قال روكا الحرامي للملك رمسيس الثاني: مدحت بيه نجح في الاعادة ولبس توب الحصانة . توب حرير سيادتك وزرايره دهب عيار 42 وجيوبه عمرانة بخير ربنا كله . بس صرف في الدعاية 4 أنارب سيادتك عشان خاطر عيون الحصانة . قال الشيخ غريب : كل برغوت علي أد دمه ! قال روكا: قلت له مش كتير أربع أنارب يا مدحت بيه؟ قال لي عيبك انك غشيم في الحساب يا معلم . أرنب الانتخابات بيحدف بعد النجاح خمستاشر . ما أنت عارف إن الأنارب ولاَّدة . قال الملك: ولكن اللجنة العليا للانتخابات حددت تكاليف الدعاية بمائتي ألف جنيه فقط . قال روكا: قلت له الكلام ده سيادتك . سخسخ علي روحه من الضحك وقال لي ده المرشح لو اشتري بيهم لب ووزع علي كل ناخب لباية ، نص الدايرة مش ح تقزقز . لجنة الانتخابات بتطبق القانون . بتعمل اللي عليها وتسيب المرشح لضميره . وإذا كان ضميره صاحي وإلتزم يسقط بالتلاتة . وكده يبقي بيغش نفسه. وأعوذ بالله من الغش والغشاشين. قال الشيخ : اللي يغش يروح النار ! قال الملك: المؤكد ان أصوات سكان منشية القرد كانت حاسمة في فوزه . ومن واجبه الوفاء بوعوده واخراجهم من المستنقع الذي يعيشون فيه . قال روكا : بتوع منشية القرد طماعين يا عم رمسيس . مايملاش عينهم إلا التراب . كل واحد عايش مع عياله متهني في عشة بسقف وباب وبدل الترباس ترباسين . وربنا مريحهم من الكهربا ومشاكلها . لا عيل يتكهرب ويفطس، ولا فاتورة تطيرَّ العقل . ومرتاحين من حنفيات الميه اللي بتجيب بلاوي . بيشحتوا الميه في جراكن طازه يوم بيوم . قال الشيخ : عايشين حياتهم بالطول والعرض ! قال روكا للملك : النائب لازم يتفرغ للحاجات الكبيرة . يقعد تحت القبة مع الوزرا والأكابر يخططوا لمصلحة البلد تلتميت سنة قُدام . بيعصروا مخهم يا ولداه مع الراجل الطيب بتاع المالية عشان يعملوا قوانين جديدة تجيب للحكومة فلوس عشان يبقي معاها بدل الفلوس فلوسين وتلاتة . مش معقول يسيب ده كله ويقول منشية القرد. دي حتي اسمها فضيحة . قال الملك : من واجبك كمدير لدعايته الانتخابية أن تذكره بمسئولياته نحو ابناء الدائرة . قال روكا للملك : قلت له وشرفك. اتنهد وبرم فردة شنبه اليمين بصوابعه وقال لي أحلقه وأرميه للكتاكيت لو مالعبتهمش ع الشناكل . ومد إيده قدامي سيادتك وقالي لي بص آثار العدوان . الجرب عشش بين صوابعي من وساخة ايديهم اللي عمرها ما شافت الميه . ووطي يوريني شعر راسه . بقاله تلت تيام بيغسله بجاز ولسه مسكون . وبعدين عينيه غرغرت بالدموع وقال لي : ذلوني يا معلم. ريحة عرقهم عملتلي كالو في نخاشيشي . ضحكت غصب عني في وشوش تخض العفريت . خلوني أفطر معاهم فول بزيت حار . أكلت الرغيف المدعوم وعمل لي معدة في القرحة . قال الشيخ : قصدك قرحة في المعدة يا معلم !