ليس من وصف لدعاوي التخويف واشاعة الرعب لما يمكن ان يحدث من قلاقل في عيد ثورة 52 يناير سوي انه ارهاب للمواطنين ومحاولة مريبة لتكريس مناخ الفوضي وعدم الاستقرار. انهم يتحدثون عن اعمال عنف وتخريب سوف تصاحب الاحتفال بهذه المناسبة التي من المفروض انها استهدفت صالح مصر وبنائها وليس هدمها. لا جدال ان مهمة التصدي لاي اخلال بمباديء هذه الثورة وما قامت من اجله وما نادت به هي مسئولية اجهزة الدولة الامنية وكل شرفاء الشعب المصري الذين يتطلعون إلي انهاء حقبة المعاناة والضياع الذي عاشوه منذ يناير الماضي. كان من المفروض ان يسود هذه الفترة شعور بالفخار واقبال علي البناء .. ولكن وللأسف فقد برز علي الساحة من عمل علي ان يكون الاتجاه إلي الخراب والدمار.. وهو ما لا يمكن ان يكون لصالح الوطن. من المؤكد ان ما جري وما يجري التهديد به هو لصالح اجندات اجنبية لا تريد لهذا الوطن ان ينهض لقطف ثمار ثورته التي بهرت العالم. كل الدلائل تؤكد الرغبة في الانحراف بهذه الثورة تجاه مخططاتهم التي تضمر الشر لمصر بما يضمن ألا تقوم لها قائمة. ان ما يؤكد هذه الحقيقة الغائبة عن المخدوعين والمضللين تلك الملايين من الدولارات التي تتدفق علي جماعات المنتفعين الذين باعوا بلدهم وهويتهم للشيطان. من المسئول عن دفع الوطن إلي هذه الحالة المزرية من الترقب المشوب بالخوف والحذر من يوم 52 يناير. ليس غريبا ان يدور الحديث عما سوف يحدث في هذا اليوم الذي من المفروض ان يكون احتفالا شعبيا نموذجيا يُعظم الفرحة بهذا الانتصار.. لا يمكن ان يخفي علي احد ان اي خروج عما يستحقه هذا الاحتفال من تبجيل وحبور.. ليس أبدا لصالح الثورة. ان هذا المناخ الملبد ليس من هدف له سوي ان لا يأخذ يوم 52 يناير حقه الواجب الذي يليق بثورة.. من المفروض انها اندلعت من اجل رفعة مصر ونهضتها وليس من اجل انتكاستها.. أليس غريبا ان يكون السؤال الدائر في كل مجلس ولقاء هو: ماذا سيحدث يوم 52 يناير؟! من الضروري هنا القول ان اجهزة الدولة بقراراتها وسلوكياتها سواء عن حسن نية أو سوء نية قد ساعدت علي هيمنة هذا المناخ علي الحياة العامة. ولوقوعها في فخ الخوف مما هو آت ودون ان تدري تلجأ إلي اتخاذ القرارات التي ان دلت علي شيء فإنما تدل علي الضعف وضياع الهيبة وغياب المصداقية. هذا السلوك تجسد مع نية اصدار قرارات يطالب بها ميدان التحرير ومنها علي سبيل المثال.. صرف تعويضات عائلات الشهداء والمصابين قبل 52 يناير. قد يكون الهدف من تفعيل هذه القرارات هو التهدئة وتجنب الصدامات التي قد يكون.. عناصرها الاساسية المستفيدين من هذه التعويضات أو الذين يستخدمونها حجة للاخلال بالامن .. هنا يثور التساؤل: ولماذا تأخر الصرف طوال هذه المدة حتي لا تكون هناك فرصة للربط بينه وبين احتفال 52 يناير. ليس جديدا القول بان هذه السياسة تدخل ضمن الاخطاء التي جري ممارستها منذ قيام الثورة.. حيث ان كل شيء يتم اما كرد فعل أو خوفا من رد الفعل؟! لعل ما يقود إلي الاحساس بالتفاؤل بمرور يوم 52 يناير علي خير.. ما تم تداوله صحفيا حول الاعداد لاحتفالات فنية بميدان التحرير واخري تنظمها القوات المسلحة وثالثة يتولاها الاتحاد المصري لكرة القدم في صورة مباراة بين المنتخب القومي واحد الفرق العربية القوية. المهم والأهم ان يدرك الجميع اهمية ان يمر يوم 52 يناير بعيدا عن القتامة وحالة الخوف التي تسود حاليا.. وكفاية ما عاشته مصر وعشناه من معاناة وايام صعبة.