قال روكا الحرامي للملك رمسيس الثاني : مسعد بيه أبو شرز بتاع الدخل المحدود طهقان من الحر وبيخُر مية من فوق ومن تحت . قابلته علي قهوة عنتر لابس بنطلون بيجامة نص كم وفوقه الشرز البني بتاعه، ولافف رأسه بجرنان مبلول . قلت له هانت يا مسعد بيه. كلها شهرين وتقبض العلاوة. بس خليك نزيه وبلاش تحوَّشها . اشتري جهاز تكييف كاش. تلت بواكي مافيش غيرهم بالنقل والتركيب والإكرامية . ح يرُم عضمك وعضم العيال بشوية هوا ساقعين يزيحوا الغباوة اللي معششة في نافوخهم . قال الشيخ : بس التكييف محتاج حيطة يا معلم ! قال روكا: مسعد بيه قال لي العلاوة متشالة لأنيميا . أصله ما يقدرش يرفض طلب لحبيبة قلبه آخر العنقود . بيحبها دوناً عن خواتها عشان الأولي علي زمايلها في تالتة اعدادي، ومسميها علي اسم والدته اللي ماتت غرقانة . قال الشيخ : في المجاري يا معلم ! قال روكا: أنيميا شافت حاجة صفرا مدوَّرة في كتاب المدرسة. بس ما عرفتش تقرا إللي مكتوب تحتها عشان مش بتاخد درس. لحست الصورة بلسانها واستطعمت حلاوتها . قالت لمسعد بيه عاوزة من ده يا بابا . برطع ع الفكهاني ومعاه جوز جنيهات وقال له مشمش. الفكهاني شده من ودنه وقال له الكيلو باتناشر جنيه يا أهطل يا عديم المفهومية . إسحب من قدامي وعكنن عليَّا بسحنتك لما تقبض العلاوة. تسلمها لي ببركتها وتاخد خوخة ومشمشاية وكانتلوبايا وشقة بطيخ . وح أدفع الفرق من جيبي زكا عن عافيتي .. ونده لواحد من صبيانه وقال له: وصَّل البيه لحد كوم الزبالة. وأضاف روكا يقول للملك : طلبت له كباية حلبة حصي علي حسابي. غمَّض عينيه وقعد يشرب ويدعي للي اخترعها بالستر في الدنيا والجنة في الآخرة . وبعدين شَّدْ استك الشرز وسحب من تحته نص رغيف مدعوم. وهو بيفرش الحصي جواه قلت له : الدنيا حر والجو مولَّع يا مسعد بيه. ما تقلع الشرز . قال لي ما يتقلعش . وكمان عيالي مش ح يعرفوني من غيره . قرايبي وحبايبي وصحابي يشوفوا الشرز يقولوله إزيك يا مسعد . قال الشيخ : عشرة عمر ! قال روكا للملك : من كام يوم نزل الصبح يشتري العيش والفول للعيال . اتزحلق في حرنكشاية معطوبة راح طبق الفول طاير في الهوا. طار وراه ولقفه بإيده قبل ما يلمس الأرض ، تقولش الحضري سيادتك . بس كم الشرز انقطع ضبة ومفتاح. وهو بيلم العيش من ع الرصيف شافه عطوة الجزمجي اللي كان واقف علي باب المحل . قال له ما يقع إلا الشاطر يا مسعد بيه. اقلع الشرز عشان أعمل له نص نعل واحطه في القالب نص يوم وإن شاء الله يشتغل معاك خمسين سنة كمان . مسعد بيه ساب الشرز لعطوة ورجع البيت. مراته لما فتحت الباب رقعت بالصوت وقالت حرامي . عياله وجيرانه شدوه جوه الشقة وضربوه بالشباشب علقة ما اكلهاش حمار في مطلع . أصل مراته عمرها ما شافته من غير الشرز البني . كان لابسه يوم ما طلب إيدها ومن ساعتها ماقلعوش. ووجه روكا حديثه إلي الشيخ غريب : امتي يقلعه يا مولانا ؟ قال الشيخ : في المشمش !