ليس من عادتي أن أخوض في قضية ما ، إلا وتحت يدي دليل لكي أكون مقتنعا بما أكتبه.. حتي لايقع إفتراء علي طرف آخر بغير سند أو دليل.. - أنا شخصيا أحزنني أن تتعرض المملكة العربية السعودية لهجمة ظالمة عندما خرجت بعض الاصوات في وسائل الاعلام عندنا وهي تدعّي وجود مساجين مصريين في سجون السعودية بدون محاكمات.. - وهنا ويحضرني سؤال.. لماذا ظهرت هذه القضية الآن طالما أن عمرها سنوات.. ثم أين منظمات حقوق الانسان التي لا عمل لها إلآ الدفاع عن حقوق الانسان.. ولماذا لم يتشعلق أصحابها في رقبة وزير الخارجية علي اعتبار أنه المسئول عن المصريين في الخارج.. أنا معهم بأن النظام السابق كان يجامل دولا علي حساب أبنائه لكنه آن الآوان بعد ثورة أطاحت بهذا النظام أن نشعر بآدميتنا كمصريين ولا نترك مثل هذه القضية.. المهم أن يكون تحت أيدينا الأدلة والمستندات إن كنا علي حق فيما ندعيه.. - لكن ماذا نقول عندما تؤكد السعودية أنه لايوجد لديها أي مسجون مصري بلا محاكمة.. وأن جميع المساجين صادرة بشأنهم أحكام إما في قضايا أمنية أو قضايا جنائية.. .. الكلام هنا واضح وصريح ولا يحتاج الي توضيح بعد تأكيد السعودية بأن جميع المساجين المصريين لديها قد خضعوا لتنفيذ احكام جنائية قد صدرت في حقهم ولا يوجد أي مصري موقوف تحت مسمي أنه معتقل بلا محاكمة.. هم يقولون هذا.. والخارجية المصرية تعلم هذا.. - فقد يكون هناك لبس أو فهم خاطيء بالنسبة للأشخاص الذين استخدموا حقهم القانوني في الطعن علي هذه الاحكام.. ولم يفصل الطعن في طلباتهم حتي الآن.. وكون أن يحدث خلط في الفهم بين مسجون ينفذ حكما نهائيا ومسجون ينتظر الفصل في الطعن فهذه ليست القضية.. و من يقرأ بيان السفير السعودي في القاهرة يفهم جيدا أنه لايوجد معتقل مصري واحد داخل السجون السعودية.. - لقد أعجبني السفير احمد عبدالعزيز قطان الذي يتمتع بمكانة رفيعة بيننا لنبل أخلاقه وحسن علاقاته وهو يطل علينا في شموخ ينفي بكل ثقة المزاعم التي تدعي وجود معتقلين سياسيين مصريين في سجون السعودية.. مع أن السفير السعودي سلم الخارجية المصرية ملفا كاملا يتضمن جميع اسماء المصريين المسجونين لديهم والقضايا التي صدرت ضدهم احكام فيها والسجون التي تم توزيعهم عليها.. أعتقد أن هذا الملف يكفي لإبراء ذمة الجانب السعودي من شبهة وجود مصريين لديه معتقلين.. فقد أصبحت الكرة الآن في ملعب وزارة الخارجية وعليها أن تدرس حالة كل سجين ولا يمنع من أن تستخدم حقها في تنظيم زيارات دورية لأهالي السجناء ، علي الأقل لكي يطمئنوا إن كانوا يتمتعون بالرعاية الصحية والاجتماعية أم لا .. مع أن الذي أعرفه أن السعودية كانت علي رأس الدول التي التزمت بالاتفاقية الدولية لحقوق الانسان وأن جميع المساجين عندها من مختلف الجنسيات يتمتعون بهذه الرعاية.. لأن العدل عندها لايتجزأ.. .. وكلمة إنصاف أقولها وأحمد الله أنها تأتي من صاحب قلم لا يبحث عن عقد عمل في السعودية ، لأنها صحوة ضمير أمام الله.. لأن الساكت عن كلمة الحق شيطان أخرس.. فالقضية التي تحت يدي هي صورة للواقع داخل السجون السعودية.. فقد روي لي أحد أقربائي المصريين وهو شاب اسم " محمد مصطفي كمال " يتيم الأبوين تجربته داخل السجن العام في مكة حيث كان ضحية عملية انتقامية كيدية لاثنين من العاملين معه هناك وعلي طريقة المصريين ألقوا بسيجارة ملفوفة بالمخدرات داخل سيارته وإذا بالمسكين يدفع الثمن فيأتي الحكم مخففا سنتين حبس.. فاستسلم لقضاء الله لأنه لن يجد من يغيثه أو يرفع الظلم عنه.. ويقول قريبي " أنه كان داخل السجن يتمتع برعاية اجتماعية وغذائية حيث كان يأكل اللحوم والطيور والخضار يوميا وهذه الوجبات الساخنة كان من الصعب أن يصنعها لنفسه خارج السجن.. الي جانب أنه كان يستمتع بمكتبة السجن بعد كل صلاة.. - ولأنه بريء.. فقد شاءت قدرة الخالق أن يطوله العفو الملكي الذي أفرج عن عدد من المساجين بمناسبة عودة الأمير سلطان بن عبدالعزيز من رحلة علاجه في أمريكا قبل أن توافيه المنية بشهور.. وهذا العفو لم يفرق بين مسجون مصري ومسجون سعودي لأن العدالة عندهم للإنسان وليست للهوية.. ولذلك تم الافراج عنه بعد أربعة أشهر من عقوبته.. - الغريب أن قريبي يلتمس الآن من الحكومة السعودية عودته الي عمله ، وله مبرره في ذلك.. لأنه لو كان قد تعرض للضرب والتعذيب داخل سجونها ما كان يسعي لتقديم طلب استرحام لرفع الابعاد وعودته.. كلامه هو صورة عن العدالة الاجتماعية داخل السجون السعودية كما عايشها هو و لست أنا.. - لذلك أقول.. من فضلكم لا تعطوا الفرصة لخفافيش الظلام أن تنبش داخل النفوس وتشحنها ضد الذين فتحوا أبوابهم لأبنائنا المصريين حتي وصل عدد العمالة المصرية التي تعمل في السعودية الي أكثر من مليونين ونصف المليون من العمالة المصرية فقد كانت ولا تزال السعودية سندا لمصر في مصائبها.. لكن الاصابع الخفية تعمل علي إبعادنا عن السعودية علي اعتبار أنها تقود قاطرة التنمية في المنطقة العربية ، وقد عز علي هؤلاء ان تسترد مصر عافيتها ليطولها جانبا من هذه التنمية بكسر طوابير البطالة أوضخ الاستثمارات السعودية علي ارض أصبح المناخ فيها نقيا بعد أن انتزعت الرياح جذور الفساد منها.