منتخب مصر يتطلع لتخطى عقبة المغرب فى الدور قبل النهائى ويقول: لم أكن أريد مقابلته في النهائي.. لأنه يجعل المنافس يفقد توازنه أصبح كلود بورنو المدير الفني لمنتخب الجابون أفضل وأشهر مدرب في البطولة الافريقية الأوليمبية الجارية أحداثها في المغرب حاليا.. هو يستحق ذلك لأنه وصل بفريقه إلي نهائي البطولة.. أي أنه صنع إنجازا غير مسبوق لبلاده من »العدم«.. لم يكن مطروحا في ساحة البطولة أو الساحة الافريقية ان يكون المنتخب الجابوني أول من يحجز مكانا في أوليمبياد لندن وهو الخاسر في أول مباراة له في الدور التمهيدي من منتخب مصر حتي أصبح ساعتها أول المستبعدين من ترشيحات الخبراء. وأتذكر ان كلود بورنو كان مثارا للتهكم والسخرية من الكثيرين عندما أبدي غضبا شديدا من الهزيمة أمام المنتخب المصري وإطلاقه تصريحات يتهم فيها لاعبيه بالإنهزامية لأنهم انهزموا أمام الفراعنة قبل أن يلعبوا المباراة لأنهم كانوا خائفين ومرعوبين ولم يلتزموا بالتعليمات والتكليفات وخطة اللعبة.. ساعتها ضحكنا علي تصريحاته وقلنا إنه من نوعية المدربين الذين يبحثون عن التبريرات والأعذار.. وإذا به يؤكد للجميع أنه مدرب »فاهم« وواثق من نفسه ويملك رؤية ويبحث في المباريات عن الحلول التي تساعده علي الفوز ولا يبحث عن الأعذار الوهمية. وبعد المفاجأة الثانية المدوية التي أحدثها كلود بورنو بالفوز علي السنغال في الدور قبل النهائي مساء أول أمس.. تحولت أنظار البطولة إليه وتتابعت التعليقات التي منحته كل المزايا بعد أن كان هدفا لكل أشكال الانتقاد. وحتي بعد أن فاز علي كوت ديفوار في الدور التمهيدي اعتبر الخبراء والمتابعون للبطولة انها مجرد مفاجأة لا يمكن القياس عليها لتغيير النظرة كلية في منتخب الجابون ومدربه.. لكن لا مفر الآن من تغيير النظرة والاعتذار لهذا المدرب الرائع الهادئ وهذا الفريق »الواقعي« الذي لا يهتم بحسابات المقارنة في المباريات من استحواذ وسيطرة وأرقام.. واهتمامه أكثر بكيفية البحث عن الفوز من أقصر الطرق وبالمختصر المفيد بمزايا ربما تكون خافية علي الكثيرين لكنها ظاهرة وواضحة لمن يتابع الفريق جيدا وهو يحسن الانتشار ويبرر كثيرا في القدرة علي التحول بين حالتي الدفاع والهجوم بما تجعله قادرا في أي وقت علي إحداث المفاجأة. وبما أن كلود بورنو أصبح ذو قيمة كبيرة.. فإن شهادته التلقائية بعد الفوز علي السنغال تعطي منتخب مصر قيمة كبيرة أيضا بصرف النظر عن نتائجه.. فعندما سألوه: أي من المنتخبين المصري أو المغربي تفضل أن تواجهه في المباراة النهائية قال: منتخب المغرب.. لماذا؟.. لأنه لا يريد مقابلة منتخب مصر.. لماذا؟.. لأن المصريين »متعبون« في الأداء.. يدافعون بكل اللاعبين ويهاجمون بكل اللاعبين فيتسببون في إفقاد المنافس للتوازن. ولا يتركون منافذ للوصول إلي مرماهم.. بينما منتخب المغرب فريق قوي متميز بالمهارة والاندفاع نحو الفوز وهي مزايا يمكن مقاومتها. هذا الرأي جديد ويعكس تفردا في شخصية هذا المدرب.. كيف يختار أن يقابل فريقا يلعب علي أرضه ووسط جمهوره ويملك أسلحة متنوعة أمام المنافسين.. ولا يريد لقاء فريق »ضيف« مثله تعرض لانتقادات عديدة من أهل بيته.. بينما يتغزل فيه أفضل مدرب!.. هل هي عقدة نفسية من منتخب مصر أراد كلود أن يبتعد عنها وهو علي بعد أمتار قليلة من تحقيق إنجاز كبير للكرة في بلاده.. وعلينا أن نصدقه وهو يقول بهدوء وابتسامة خفيفة واثقة: مادمت قد وصلت إلي النهائي فلابد إذن أن أبحث بجدية عن اللقب. وكانت كبري مفاجآت البطولة قد اكتملت أركانها في الدقيقة الأخيرة ال 021 من المباراة والحكم يستعد لإطلاق صافرته مستعدا هو والفريقين لتنفيذ ركلات الترجيح. لم يصدق لاعبو الجابون أنفسهم وارتموا في أحضان بعضهم البعض، ولم يصدق المتابعون للبطولة أنفسهم أيضا واكتفوا بترديد عبارات التعجب واتهام البطولة بالجنون!.. صحيح منتخب السنغال كان المسيطر والأكثر فرصا وخطورة إلا أنه أهدر كل الفرص حتي تخيلنا انه منحوس. وأيضا تخيلنا ان منتخب الجابون محظوظ بأن يحرز الهدف القاتل في الوقت القاتل وقبلها بدقائق كان منتخب السنغال يهدر فرصة نادرة في الدقيقة 89 دفع ثمنها غاليا.