أسامة شلش أشفق علي الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء فلا احد راض عنه رغم ان الرجل لا يبخل بأي جهد »مولع ايديه العشرة شمع« كما يقول المثل فالكل يهاجمه ويهاجم وزراءه كل في اختصاصه، ولم تبد اي جهة رسمية او حتي شعبية وقوفها معه ومع مصر قبله لعبور كل الازمات التي نعاني منها. بصراحة لو كنت مكان الدكتور الجنزوري - وغيري كثيرون - لآثرت الابتعاد فالمناخ غير مشجع وغير مجد مع هذه السلبية التي نتعامل بها جميعا مع كل شيء ولكن الرجل اعلنها صراحة انه لن يهرب من المسئولية التي القيت علي عاتقه في مثل هذه الظروف الصعبة مع العلم أن وزارته مؤقتة ومطالبة بحل مشاكل 30 سنة او يزيد من التردي .. في كل المجالات في 6 شهور وهو مطلب تعجز عنه اي وزارة مهما اوتيت من قوة او صلاحيات. بيان الحكومة الذي ألقاه الجنزوري أمام نواب الشعب الذين اختارهم الشعب كان به صورة للحال الذي نحن عليه ، حوي بعض الآمال والمتطلبات التي لو تفرغنا لحلها جميعا وليست الوزارة وحدها لاقتربنا من عنق الزجاجة علي امل ان نعبره. هناك من يحاول ان يغرقنا في مشاكلنا واعتراف رئيس الوزراء بان هناك حصارا علينا حقيقة واقعة فهناك من تخلوا عنا بعد ان وعدونا وهناك تعنت من قبل البنك الدولي في إقراضنا وهناك من يحرض البنوك علي الا تحول لنا العملة الصعبة التي نشتري بها احتياجاتنا بجانب ما نعانيه داخليا من انفلات امني وتدهور اقتصادي وهذه في اعتقادي مؤامرة محبوكة لا ذنب للحكومة فيها وعلينا جميعا ان نواجهها سواء كشعب او نواب للامة او حكومة وتيارات. ما ابداه الكثير من اعضاء مجلس الشعب عبر الفضائيات والقنوات التليفزيونية عقب بيان الحكومة من اراء بانه لم يقدم اي شيء جديد لحل المشاكل المزمنة قطعا جاء علي هوي من يحاولون اسقاط مصر وبينهم مع الاسف اخوة عرب يهللون في فضائياتهم المأجورة لأي سقوط او انهيار للدولة. وبدلا من ان يخرج هؤلاء الاعضاء لينشروا رأيهم علنا وبسرعة الصاروخ علي تلك الفضائيات وهم يشّرحون البيان كان عليهم ان يغلقوا علي انفسهم داخل المجلس وبحضور الحكومة كلها ليناقشوا اوضاع مصر لنصل لحل فلعلهم يكونون قد نسوا اننا جميعا في مركب واحد لو غرق سنغرق جميعا ويفرح فينا القريب قبل العدو. لقد دار السؤال في بالي وماذا لو لم يرض النواب كلهم عن البيان هل سيسقطون الحكومة ويطالبون بحكومة اخري يرأسها ايا من كان سواء من حزب الاغلبية او غيره من الاحزاب.؟!! يا سادة المشاكل هي هي واي رئيس حكومة ايا من كان اسمه او اتجاهه او انتماؤه سوف يواجه ويجد نفس المشاكل ونحن نستمع الي العشرات ممن هم خبراء ومنهم اعضاء بالمجلس لا يقدمون حلولا. ولكنهم يتحدثون فقط في الفضائيات منتقدين . اذا كان مجلس الشعب باعضائه لديهم الحلول فلماذا لا يقدمونها للحكومة فالمركب واحد ام انهم سينتظرون ليشكلوا الحكومة لتظهر الحلول السحرية التي تقضي علي كل ما نعانيه. لن يملك الجنزوري العصا السحرية ولا غيره من رؤساء الوزراء الذين يتولون من بعده زمام الامور اذا لم تتحد الجهود لنعبر الازمة الطاحنة التي لا مفر من الخروج منها الا اذا ادركنا ان الخطر داهم وان هناك من يتربصون بنا السوء. كلنا ايدنا مبادرة الشيخ محمد حسان وكلنا ايدنا وثيقة الازهر من اجل عبور الازمة وهذا يدل علي ان هذا الشعب واع تماما لمقدراته وما يحيق به من خطر. واذا كان البعض يطالب الان برحيل الحكومة التي لا يبقي في عمرها الا اقل من 3 شهور فلماذا لا نساندها خلال تلك الفترة الانتقالية نقدم لها الحلول وهذا ليس عيبا نساعدها في كيفية عودة الامن او توفير فرص العمل او دعم الاقتصاد بدلا من ان نقول علنا انها لم تقدم جديدا. اليد الواحدة لا تصفق.