اقتحمت فرقة الكوماندوز الأمريكية المقر المحتمل لأسامة بن لادن، وأمطرت رصاصاتها في صدور كل من اعترضها وعلي رأسهم أبوأحمد الكويتي وزوجته وشقيقه. وسرعان ما انتشر أفرادها في كل المبني المكون من ثلاثة طوابق بحثاً عن هدفهم الأول الذي صنفته وكالة المخابرات المركزية سي آي إيه في خانة الأكثر عداوة للولايات المتحدة والمسئول الأول عن قتل نحو 3 آلاف من الأمريكيين في هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام2001. بعضهم اتجه إلي غرف الدور الأرضي، والآخرون صعدوا إلي الطوابق العليا بحثاً وتنقيباً عن المطلوب اعتقاله أو تصفيته .. أيهما أقرب، في كل غرفة اقتحموها والرشاشات في أيديهم. في البدء.. اصطدموا بابن أسامة بن لادن خالد فقاموا بتصفيته. وواصل رجال الفرقة الخاصة تنفيذ العمليات الأكثر خصوصية، وأكثرها صعوبة:Le Seals التابعة للبحرية الأمريكية بحثهم وتنقيبهم عن بن لادن الأب الذي لم يُعثر عليه لا في الدور الأرضي ولا في الطابقين الأول والثاني، ولم يعد أمامهم غير البحث عنه في الطابق الثالث والأخير. لم يكن في وسع ولا في استطاعة زعيم تنظيم القاعدة غير البقاء بلا حول ولا قوة داخل غرفته بعد أن فوجيء بهذا الاقتحمام الذي لم يكن يخطر علي باله أبداً مواجهة بالأمس أو اليوم أو حتي غداً. وبمجرد دخول الكوماندوز من باب الغرفة أطلقوا عليه رصاصتين. الأولي اخترقت رأسه، والثانية أصابت صدره.. فخر صريعاً علي الأرض غارقاً وملطخاً بدمائه. علي الشاشة الكبيرة في قاعة الطواريء بالبيت الأبيض، ظهر رئيس وكالة المخابرات المركزية ليون بانيتّا ليزف للرئيس الأمريكي ومن معه من المعاونين والمستشارين بشري تقول: [Geronimo EKIA] وسبق أن أوضحنا أن اسم »جيرونيمو« أطلقته وكالة المخابرات كاسم كودي علي أسامة بن لادن، وهو اسم المحارب التاريخي جيرونيمو قائد قبائل الآباش للهنود الحمر سكان أمريكا الأصليين والذي نجح في توجيه الضربات للغزاة البيض ولم يتمكنوا من الإيقاع به أو تحديد مكانه لسنوات عديدة من نهاية القرن التاسع العاشر. أما حروف كلمة EKIA فكان تفسيرها: [العدو تم تصفيته في معركة الاقتحام]. وكانت فرقة الإعدام قد اصطحبت معها طبيبا متخصصا لتحديد هوية أسامة بن لادن بإجراء اختيار بصمته النووية ومضاهاتها بالبصمة الأصلية التي لدي وكالة ال سي آي إيه عندما كان عميلاً لها في أفغانستان خلال الحرب ضد السوفييت في أفغانستان. هكذا انتهت عملية الانقضاض بنجاح كامل. فعدو أمريكا الأول تم اغتياله، ولم يتبق أمام الفرقة الخاصة سوي نقل جثة بن لادن من باكستان إلي أفغانستان، بعد أن أكد الطبيب المتخصص هويته وتطابقها بنسبة 100٪ مع بصمته النووية لديهم. الحرص الأمريكي علي نقل الجثة بعيداً عن باكستان كان بهدف حرمان تنظيم القاعدة من استخدامها أي جثمان زعيمها في الدعاية له ولها.. فيما بعد. العملية لم تستغرق وقتاً طويلاً، ورغم ذلك كان هناك قلق وتخوّف من احتمال علم أجهزة الأمن الباكستانية بها فتسارع إلي الوصول إلي المبني. وظل هذا التخوف قائماً إلي أن أقلعت المروحيات من ساحة المعركة وعلي متنها أفراد الكوماندور وبجثمان أسامة بن لادن، ووصولها فيما بعد إلي قاعدة أمريكية في أفغانستان. بعدها ببضع ساعات تم اسقاط الجثمان من فوق سطح حاملة الطائرات بكارل فينسونا إلي عمق المحيط. .. وللحديث بقية.