بادرت جمعية محبي الفنون الجميلة بتوجيه الدعوة للاستاذ الدكتور شاكر عبدالحميد وزير الثقافة لفتح حوار مع مجموعة من المثقفين بمقر الجمعية بجاردن سيتي، وأدار الحوار الشاعر شعبان يوسف المشرف علي النشاط الثقافي بالجمعية وبتنسيق كامل مع الفنان احمد سميح امين عام الجمعية، وجاء اللقاء مساء الخميس قبل الماضي، فكانت استجابة الوزير للقاء فورية لما يتمتع به من تواضع جم وهذه صفة من صفات العلماء، وجاء اهتمام الحضور والوزير معا باللقاء والحوار الدافيء الذي اتسم بالموضوعية من خلال لمس قضايا كثيرة ومهمة، وكاتب المقال قدم الدكتور شاكر للجمهور في مقدمة موجزة حتي يتاح للوزير والجمهور الحديث، ففي ضوء الارتباك والتوتر الذي اصاب مصر كلها خلال الشهور الماضية قد انعكس بدون ادني شك علي الثقافة فجاء الدكتور شاكر بعد أربعة وزراء ثقافة خلال هذه الفترة فجاء حديث الوزير يتسم بالوضوح فيما يتعلق بصلاحياته خلال هذه الفترة الذي اشار بأنها محدودة، وقد حصل علي صلاحيات كاملة واصدار القرارات اللازمة في ضوء احتياجات هذه الفترة الانتقالية، ووفق الميزانيات المتاحة، وقال إن وزارة الثقافة ستتعاون مع التيارات والفصائل الاسلامية الجديدة لتعميق القيم الثقافية.. وانه مستعد لطباعة كتاب لمؤلف سلفي ما دام في صالح المجتمع ومفيدا لثقافة الوطن، واننا في حاجة لرئيس جمهورية ينهض بالبلاد من خلال رؤية حضارية، كما تحدث عن تخليد الشهداء واشار الي اهمية تشكيل لجنة وطنية تضم خبراء في التاريخ والفنون لوضع تصور عام يليق بهذه الثورة. وقد اشار الدكتور احمد عبدالعزيز المشرف العام علي مشروع ذاكرة الوطن الذي اسس منذ سنوات بالهيئة العامة لقصور الثقافة والمشروع ،كانت الهيئة قد تبنته عندما كنت رئيسا لها، ووعد بزيارة المشروع بقصر ثقافة الجيزة، وتحدث عن القضايا الشائكة للهيئة العامة لقصور الثقافة بعد ان اشرت الي كارثية المواقع الثقافية بالمحافظات وحالتها السيئة واشرت الي الخطط والسياسات التي تم وضعها والانجازات التي تمت خلال فترة رئاسته، ومن خلال هذه المناقشة المثمرة قرر الوزير عقد مؤتمر بالثقافة الجماهيرية حول تطوير وتحديث الهيئة وقد وافق ايضا علي عودة سلسلة افاق تشكيلية التي الغاها رئيس الهيئة الاسبق دكتور احمد مجاهد مقابل صدور مجلة الخيال، وقد اشار بأن الدولة لن تتحول الي دولة عسكرية أو دينية لأن الدول التي اتجهت الي هذا بانت بالفشل الذريع، لأن الشعب المصري يتمتع بالحرية فمن الصعوبة ان يأتي أي شخص يتحكم فيه دينيا، وقال إن منهج الحوار والمشاركة هو اقرب الوسائل ديمقراطية لحل جميع المشاكل الخلافية، واهتم الوزير بما طرحه كاتب المقال عن ضرورة مراجعة واستكمال مشروع توثيق التراث المتحفي بجميع المتاحف والقصور وغيرها، وتنظيم دور »بنك المعلومات الفنية« التابع لقطاع الفنون التشكيلية. واستكمال تثمين الاعمال الفنية، واهتم الحضور بأهمية ودور الثقافة خلال هذه المرحلة الحرجة في تاريخ مصر، وعلي الثقافة الجماهيرية دور كبير وفعال والحوار إمتد اكثر من ساعتين ونصف.. وامتلأت القاعة عن آخرها وزاد توهج الحضور واندماجهم في حوار موضوعي نتج عنه كثير من القرارات والوعود التي تنتظر تحقيقها، وكاتب المقال فتح ملف صندوق التنمية الثقافية الذي انشأه فاروق حسني وزير الثقافة الاسبق ولأهميته قد طلبت تصحيح مسار عمل الصندوق في ضوء ما تضمنه القرار الجمهوري واعادة توزيع المراكز الفنية علي الهيئات التابعة للوزارة وقد طلبت من معالي الوزير البحث عن مصير الخمسة ملايين جنيه استرليني التي تبرع بها الامير تشارلز للحرف التقليدية في مصر؟!