قبل أن يفتح باب ولا يحدد موعد انطلاق السباق خرج علينا د. محمد البرادعي ببيان ناري يعلن فيه قراره التاريخي بالانسحاب من سباق الترشح لرئاسة الجمهورية في مشهد دراماتيكي ساخر.. ارتدي فيه عباءة الزعيم عبدالناصر.. محاولا إعادة تقديم لحظات تنحيه عقب نكسة 76 علي أمل تكرار نفس السيناريو واستنساخ نفس ردود الافعال! لكن سقطت المسرحية الهزلية رغم خبرة المؤدي والمخرج والكومبارس وسخاء الانتاج والدعم الخارجي اللا محدود.. فقد افتقدت للمصداقية واتسمت بالفبركة وعدم الموضوعية كما فشلت في الوصول لعقل ووجدان الانسان المصري ابن 7 آلاف سنة حضارة ومجدعة.. اكتشف بفطرته الخدعة وان البطل غير البطل والهدف غير الهدف.. فانحاز للاستقرار والامن والسلام.. وتمسك بمكاسبه الثورية التي تحققت علي الارض فلا عودة للخلف ولا خروج علي الشرعية ولا المجلس العسكري.. فإننا شعب عاشق للعمل والحرية يرفض إسقاط البلاد وتقديمها هدية للأمريكان! توقعت قرار انسحاب د. البرادعي فهذا ما عهدناه فيه يظهر عندما يشاء ويختفي وقتما يجد الجد.. واذا استشعر الهزيمة يعلنها حربا شعواء! لكن الشعب الذي انتصر علي حكم الفرد والتوريث ووضع نهاية لعصر المال ورجال الاعمال.. واقصي النخبة ودعاة البطولة والثورية عن البرلمان.. لن يتخذ له رئيسا يدعو للخروج علي الشرعية يرفض الاستقرار وتحقيق ارادة الانسان ويتمسك بديكتاتورية الرأي والميدان. فلا تنزعوا الفرحة من قلوبنا في أول ذكري لأ عظم وأعز أيامنا.. اتركونا نهنأ ونعمل ونبني ونعمر، ولا تزرعوا الشوك والخراب فتحصدوا الحسرة والندامة.