الصامتون يدعون ربهم ليل نهار في صلواتهم في أعمالهم حتي في صمتهم تري الدعاء في أعينهم تقرؤه بسهولة ويسر.. الفقهاء والشيوخ الأجلاء يشعرون بمدي الخطر الداهم الذي يصيب بلدنا العزيز فهم يحذرون ليل نهار من الوقوع في الفتن التي لا تبقي ولا تذر وكلما التأمت فتنة انفجرت بجوارها فتن أشد ويشتد الدعاء معها. الجميع اتفقوا علي دعاء واحد ان يحفظ الله الوطن والناس من شر الفتن وأن ينزل سكينته علي عباده. ألسنة اللهب التي تشعل الوطن ليل نهار تتخذ مبررات وقتية وأحداثا قصيرة المدي لتحتج بها لدي الناس بأنها تريد الإصلاح والنهوض وهي في هذا الأمر تدعو إلي تدمير مؤسسات الدولة وقيم المجتمع الذي عاش طويلا يعرف أن هناك خطأ صغيرا لا يستدعي أن تقوم القيامة من أجله وإلا كان من الأولي أن ينزل الله عقابه علي عباده الذين يعصونه ليل نهار وإنما يترك لهم مساحة من الوقت للتوبة والإصلاح أما ألسنة النار وهم بشر يظنون انهم لا يخطئون أبدا وينأون بأنفسهم عن الاعتراف بالخطأ وقصور النظر في رؤية المسائل المهمة وأن الآراء التي تشعل الفتنة حتي وإن كانت أكبر من نتائج الخطأ نفسه ليس مهما ماداموا يعتقدون أنهم يفعلون الصواب. هذا اللهب دفع أناسا مجهولين من الساحة الجماهيرية إلي الخروج لدفع الناس لإشهار سيف العصيان المدني وتحطيم أعرق مؤسسات الدولة تنظيما وحفظا للمجتمع ألا وهي مؤسسة الجيش انه سيناريو واضح يسير في ركبه الكثير من طوافي الفضائيات وإن كان بدرجة أقل وعلي استحياء في بعض الأحيان إلا ان الشعب المصري يعلم بفراسته مقصدهم فالجميع اتفق علنا وضمنيا علي تحطيم أركان الدولة وليس النظام وبعيدا عن نظرية من يدفع لهؤلاء وعن المتآمرين الذين يتربصون بمصر ولا يريدون لثورتها ان تنجح فتصير نوراً يضيء المنطقة العربية والإسلامية بأسرها خوفا علي عروشهم وامتيازاتهم المادية التي يغتصبونها علي حساب شعوبهم وبعيدا عن الخونة الذين يقبضون ليل نهار لدفع مصر نحو الهاوية أذكر ان الشعب المصري الذي تظن ألسنة اللهب انه صامت سيخرج في يوم الفصل لقطع هذه الألسنة فهذا الشعب الأصيل هو الضمانة الوحيدة للحفاظ علي الوطن وليس من يبثون السموم في اذان الناس من أجل الخروج معهم تحت زعم أحداث نظنها أقل بكثير من هدم بلد. هناك قلة تتكرر يوميا في الفضائيات والصحف تسير في نهج واحد واضح جدا للعامة والخاصة تحرض علي تحطيم وطننا العزيز الغالي عند حدوث بعض الاشتباكات بين المتظاهرين ومن يندسون خلالهم من بلطجية وأطفال شوارع يدفع لهم لدفع الوطن إلي الهاوية - وبين الأمن لإحداث حالة من الاضطراب والفوضي العارمة التي تقتلع الشجر والدواب والناس أجمعين وكان الأولي بهم دون استخدام الايحاءات والغمازات والأصوات النحيبة والحب المزعوم للوطن ان يدركوا مدي خطورة آرائهم وقدرتها علي اشعال الموقف وإحراق الوطن وكان الأولي بهم أيضا ان يسلكوا طريقا لتقديم علاج لهذه الاشتباكات الدامية ولكنهم انصرفوا إلي صب المزيد من الوقود حتي يلتهب الموقف. أشعر بحزن شديد ان نشاهد عن قرب وجود متاريس وجدران اسمنتية وأسلاك شائكة وجدران بشرية لتحول بين المواطنين والأمن بشقيه الشرطي والعسكري وكأننا في حرب نشبت بين أبناء الوطن الواحد! إنها الفتنة الكبري ولابد من درء هذه الفتنة دون أن نبخس الإنسان حقه سواء بالثواب أو عقاب من قتل أو أصاب مواطنا صالحا فدماء المواطنين الشرفاء في ذمة ولي الأمر ليأخذ لها حقها حتي من رجاله أما دماء الوطن فهي في ذمتنا جميعا لحمايته من الغوغائية وألسنة النار. إلي المالك ساويرس الذي يملك ولايدير، زعمت انك تعاني مثل المشاهدين من عدم حياد بعض المذيعين في قناتك ال ON TV لانهم لايقدمون الرأي الآخر مما يؤدي الي التحريض علي الآخر! الحل بسيط.. إما الاعتدال أو الرحيل يا مالك القناة فقط!