصرف أحمد فؤاد وعائلته فهذه في لغتي تسمي اجتماعيات واقتناعاً مني أيضاً أن تاريخ مصر كل لا يتجزأ. ولكن كلمة حق بصراحة عودت قرائي عليها، هناك فارق بين ان يستقبل رجال وسيدات المجتمع أحمد فؤاد وأن يكون مجال النشر فيها صفحة المجتمع في إعلامنا، فهذا مفهوم جداً من طبيعة شعب مصر السمحة، وبين أن تتحول الزيارة إلي لقاءات واستقبالات مع مسئولين في مواقع عملهم لأحمد فؤاد فهذا يحتاج إلي وقفة ونقطة نظام..! وأذكر بهذه المناسبة كيف أن الشعب الفرنسي جعل من كلمة الجمهورية اختياراً عقائدياً ومعروف أن رجل الشارع الفرنسي اذا تعامل مع أحد باستعلاء يقول له: »كف مكانك نحن هنا في نظام جمهوري«. أي متساوين. دعوة إلي مفكري مصر وكتابها لنتكلم أكثر عن جمهورية مصر التي هي جزء أساسي من الدستور المصري.