تعرف إني من المؤيدين للديمقراطية فكرا، ومنهجا، ووسيلة للتعبير والاختيار الحر، وتعلم أني كنت طوال عمري ومازلت أرفض الديكتاتورية، وتسلط الرأي والفكر، وبالطبع تدرك أني قضيت حياتي داعية للتخلص من جميع مظاهر الاستبداد، والانفراد بالرأي والتحكم في خلق الله بأي صورة من الصور، وتحت أي مسمي من المسميات. هكذا بدأ محاوري حديثه حول الشأن العام، وما يجري ويحدث علي الساحة السياسية المصرية، والأزمة المشتعلة الآن واختلاف الرأي وتباين الرؤي في ميادين وشوارع مصر سواء في قاهرة المعز أو غيرها من المحافظات، بطول وعرض البلاد، باعتبار أن ذلك هو حديث الساعة وكل ساعة، والشاغل الأهم، لجموع المواطنين والقاسم المشترك الأعظم في كل الأحاديث واللقاءات. واستطرد قائلا ، وانطلاقاً من هذا، وتأسيساً عليه، ومع احترامي لكل الآراء وكل الرؤي المعبرة عن القوي والفاعليات والأحزاب الموجوة في الميادين والشوارع ، والمتصارعة والمختلفة دائماً وأبداً، فإنني أرفض بشدة ذلك الأسلوب التعسفي وغير الديمقراطي، الذي يمارسه هؤلاء جميعاً لفرض رأيهم علي الآخرين ، وإرغامهم علي الأخذ بوجهة نظرهم، سواء رضوا بها، أو لم يرضوا،..، كما أرفض وبشدة إصرارهم الدائم، علي الادعاء في كل الأحوال، وفي كل قضية ، بأنهم وحدهم المعبرون عن إرادة الشعب، وأنهم وحدهم الذين يملكون الحقيقة، ويتحدثون باسم الشعب، وأن لا أحد غيرهم بطول مصر وعرضها، يملك هذا الحق، ويستحوذ علي تلك الحقيقة. وأضاف قائلاً، أرجو ألا تأخذ حديثي علي غير معناه، أو أن تضعه في غير موضعه، وتتسرع في الأخذ بتصور خاطئ تضعني فيه بأنني ضد المجموعات أو القوي والفاعليات، الموجودة في ميدان التحرير، وبعض الميادين الأخري المؤيدة لما يقولون ، والمنادية بما ينادون. قلت أخشي أن أكون قد فهمت ذلك بالفعل، حيث إن كل ما نطقت به حتي الآن يشير الي ذلك ويؤدي إليه. قال، لقد تسرعت في الحكم علي ما أقول، فأنا لست بالقطع ضد هذا، ومع ذاك، لست ضد التحرير ومع العباسية، ولست ضد العباسية ومع التحرير، كما انني لست منحازاً للإخوان والسلفيين ورافضاً لليبراليين ومجموعات اليسار، وأنا بالقطع لست ضد شباب الثورة، بل أنا مؤيد ومنحاز لكل المبادئ والأهداف السامية والنبيلة التي قامت من أجلها، في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، وأنا من الساعين بكل الجهد لدولة مدنية حديثة تقوم علي الديمقراطية والمواطنة والقانون. وقبل أن أرد بكلمة واحدة، بادرني بالقول، انني أسأل كل هؤلاء جميعاً، كيف تتحدثون عن الحرية والديمقراطية والعدالة وأنتم تتصرفون وتفعلون غير ذلك ، وتريدون إرغام الناس علي الأخذ برأيكم فقط لا غير. (ونواصل غداً إن شاء الله).