علينا جميعا احترام النظم والقوانين والقواعد المنظمة لحياتنا داخل بلدنا والانصياع التام لتلك القوانين وتقبل أحكامها. عودة الي بحوث التخرج التي اشرفت عليها لطلبة كلية الاعلام والتي سبق الاشارة الي بعضها في مقالات سابقة . عن العلاقات الأسرية وما يشوبها من توتر قمت باقتراح عنوان لبحث تخرج جديد يحمل اسم "الفجوة بين الاجيال" وكيفية التغلب عليها وقام فريق البحث باجراء حوارات مكثفة بين الشباب من جهة وكذلك الاباء والامهات وكانت النتيجة وجود تلك الفجوة بشكل واضح نتيجة لأسباب عديدة منها انصراف الآباء والامهات عن اهتمامات الابناء في القراءات المختلفة والاستماع الي الموسيقي بأشكالها المتعددة ومشاهدة الاعمال الدرامية.... وخلال استضافة هذه المجموعة معي في برنامج تليفزيوني لم تتردد هذه المجموعة في حضور اولياء امورهم معهم علي الهواء وكانت الصراحة هي عنوان هذه المناظرة الديمقراطية الرائعة والتي انتهت إلي خلاصة هامة مفادها أن الآباء يفهمون مشاكل الأبناء و الوصول إلي أرضية مشتركة من الحلول الوسط واحتضانهم والاستماع إلي شكواهم وعدم التسفيه من أفكارهم فالأسرة هي الحاضنة الأولي لشبابنا وعندما يكبر الأبناء في ظل ظروف صحية ينعكس ذلك بالتأكيد علي المجتمع "وجادلهم بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم" صدق الله العظيم. كنا علي موعد آخر لبحث جدي حول ظاهرة الارهاب وتأثيرها الضار والسلبي علي المجتمع وتطرقنا إلي التطور التاريخي لهذه الظاهرة واسبابها وما ينعكس علي المجتمع من التدهور الاقتصادي والاخلاقي وخلق حالة من الشعور بعدم الانتماء للوطن..للأسف الشديد تلعب الحالة الاقتصادية دورا هاما في خلق هذا العبث فالبطالة بين الشباب هي مناخ صحي لظهور هذه الظاهرة ولهذا نجد أن القيادة السياسية تولي اهتماما بالقضاء تدريجيا علي نسب البطالة العالية داخل المجتمع المصري رغم أنها ظاهرة عالمية تتأثر باقتصاديات السوق..أيضا يلعب الاعلام بكل صوره وأشكاله دورا هاما في خلق روح الانتماء للبلاد,أما أهم ما توصلت إليه الدراسة هو العدالة.. الشعور بالعدالة والمساواة في المعاملة سواء كان ذلك في الدوائر الحكومية أو غيرها وسواء كان هذا في التعامل مع الشرطة داخل أقسام البوليس أو خارجها مع رجال المرور..علينا جميعا احترام النظم والقوانين والقواعد المنظمة لحياتنا داخل بلدنا والانصياع التام لتلك القوانين وتقبل أحكامها....كنت أطالع جريدة لندنية يومية صباحا أثناء توجهي إلي العمل بوسط المدينة ففوجئت بصورة للأمير فيليب زوج الملكة اليزابيث ومعه شرطي يتحاور مع الأمير ويحرر له مخالفة سير حيث أنه تجاوز السرعة المقررة رغم محاولة الأمير شرح أنه كان في عجالة لحضور عشاء عمل مع الملكة ولكن دون جدوي فاستمر الشرطي في استكمال عمله وتناولت الصحف الخبر عاتبة علي الأمير جداله مع الشرطي وليس العكس...مرة أخري افعال وتطبيق النظام علي الجميع يخلق حالة من تقبل أي وضع أما الكيل بمكيالين هو الذي يؤدي الي عواقب يصعب السيطرة عليها.