تحسم جماعة الاخوان المسلمين غدا في الاجتماع المغلق لمجلس شوري الجماعة مسألة دعم مرشح الرئاسة او اختيار مرشح من داخل الجماعة.. وقد بدأت قيادات مجلس الشوري في عقد لقاءات ومشاورات مع القواعد الاخوانية في المحافظات من اجل التباحث في امر ترشيح المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين. واكد د. محمود غزلان المتحدث الرسمي باسم جماعة الاخوان المسلمين ان هذه المسألة يحسمها مجلس شوري الجماعة غدا وعلاقة مكتب الارشاد بالموضوع لا تزيد علي دور اعضائه كأعضاء بمجلس الشوري العام..واكد انه اذا لم يتم التوصل الي اتفاق في شأن ترشح احد اعضاء الجماعة او اختيار احد المرشحين من الخارج سيتم عقد اجتماع اخر اول شهر ابريل لحسم المسألة. وتشهد الجماعة حالة من الانقسام الشديد بين تنفيذ الوعد الذي قطعه قياداتها بعدم الترشح علي المنصب الرئاسي وبين التخوف الشديد من تسليم السلطة علي طبق من ذهب لعناصر من النظام السابق. وأكدت مصادر مطلعة ان التفاوت في الاراء كبير جدا بين اعضاء الجماعة.. فهناك اراء تتجه الي ضرورة ترشيح المهندس خيرت الشاطر وبررت موقفها من ثلاثة اتجاهات. الاول: فرص الفوز واكدت ان فرص فوزه كبيرة جدا بداية بعد عرض السلفيين بتأييده وهذا يضمن علي اقل تقدير نحو 25٪ من اصوات السلفيين والبقية تذهب الي حازم صلاح ابواسماعيل.. والثاني: يتعلق بالحفاظ علي صلب الجماعة بألا تتشتت ويذهب شبابها الي تأييد د. عبدالمنعم ابوالفتوح وهو ما سيتسبب في مشكلة كبيرة مع السلفيين الذين ابدوا رفضهم الشديد للدكتور ابوالفتوح.. والثالث: يتجه الي انه في حالة عدم الدفع بمرشح يضمن التأييد واقناع شباب الجماعة به والسلفيين ايضا يفتح الباب الي تقسيم اصوات الاسلاميين علي العوا وأبوالفتوح و أبواسماعيل ويترك الساحة خالية للفلول وفي حالة وصول اي من المرشحين الاخرين الي جولة الاعادة مع حازم صلاح ابواسماعيل مثلا فمن الممكن ان يحقق الفوز لان حازم صلاح مؤيديه في الجولة الاولي لن يزيدوا بشكل كبير في الجولة الثانية وبهذا يكون تم تسليم السلطة الي النظام السابق مما يهدد الثورة بالضياع والبدء في ثورة جديدة تعيش معها البلاد في حالة من التخبط والتوتر وعدم الاستقرار ونحن في اشد الحاجة اليه. كما اكد مؤيدو هذا الرأي ان عبدالمنعم ابوالفتوح اصبح مستبعدا بشكل كبير من الجماعة وان التخوف من حازم صلاح أبواسماعيل اصبح يمثل تخوفا كبيرا علي مشروع الدولة الاسلامية. اما الرأي الثاني فيذهب الي ضرورة الالتزام بالوعد وعدم الدفع بمرشح من الجماعة منعا لاثارة التخوفات من سيطرة الجماعة علي كل مقاليد الحكم وعدم تحمل المسئولية بصورة منفردة مؤكدين ان هذا قد يتسبب في خسارة الجماعة سياسيا وما بني في 80 عاما قد يتم هدمه في 80 اسبوعا.. وفضل اصحاب هذا الرأي ان تعلن الجماعة عدم دعمها لاي من المرشحين وفتح الباب لاعضاء الجماعة لتأييد اي مرشح تراه مناسبا وبهذا يغلق الباب علي اي اتهام للجماعة بالسلبية وانها لم تشارك في صناعة الحدث التاريخي وبعد ذلك يتم التعامل مع الرئيس الجديد ولكن في هذه الحالة يجب الضغط في طريق سحب الثقة من الحكومة لتشكيل حكومة جديدة بمشاركة كل القوي الوطنية يترأسها اخواني او حليف للاخوان. ويتجه الرأي الثالث الي دعوة التحالف الديمقراطي للاحزاب للانعقاد بما فيهم حزب الكرامة ويتم دعوة عدد اكبر من الاحزاب الموالية للاخوان ليخرج ترشيح خيرت الشاطر من خلال التحالف الديمقراطي وليس من خلال الجماعة وحدها وبذلك تستطيع الجماعة الخروج من مأزق مخالفة الوعد الذي تم قطعه بعدم ترشح احد اعضائها لتكون هناك ذريعة ولو كانت غير قوية ولكنها افضل من انفراد الجماعة بالقرار.. واتجه ايضا اصحاب هذا الرأي إلي انه حال اقناع حمدين صباحي بمنصب نائب الرئيس سيكون الامر افضل بكثير.