ذكريات25 عاماً بجانب قداسة البابا شنودة الثالث ارتبطت والتقت خلالها عقولنا واخترنا معاً طريق المحبة والمودة. كان عملاقاً في إيمانه، وفكره، ووطنيته وكان عالماً في التاريخ والأدب والشعر. وأذكر أن الاستغلال الإعلامي لبعض كلمات الشيخ الشعراوي خلق فتوراً وخيبة أمل كبيرة لدي أقباط مصر، ولن أنسي حينما ذهب الشيخ الشعراوي بعد ذلك إلي لندن للعلاج وأبلغت البابا شنودة بمرضه وفوجئت بعدها بيومين وأنا أتكلم مع الشيخ الشعراوي لكي أطمئن عليه فقال لي: "لقد فوجئت برجال الكنيسة القبطية في لندن يأتون لزيارتي ومعهم الورود"، ثم قال لي بعدها بيومين: "لقد زارني رجال البابا شنودة الثالث مرة ثانية وقالوا لي لقد صلينا من أجلك". وعند عودته إلي مصر استشارني الشيخ الشعراوي: "ماذا أعمل لرد الجميل؟ هل أكتب له رسالة شكر أم أتصل به تليفونياً؟"، فأجبته بأنه لابد من زيارة له، فقال لي بفكر الجذور الريفية لديه: "إذاً المطلوب أن أخطي العتبة". وللأمانة التاريخية بذل وزير الأوقاف آنذاك الدكتور محمد علي محجوب الجهد اللازم لكي تنجح فكرة الزيارة إلي قداسة البابا شنودة في مقره، وأصر الشيخ الشعراوي أن يصطحبني معه في هذا اللقاء التاريخي، وعندما دخلنا الكاتدرائية لم أر في حياتي وجه أقباط مصر تعلوها السعادة والامتنان مثل ذلك اليوم وهم يرون الشيخ الشعراوي يأتي إلي دارهم لكي تلتئم الجروح وتهدأ النفوس، واستقبلنا البابا شنودة أمام باب الكاتدرائية بترحاب كبير وتبادلنا السلام والتحية، وحين جاء دوري في السلام علي البابا شنودة عانقني وأراد الشيخ الشعراوي أن يذيب الجليد من اللحظة الأولي بدعابة علي طريقته فقال لقداسة البابا: "لقد التقيت بالدكتور علي السمان بمنزله منذ أقل من ساعة وعانقته مثلماعانقته أنت الآن، وأريد أن أعرف الدكتور علي ضحك علي مين فينا..!" وعلق البابا شنودة بعبارة لم أنسَ عمقها وذكاءها حينما قال للشيخ الشعراوي: "انت تعلم أن الدكتور علي عقله وروحه معكم وجزء من قلبه معنا"، وتوطدت العلاقة بين البابا شنودة والشيخ الشعراوي بعد هذا اللقاء فأصبحا يتبادلان ما يكتشفونه في وثائقهم من الشعر القديم الذي كانا يعشقانه مع مودة دامت لأعوام. مَن منا يستطيع أن ينسي البابا شنودة وكلماته الهادئة ونصائحه العاقلة إلي أقباط مصر في كل مرة وقعت فيها فتنة طائفية؟ ولن أنسي بمناسبة مرضه كيف أننا في لحظة من لحظات الصدام، بعد أحداث الفتنة الطائفية في اكتوبر 2010 اقترح الأب إرميا علي أن نعد وثيقة يوقع عليها كل من فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر وقداسة البابا شنودة الثالث، وكنا نسابق الزمن لإنجاز هذه المهمة وكانت الفرصة الوحيدة المتاحة لقداسة البابا للتوقيع علي هذه الوثيقة هي الثامنة صباحاً قبل أن يذهب لجلسة الغسيل الكلوي وعندما دخلت عليه وهو يتحمل الألم قال لي: "لقد صليت من أجلك ومن أجل ما تعمله من خير ثم توجهت مسرعاً إلي منزل الإمام الأكبر لأنه كان يوم عيد 6 أكتوبر لكي يوقع بدوره أيضاًعلي الوثيقة. أمس واليوم والغد أنا واثق أن دموع الحزن والأسي ستستقط من عيون أقباط ومسلمي مصر لأن البابا شنودة كان وسيظل في ذاكرة كل مصري رمزاً للوطنية، وليت المسئولين عن الكتاب المدرسي يهتمون بتاريخ هذا الرجل لكي يعلم شباب الغد أن عملاقاً مثل البابا شنودة عاش بيننا ومات وهو يصلي من أجلنا جميعاً. الاقتراح الثاني لمنصور حسن بعد الاقتراح الأول الذي نشر الأسبوع الماضي في هذا المكان وأشارت إليه جريدة المصري اليوم بترشيح د. منير فخري عبد النور نائباً لرئيس الجمهورية بعد انتخاب منصور حسن، أضع أمام مرشح الرئاسة منصور حسن وأمام القاريء مضمون الاقتراح الثاني وهو أن تتميز مرحلة رئاسة منصور حسن بما نسميه "عصر المستشارين الأكفاء وذوي القدرات المتميزة" اختار النظام السابق علي مدي ثلاثين عاماً مستشاراً واحداً وهو الدكتور "أسامة الباز" الذي تقلص دوره في سنوات العشر الأخيرة. وأقترح عشرة مستشارين الثلث للسياسة الخارجية، والثلث لاستراتيجية الاقتصاد والتنمية، والثلث الأخير للأمن القومي والدفاع علي أن يظل الجيش والدفاع من اختصاصات القائد الأعلي للقوات المسلحة.