في أول أيام افتتاح البرلمان شاركت في مسيرة الفنانين و المثقفين فيما عرف بجبهة الإبداع المصرية للدفاع عن حرية الرأي والابداع ضد هجمة طيور الظلام العائدة ، وروعني ما رأيته من طوابير الاتوبيسات تحمل اناسا ملتحين يبدو من بناطيلهم اسفل جلبابيهم انهم من الاقاليم وقد وقفوا متشابكي الأيدي منتشرين في شوارع جاردن سيتي والفلكي ومنصور من خلفية مبني مجلس الشعب يمنعون اقتراب اي مسيرات من ابواب المجلس وقد صدمني المنظر وتساءلت من اين جاء هؤلاء ؟ هل من توربورا أم من كهوف اسلام اباد ولماذا ؟ وكيف وصل الامر ان يري هولاء في كراسي المجلس غنيمة تجعلهم يموتون دونها ام أن البرلمان بالنسبة لهم هو الجهاد الاكبر والاستشهاد من اجل الاستئثار و الاستبداد في السلطة وبصراحة الكلام عن استبداد الاغلبية نوع من "الدلع المرق " والتدليل المخل بقضية من اخطر القضايا التي تواجهنا الان فالتسمية الحقيقية لما فعلوا الاخوان وحزبهم الحرية والعدالة "الزراعة السياسية للاخوان " وكذلك ما فعلته احزاب السلفية هو الانتهازية السياسية كما جاءت في ادبيات علم السياسة فالانتهازية هنا بمعايير الاخلاق جرم يضع مرتكبه في الحديد ويحط من قدر ممارسه لدي أولي النهي والضمير لكن في علم السياسة وحسب قواعد الميكافيللية الشهيرة في سطور كتاب الأمير لميكافيللي فهي ألف باء سياسة وهي عمل مشروع جداً وان كان غير شرعي ويولد سلوكيات سفاحاً من رحم حرام يتم فيه تخصيب الكذب مع التلون حسب الموقف وهو ماحدث في ميدان التحرير من كسر منصة الاخوان ومظاهرات شبرا التي خرجت بعنوان لا تسييح للدين ومظاهرات حلوان التي رددت بيع بيع يا وديع ثم ما حدث في صلاة الغائب علي الشهداء فوق كوبري قصر النيل والذهاب الي ميدان التحرير لإزالة لافتات الاخوان التي حملت عنوان احتفالات وانجازات الثورة وهجوم الثوار عليها وتمزيقها في اشتباكات كان ضحيتها عشرات الشباب الذين جرحوا واصيبوا ثم مسيرات ومظاهرات ثلاثاء الإصرار أول امس وترديد الشباب ضد الاخوان حول البرلمان وتجدد الاشتباكات مرة اخري بين ميلشيات الاخوان وشباب الثوار كل هذا يؤكد ان قطاعا عريضاً من المصريين لا يرضي عن نتائج الانتخابات ويشعر انه أخذ بمبة حسب تعبير العديد من الشباب للفضائيات وبالارقام الذين اعطوا اصواتهم للاخوان عشرة ملايين اي ان هناك 40 مليون لم يصوتوا للاخوان إحذف منهم 7 ملايين صوتوا للنور اي ان هناك اكثر من 30 مليونا لم يصوتوا للطيار الديني الذي استخدم شعارات اسلامية لمكاسب سياسية كل هذا يدعونا للسؤال الخطير . هل يشعر الاخوان و السلفيون انهم خطفوا الشرعية وانهم مهددون الان بالشك الثوري والشعبي لهذه الشرعية ويريدون ان يفردونها بميلشياتهم.. الايام القادمة ستجيب عن هذا السؤال ..