ما يحدث علي الساحة السياسية الآن في مصر أمور متباينة تنم عن اغراض شخصية ورغبة ملحة في أن يكسب صاحبها أكبر قدر لذاته .. أما مصلحة مصر فلا يهتم بها أحد وإلا ما استمرت هذه الغوغائيات .. أقصد التظاهرات الدموية .. فالكل يريد لنفسه ولم يفكر مجرد تفكير في صالح هذا الوطن الكبير. ولقد تكون الفضائيات التي انطلقت تحت مسمي الحرية الاعلامية سبباً في تأجيج النار والنفخ في كور المطالب مستغلة في ذلك من تستضيفهم من شخوص يجلسون أمام الكاميرات ويتبارون في سرد ما لديهم من معلومات مدعين أنهم يملكون البيان وأنهم أصحاب الرؤي الثقافية ويتجاوز بعضهم الحدود وينسي نفسه أحياناً ويؤكد أنه قد تبني الثورة قبل ميلادها وكان من صناعها كذبا وزوراً وبهتاناً وما هو المردود من ذلك ..؟؟ لا شيء .. الكل يدعي المعرفة .. والكل يدعي أنه يمتلك العصا السحرية لحل المشاكل وبالطبع لها اجتهادات جوفاء لا تحل مشاكل ولا تقدم حلولاً .. ويبقي حال البلاد والسواد الأعظم من العباد كما هو ..!! فلا شيء تغير ولا أمل في أن شيئاً قد يتغير..!! هذا ليس تشاؤماً ولكنه واقع مرير يعيشه المواطن البسيط ويشعر به في بلدنا كل ذي حس .. ومازال البعض يسأل هل حقاً سقط نظام مبارك؟ وهل نجحت الثورة؟ والواقع الميداني يؤكد أن رأس النظام قد استبعد ولكنه لم يسقط وأما نجاح الثورة فالحق لم تقدم لنا سوي المزيد من البلطجة والعشوائيات في كل شيء والغياب الأمني المفتعل والمزيد من البطالة والمزيد من الأعباء..!! الثورة في ذاتها قيمة سامية إلا أننا للأسف لطخناها بالادعاءات والمطالب والتظاهرات .. فتحولت إلي مسخ غير واضح المعالم .. ولعل أداء الحكومة عامل من عوامل احساس المواطن بأن شيئاً لم ولن يتغير .. فالروتين واللامبالاة والرشاوي والمحسوبية وغياب العدالة الاجتماعية مازالت هي الحاكمة لمنهاج حياتنا وإلا ما كانت أمورنا وصلت إلي هذه الحالة المحزنة وهذه الأحزاب المريونتية ما هي برامجها وماذا تنوي أن تقدم لنا من حلول لمشاكلنا المتفاقمة المستعصية غير الخلافات والاختلافات دون جدوي وهؤلاء الطامعين في كرسي الرئاسة أين أفكارهم ووصفاتهم وتصوراتهم لحل مشاكلنا؟ لم يقدم أحد منهم تصوره ولم يقل لنا جديدا أنه نفس المنهاج المتبع في الخداع الانتخابي والاستخفاف بالعقول الذي كان وسيلة في النظام السابق الذي ندعي أننا أسقطناه. يا سادة الثورة سلوك وتغيير ومنهج وليست مكاسب خاصة .. ونجاحها مردودة لنا جميعاً ولن يكون لفئة دون غيرها .. لذلك وأن كنا حقاً نريد أن ننجح ثورتنا فعلينا أن نسرع بأن نغير جوهر أنفسنا لأن تغيير خبايا النفس بداية الطريق لأن يغير الله احوالنا التي تردت بجد..!! همسة : قال الشاعر: تأبي الرماح إذا اجتمعن تكسرا وإذا افترقن تكسرت أفرادا