بدأ حياته العملية وكيلاً للنائب العام لمدة عامين إنتقل بعدها للعمل بالجامعة.. تدرج في جميع وظائفها الإدارية والعلمية.. تولي رئاسة قسم الإقتصاد والمالية العامة بكلية الحقوق ثم وكالة الكلية فعمادتها ثم نائباً لرئيس الجامعة ومؤخراً صدر قرار المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة بتعيينه رئيسا لجامعة المنصورة.. إنه الدكتور السيد أحمد عبد الخالق. وفي أول حوار له عقب توليه مهام منصبه الجديد أعرب عن ثقته في طلاب الجامعات المصرية وفهمهم الواعي والعميق لمعني الحرية وأنها تعني المسؤلية وتبني القيم البناءة التي تنقل مصر لمصاف الدول المتقدمة وأن هناك الكثير من الوسائل اللائقة للتعبير عن أرائهم والمطالبة بحقوقهم كما أبدي تفاؤلهِ في عودة العلاقة بين طلاب الجامعة وأساتذتهم خلال الفترة القادمة لسابق عهدها خاصة في ظل الرصيد الحضاري للأستاذ والطالب المصري وأن الذين أخطأوا عادوا لرشدهم لأن القاعدة الطلابية العريضة لاتزال بخير. واكد علي أن الجامعات المصرية مطالبة بوضع أولويات التنمية في مقدمة إهتماماتها وتوجيه كافة بحوثها العلمية بما يضمن تحقيق نقلة للإقتصاد المصري. قلت لرئيس الجامعة الجديد.. جروح غائرة أصابت المجتمع الجامعي مؤخرا نتيجة الصراع علي المناصب الجامعية والتي شهدت الإنتخابات لأول مرة وإنعكس خلالها مايحدث بالشارع السياسي علي المجتمع الجامعي فكيف ستتلافون آثار هذا الصراع؟ أجاب قائلا: أساتذة الجامعة هم أكثر الناس فهماً ووعياً لأبعاد العملية الديمقراطية ويدركون جيداً أن المنافسة الشريفة تنتهي باحترام نتيجة الإنتخابات في أي موقع وهذا ماحدث بالفعل.. أما القيادة الجامعية أياً كان موقعها فعليها أن تتعامل مع الجميع بمعيار واحد.. وهذا ماحدث في جامعة المنصورة بالفعل وسوف تشهد الأيام القليلة القادمة الكثير من اللقاءات المباشرة مع جميع الزملاء من أعضاء هيئة التدريس في مختلف كليات الجامعة حيث ستكون هناك زيارات ميدانية لمختلف الكليات للوقوف علي المشاكل والصعوبات التي تواجهها علي الطبيعة وأيضا كيفية دعم العملية التعليمية ودفعها وضمان إنتظامها. أنه ستكون هناك لقاءات دورية جماعية بنادي أعضاء هيئة التدريس للإجابة علي كل التساؤلات وفي كل الموضوعات وليعبر كل الزملاء عن أرائهم ليكون النادي بمثابة برلمان حقيقي تُناقش فيه كافة المشاكل وتطرح فيه الحلول الواقعية القابلة للتطبيق. وماذا عما أصاب العلاقة بين الطلاب والأساتذة في الآونة الأخيرة وتجاوز التقاليد المتعارف عليها وتدخل الطلاب للمطالبة بإستبعاد بعض الأساتذة؟ ما أحزن الأساتذة أنه كان هناك فهم خاطيء من جانب عدد قليل من الطلاب لمعني الحرية والخلط بينه وبين الفوضي وهذا كان متوقعاً عقب الثورة لكن تم تجاوز هذه المرحلة نتيجة وعي القاعدة الطلابية العريضة حيث اكتشف أن من قاد المظاهرات إحتجاجاً علي النتائج كانوا من الطلاب الراسبين وأن المطالبة بإستبعاد بعض الأساتذة كان نتيجة أنهم أساتذة جادين وهذا لايعني أن الطالب لايُظلم أحيانا فهذا وارد بالتأكيد وإذا حدث فهناك طرق ووسائل لائقة يمكن للطالب من خلالها الحصول علي حقه ويمكنه مقابلة أساتذته حتي عمداء الكليات ورئيس الجامعة. وإستطرد قائلا: الحرية تعني المسؤلية وأن يتبني الشباب قيم بناءه لينتقل المجتمع بها نقلة نوعية وتصبح مصر في مصاف الدول المتقدمة لأنها تستحق ذلك بالفعل لكن نحتاج لعمل جاد مضن في مختلف المجالات وأعتقد أن القاعدة العريضة من الطلاب تُدرك ذلك وهي بخير وسوف تشهد الأيام القادمة الكثير من اللقاءات المكثفة بين الطلاب وأساتذتهم في مختلف الكليات والعلاقة بين الطلاب والأساتذة ستشهد المزيد من الحميمية والرسوخ لإزالة الكثير من التشوهات التي تشوب العملية التعليمية .وبابي مفتوح لكل الطلاب ونتعامل معهم جميعاً بروح الأب والأستاذ بغض النظر عن إنتماءاتهم السياسية فكل طالب بالجامعة له كل حقوق الطالب وعليه في ذات الوقت واجبات يجب أن يقوم بها. وماذا عن العاملين بالجامعة؟ ستكون هناك لقاءات دورية معهم.. وستسعي إدارة الجامعة للإرتقاء يمستواهم في الأداء بعقد دورات تدريبية لهم في الحاسب الآلي وغيرها من الدورات المتخصصة اللازمة لهم. قلت لرئيس الجامعة : الإنتخابات البرلمانية شهدت مؤخراً دوراً حيوياً للشباب خاصةً طلاب الجامعات بعد غيابهم عن المشاركة الحقيقية لعقود طويلة فكيف يمكن للجامعة إستثمار طاقة طلابها للإسهام الجاد في كل قضايا المجتمع؟ أجاب قائلا : معك حق في ذلك فهناك تغييير حقيقي وواقع جديد تشهده مصر عقب الثورة ولابد من التعامل مع هذا الواقع وأن تتيح الجامعات لطلابها التفاعل مع قضايا مجتمعهم في ضوء الأعراف الجامعية وبما لايخل بجوهر العملية التعليمية وقد تم بالفعل عقد ورش عمل وندوات للتوعية بأهمية المشاركة في العملية الإنتخابية والإسهام في نجاحها بإعتبارها خطوة مهمة لعبور تلك المرحلة الدقيقة والحرجة من تاريخ مصر. وسوف يظهر ذلك خلال المرحلة الثالثة من إنتخابات مجلس الشعب لأن معظم طلاب الجامعة من محافظة الدقهلية والتي ستجري الإنتخابات بها بالمرحلة الثالثة. وماذا عن البحث العلمي داخل الجامعة ؟ وما الذي يمكن أن تسهم به الجامعة في هذا الصدد؟ لعل أهم أولويات تلك المرحلة قضية البحث العلمي التطبيقي وذلك بالتعاون بين الجامعة وقطاع الأعمال سواء العام أو الخاص. وأشار إلي أنه سيتم التركيز علي إنشاء المعامل البحثية الحيوية وتكوين فرق بحثية من التخصصات المتماثلة في الجامعة ووضع خطط بحثية واضحة وسيتم توجيه جانب من موارد الجامعة الذاتية لهذا الغرض لتعويض النقص الشديد في التمويل المتاح لهذا الغرض. وأكد رئيس الجامعة علي وضع المشاكل المتعلقة بالمياه والطاقة والأمن الغذائي والنانوتكنولجي علي رأس الأولويات مع ربطها بمجالات الطب والهندسة. كما سيتم زيادة المخصصات المالية للإيفاد الداخلي والخارجي للمعيدين والمدرسين المساعدين لأن ذلك من شأنه تشجيع البحث العلمي وربطه بالعالم المتقدم. تتميز الجامعة بمراكزها الطبية المتخصصة فكيف يمكن الحفاظ علي تميزها في ظل قلة الإعتمادات المالية ومحاولات العبث في إدارتها؟ أجاب الدكتور السيد عبد الخالق قائلا: المراكز الطبية وفي مقدمتها مركز الكلي حققت تميزاً علي المستوي العالمي وأصبحت قبلة الباحث عن العلاج للمرضي من داخل مصر وخارجها وإدارة الجامعة ستقدم لها كل أوجه الدعم الممكن ولن تسمح بأي عبث بها فهي تعلو علي الأشخاص ونثق في قدرة القائمين عليها بالحفاظ علي تميزها المعهود. وماذا عن دور الجامعة في المجتمع خاصة في تلك المرحلة الفارقة من تاريخ مصر؟ لاشك أن فلسفة إنشاء الجامعات كانت قائمة علي خدمة المجتمعات التي أقيمت بها وقد آن الأوان ألا يقتصر دورها علي الصورة النمطية بتوفير الخبرات للمجتمع بل أصبح من المحتم أن تقوم بدورها الأهم وهو قيادة وتوجيه المجتمع وتصحيح ثقافته وحل الكثير من معضلاته وإعداد الخريجين القادرين علي تحقيق متطلباته وكيف ترصد الواقع المصري عقب ثورة ال25 من يناير؟ وماهو الطريق لتحقيق أهداف الثورة؟ لقد أهدرنا جانبا كبيرا من طاقتنا في جدل لاطائل من ورائه.. لكن ذلك لايعني أن نتجاهل هذا التحول الجذري الذي أحدثته الثورة ولامفر خلال الفترة القادمة من حشد طاقات وجهود كل أبناء المجتمع لأن تنتقل مصر نقلة نوعية نحو الأفضل وهذا يستلزم عملا جادا في جميع المجالات وكفي شعارات، وعلي وسائل الإعلام أن تهتم بكيفية بناء مصر سياسياً وإقتصادياً وثقافياً وأن تركز أيضا علي غرس القيم المصرية النبيلة ولا تؤجج المشاعر ولابد أن ندرك جميعاً أن الرهان علي المستقبل هو رهان علي العلم والعمل الجاد فبغيرهما لايمكن أن نكسب الرهان.