نحن الآن نشاهد ونتابع اندلاع نيران الخراب، والدمار، والغوغائية، في شوارع وميادين مصر كلها، مع التركيز علي وسط القاهرة، والمناطق المحيطة بمقر وزارة الداخلية، في محاولة بائسة ومحزنة لاستغلال الحادث المأساوي، والكارثة، الدموية، التي وقعت في بور سعيد، وما نجم عنها من غضب شعبي عام وحزن مجتمعي شامل، لإثارة القلاقل والاضطراب الشامل بطول البلاد وعرضها، والتصعيد المدمر للعنف، بما يؤدي الي الانفلات العام وهدم الإستقرار، وإشاعة الفوضي في كل مكان. ومن الواضح اننا أمام جريمة مؤكدة رغم محاولات الخلط المتعمدة، ومحاولات التمويه المقصودة، بين كل ما هو حق، وكل ما هو باطل، في موقف واضح ، وقضية محددة، لا لبس فيها،..، الحق هو ان ماحدث في بورسعيد، كارثة دموية وجريمة مدبرة في اطار مؤامرة كبري علي مصر وسلامتها واستقرارها،..، أما الباطل فهو واضح أيضاً فيما نراه من حالة العنف المنتشرة في كل مكان، وما نتابعه من حالات الهجوم المستمر علي مبني وزارة الداخلية، ومحاولة تدمير المباني والمنشآت العامة واشعال نار الفوضي في مصر كلها. والسؤال الآن : لماذا الإصرار علي الهجوم علي مبني وزارة الداخلية، والمباني العامة، ومديريات الأمن، وغيرها،..، ومحاولة اقتحامها وتدميرها في كل مناسبة وكل كارثة، وكل مأساة، قبل وبعد كارثة ومأساة بورسعيد. ياسادة،..، اتقوا الله في هذا الوطن،..، نحن أمام مخطط واضح لجر مصر الي أتون الفوضي والدمار، وهناك من يمول هذا المخطط، ومن يقوم بالعمل علي تنفيذه، والهدف واضح أيضاً، حيث ان المطلوب هو اسقاط الدولة المصرية، وتخريب وإفساد ووأد كل محاولات مصر للنهوض والخروج مما هي فيه، ووقف كل جهودها للتحول الديمقراطي، وعرقلة مساعيها للوصول للدولة الديمقراطية الحديثة، القائمة علي العدالة الاجتماعية، وحقوق الإنسان، والالتزام الصارم بالقانون. وفي هذه اللحظات الفارقة في مسيرة الوطن، ووسط مشاعر الغضب والقلق التي تشتعل في نفوسنا جميعاً، مما يحدث في مصر الآن، ومانراه ونتابعه من إصرار البعض علي اشعال نار الفتنة ونيران العنف والانفلات، والفوضي في الوطن كله، بما يؤدي في النهاية الي اسقاط الدولة المصرية، يصبح من الضروري، والواجب، علي كل الوطنيين المخلصين، وعلي كل النخب السياسية، والفكرية، المخلصة لهذا الوطن، الوقوف صفاً واحداً في مواجهة، ما يحدث، والتصدي لهذا الخطر العظيم. ياسادة.. هذا هو وطننا الذي ننتمي اليه ونعيش فيه، وهو ينتظر منا جميعاً أن ندافع عنه ضد المحاولات الرامية لجره الي موارد التهلكة، والدمار،..، فهل نقوم بدورنا وواجبنا؟!