خالد جبر امتلأت شوارع القاهرة بأكبر مليونية منذ الثورة.. امتلأت الشوارع بالأفراد والسيارات والميكروباصات الباحثة عن نقطة بنزين أو سولار أو اسطوانة بوتاجاز.. كان يمكن ان ينضم اليها اسطول اتوبيسات النقل العام لولا اضراب العاملين والسائقين. هذه اكبر مليونية لأنها غير مرتبة من جانب من قاموا بها.. فهي مرتبة أو مخططة أو مدبرة من جانب »الطرف الثالث« الذي مازلنا نبحث عنه.. والذي فاجأنا بارتكاب المجازر والمذابح والمظاهرات في كل مكان. والغريب اننا لا نبحث عن اسباب الأزمة لكننا نبحث فقط عمن وراء الأزمة. اما الأسباب فهي النقص الواضح في كل نوعيات البنزين عدا النوع الاغلي والأعلي وهو 59 أوكتين.. والعجز الواضح في السولار بالاضافة طبعا الي استمرار ازمة نقص البوتاجاز.. ويمكن ان نضيف للاسباب رغبة الحكومة في زيادة اسعار هذه المنتجات لتقليل حجم الدعم الذي يوجه اليها والذي يصل الي 08 مليار دولار والذي يمكن ان يوجه الي دعم التعليم والصحة والاسكان وتمويل زيادات المرتبات. سبب ثالث وراء الازمة يظهر واضحا في التسيب الشديد في نقاط الرقابة علي حدود مصر خاصة حدودها مع غزة.. حيث يتم تهريب جراكن البنزين والسولار واسطوانات البوتاجاز عن طريق الاتفاق.. فالسعر هناك قد يتجاوز عشرة اضعاف.. وتجارة تهريب منتجات الوقود تجارة رابحة بشكل خيالي.. ويبدو انه من الصعب ايقافها. اما السبب الرئيسي وراء تلك المليونية البنزينية التي تملأ شوارع القاهرة.. فإنها تبدو واضحة في محاولات الاتجاه المسيطر علي البرلمان في اسقاط الحكومة بأي شكل.. الحكومة لا حول لها ولا قوة.. والبرلمان سن اسنانه لها ويريد ان يلتهمها ويبتلعها ليشكل هو الحكومة علي مزاجه كما يريد ان يصنع الدستور علي مزاجه. وبهذه الصورة اشعر ان الازمة لن تحل قريبا.. فكل حلقات هذه الازمة يريدون لها ان تستمر.. والله وحده هو الذي سيرحم هذا الشعب.