من الأمور التي لا يختلف عليها اثنان أن الاختلاط مع الفاسدين من أكبر العوامل التي تؤدي الي انحراف الأبناء، ولاسيما أن يكونوا من محدودي الذكاء وضعفاء العقيدة متميعي الخلق، فالابن الذي يحمل هذه الصفات سرعان ما يتأثر بمصاحبة الاشرار والمجرمين، وسرعان ما يكتسب منهم أحط الاخلاق واقبح الصفات، ويسير معهم في طريق الاجرام حتي يصبح الانحراف عادة متأصلة فيه، عندئذ يصعب علي الآباء رده الي الطريق المستقيم، وانقاذه من الفخ الذي وقع فيه. فعلي الآباء ان يراقبوا ابناءهم مراقبة تامة وخاصة من سن المراهقة، ويعرفوا من يخالطون ويصاحبون، ويجب توجيههم في اختيار الصديق الصالح، وعليهم ايضا الا يتقاعسوا عن التحذير والنصح بالتوجيهات الخلقية السليمة، والا سينحدر الابناء بلا شك الي ظلمات الاجرام والشر، كما نشاهد بعضهم الآن في ميدان التحرير وأمام مجلس الوزراء، ووزارة الداخلية والشوارع المحيطة بهما. فهؤلاء الابناء أداة خطرة علي الامن وعامل لهدم المجتمع. هؤلاء الصبية نتاج اهمال دولة ثم المجتمع الذي يعيشون فيه، ثم آبائهم. فيجب التصدي لهذه الظاهرة التي ملأت الميادين وأفسدت الحياة. نعم: إن ثورة 52 يناير قام بها شباب أحب وطنه وكشف الفساد.. هذا الشباب اختفي وانسحب من الميادين، عندما دخلها هؤلاء الصبية الذين وقعوا في شباك الضلال والانحراف والجهل.. وعلي كل أم وأب لهما ابن في الميدان أن »ينقذه« من الضياع والموت. وعلينا كمجتمع إصلاح ما أفسده النظام منذ ثلاثين سنة، وأن يتكاتف المسئولون التربويون للتصدي لهذه الظاهرة.