قال روكا الحرامي للملك رمسيس الثاني : إمبارح في نص الليل حفيدك الهباش بيه كان متمدد ع الأرض قدام اللجنة العامة اللي بيفرزوا فيها الأصوات . أربعة من رجالته بينشفوا عرقه وواحد بيهوي بجرنان واثنين بيسقوه ميَّة بسكر والدموع بتسح من عينيه وبقه بيطرطش كلام مش راكب علي بعضه، لكن تفهم أنه بيقول »الأوباش قرطسوني« . الواد عنتر ابن قرني الفكهاني بص في وشه وقال له : ازيك يا باشا . الهباش بيه رفسه برجله وقال له وانت مال أهلك يا صايع . وأضاف روكا يقول للملك : الواد عنتر بلَّم وجاب ورا وهو بيضرب كف علي كف ويقول سبحان مغير الأحوال . أصل الهباش بيه لما شافه من كام يوم في عز الدعاية الانتخابية خده في حضنه وقال له ليك شوقه يا غالي يا ابن الغالي . وبعدين بص في الأرض لقي عيل صغنون حافي ومش لابس حاجة من تحت وقافش في جلابية عنتر . راح موطي وشايله . باسه بحنية ومسح العماص المدلدل من عينيه بكم قميصه الحرير وقال : تبارك الله فيما خلق . إبنك نضيف ووسيم وذكي وريحته مسك يا عنتر يا خويا . إنشاء الله ح يطلع وزير. عنتر قال له مش إبني. ده عيل تايه يا باشا . راح الهباش بيه رامي الواد في الأرض وقال له غور . سأله الملك : من هو الهباش الذي تتحدث عنه ؟ أجاب روكا: ده صاحبي وحبيبي وعشرة عمر . بين يوم وليلة بقي صاحب ملايين وبيلعب بالفلوس لعب . وماسألتهوش منين منعا للإحراج لامؤاخذة . بعد ما رشح نفسه قعدنا مع بعض قعدة مزاج وصهللة . شد نفس طويل وكتمه وسابه يطلع من مناخيره واتنهد وبص للسقف وقال لي نفسي في الحصانة . ح اموت عليها يا روكا يا اخويا . نفسي أجالس الأكابر وأطلع في التليفزيون واسافر وأرجع من غير ما يفتشوني في المطار . وانفخ في وش اللي قدامي أسَيَّحه . وأحط صباعي في عين اللي ما يقولش عداك العيب يا هباش . قال الشيخ غريب : أحلي حصانة ! قال روكا : حط علي وشه كمامة وزار أهل الدايرة في بيوتهم . قالوله محرومين من اللحمة قلع القميص وشاور علي كتافه وقال لهم مش خسارة فيكم . عيط بالدموع لما عرف انهم ما سمعوش عن الكانتالوب . وشد شعره لما ابن سعد الفران سأله : يعني إيه بيض يا عمو ؟ ولطم علي خدوده لما عرف انهم ما يعرفوش الدجاج المغلي . قال الشيخ : قصدك الدجاج المخلي يا معلم ! قال روكا للملك : كع أرنبين وماطالش الحصانة بعد ما ذَل نفسه يا ولداه لجرابيع الدايرة . ريحة عرقهم المنتنة ياما كتمت علي مراوحه . طماعين وطلباتم مالهاش أول ولا آخر كأنه خلفهم ونسيهم .. كان نفسه ياخد الحصانة ويلفق قضية للدايرة كلها عشان يستريح من وشوشهم العكرة . قال الشيخ: مالهمش في الطيب نصيب !