كل يوم يمر يزداد اعجابي وتقديري واحترامي للمفكر البارز ورجل القانون الحكيم.. الدكتور كمال أبوالمجد. إنه نافذة الامل والمعرفة التي تطل علينا كلما واجهت الامال الصدمات وتلبدت حياتنا بالغيوم التي تقطع الطريق علي تعلقاتنا نحو المستقبل المر وهو الذي نريده لبلدنا ولحياتنا القادمة . ان أهم ما تتسم به آراؤه التي تمسك بها واعلن عنها حتي في أكثر الايام ظلاما وانتكاسا هي الشجاعة والعلم المتمكن والصراحة والامانة مع توافر ملكة الاقناع والقبول. وليس جديدا أن أقول ان أهم ما يتميز به الدكتور ابوالمجد هو احترامه لنفسه وحرصه علي مقدرات هذا الوطن في مواجهة الانواء والعواصف التي تستهدف النيل من حضارته ومكانته وتحويله إلي مسخ يجافي الاف السنين من المساهمة الفعالة في إثراء التراث الانساني. هذه الاحاسيس الراسخة راودتني وانا أطالع الحديث الشيق الرائع الذي اجراه الدكتور العلامة كمال أبوالمجد مع صحيفة »المصري اليوم« من خلال الحوار الذي أجراه الزميل محمود مسلم. انه لم يتجاوز الحقيقة او يفتئت عليها في توصيفه لجماعة الإخوان المسلمين علي ضوء ما أشاعته من مناخ خوف وهلع في قطاعات كبيرة من ابناء الشعب المصري.. وهو ما لم يحدث نتيجة اجتهاداتهم في الدعوة الاسلامية ولكن نتيجة آرائهم ومواقفهم المفتقدة للدراية والخبرة في امور ادارة شئون العباد في دولة العدالة والقانون والتاريخ والتراث الحضاري.. مثل مصر. قال الدكتور أبوالمجد ان من عيوب الاخوان التحجر ونهائية التمسك بالمواقف وهو ما يجعلهم يسيرون في نفس طريق النظام السابق انهم من وجهة نظره القائمة علي الفهم والتحليل الصحيح يتعجلون الوصول إلي كل شيء بحجة تعويض ما فاتهم وما تعرضوا له ابان النظام السابق وأنهم لم يتخذوا الخطوات اللازمة لتحقيق اندماجهم في المجتمع. اضاف انه ولهذه الاسباب فإنه يشك في وصولهم إلي حكم مصر. وعن الاحوال في مصر قال ان هناك معاناة وأزمات... ولكن هناك أمل في انبعاث الروح المصرية من جديد وانه يمكن للحكمة التي تسترد المبادرة للتحرك بالوطن بعيدا عن حالة الاحباط. أشار إلي استعادة احساس بالامل في منهج التفكير يحتاج إلي ثورة ثقافية. اكد ان الفساد قرين بالاستبداد وأن السلطة المطلقة تمثل مفسدة مطلقة. اشاد بالامكانات العلمية والفكرية المتوافرة للمصريين ومؤكدا وجود عناصر منهم في الخارج يملكون عقولا أفضل من اينشتاين وان عليهم طلب كبير جدا. وان من عيوب الصفة المصرية في بعض الاحوال الاستمتاع بخرق القانون وان العدول عن ذلك بالعودة إلي الاجندة العامة يحتاج إلي تربية سياسية. وحول استبعاده من المجلس القومي لحقوق الانسان قال ان ذلك يعود إلي مطالبته بالغاء قانون الطوارئ وإشارته الي نية النظام في تزوير الانتخابات.. وقد اتسمت هذه الاجابة بالمصداقية التي يتوافق معها الاتجاه الشعبي والتي دفعت به الي الوقوف مع ثورة 52 يناير. وفي وصفه لسلوكيات رموز النظام السابق قال انهم كانوا في غيبوبة وهو ما جعل نصائحهم لمبارك تتسم بعدم الامانة والتضليل وعدم الادراك. وعن الحكم في مصر إبان النظام السابق قال ان الشرطة تحت قيادة العادلي كانت تؤيد التوريث علي عكس الجيش الذي كان يعارض.. وان تولي جمال مبارك للحكم كان امرا مستحيلا لانه فاقد لمقومات التواصل. وقال المفكر العلامة ابوالمجد انه كان يتوقع ان يقوم جمال مبارك بانقلاب علي والده اذا لم يتح له فرصة تولي حكم مصر.. وهذه حقيقة كنا نشاركه في توقعها علي ضوء ما كان يجري علي الساحة السياسية من افعال وممارسات شاركت فيها بطانة السوء وطابور المنتفعين وما أكثرهم. تحية تقدير للدكتور كمال ابوالمجد أطال الله في عمره ليزيد من مُتعتنا بأفكاره وآرائه ومواقفه.