اللواء أبوبكر الجندي رئيس الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء:نظام مبارك تعامل مع تقاريرنا بعدم وعي

دراساتنا كانت تؤكد احتقان الشعب.. وأغضبت المسئولين منا رؤساء الأحزاب القديمة گانوا ديگورا.. ويريدون الآن أن يصبحوا زعماء

وجه اللواء أبوبكر الجندي رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء رسالة الي الشعب المصري.. طالب فيها اعتبار يوم الانتخابات يوم »حرب وجهاد«.. وان يصر علي الادلاء بصوته مهما كانت المعوقات.. حتي يكون مجلس الشعب مبعبرا عن ارادته.. ورسم اللواء الجندي صورة ليوم الانتخاب يسترشد بها المواطنون.. وذلك من خلال الارقام والبيانات التي تؤكد ان لجان الانتخابات سوف تشهد ازدحاما كبيرا.
واوضح في حوار »للأخبار« ان الارقام التي اصدرها الجهاز زعلت بعض المسئولين واغضبتهم.. لدرجة ان بعضهم كان »يشتمه« الا انه كان يرد عليه الشتائم لثقته فيما يصدره الجهاز من ارقام واحصائيات وبيانات.
اكد ان البيانات اشارت الي احتقان الشعب.. وعدم وجود عدالة اجتماعية وعدم مساواة.. وان هناك حوالي 0044 قرية تعاني من الفقر.. وانه نظرا لعدم وعي المسئولين بحكومة نظيف بأهمية هذه البيانات ومعكوسها.. وتردد البعض في استخدامها.. كانت القرارات بطيئة ومخيبة للآمال.. مما نتج عنه هذه الثورة العظيمة.. ورفض فكرة افلاس مصر.. وقال ان مصر اكبر من الافلاس.. ولدينا احتياطي نقدي يبلغ 22 مليار دولار وهو يغطي الواردات لمدة 6 أشهر.. واكد انه متفائل وان الاقتصاد المصري سوف ينهض رغم ما تعرض له من خسائر.. فمصر بلد ال 08 مليونا.
وقال: انا منزعج جدا من تسرع القوي السياسية وحرصها علي المصلحة الشخصية.. وتحقيق مكاسب ذاتية.. في حين ان شباب الثورة لن يحصلوا علي حقهم في الانتخابات بل اصبحوا غير ظاهرين الان.
واوضح ان الاحزاب القديمة التي كانت موجودة قبل الثورة كانوا يمارسون الكلام.. »وعملين معارضين« .. ولكنهم لم يقدروا ان يهزوا النظام السابق.. والان يريدون ان يكونوا رؤساء وزعماء.
تحدث اللواء ابوبكر الجندي في حواره بصراحة عن الاحوال السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. وهذا نص الحوار:
ماذا تعني الارقام لمصر في هذا الوقت؟
اكد اللواء ابوبكر الجندي ان الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء المصدر الرئيسي والرسمي للبيانات في مصر.. بالاضافة الي دوره في اتاحة البيانات والمعلومات الاقتصادية.
واضاف انه نظرا لما تمثله البيانات والمعلومات من اهمية قصوي لكونها ركيزة اساسية لاتخاذ القرارات التي تحكم مصائر الشعوب خاصة في الاوقات الحرجة كالازمات والكوارث.. ولذلك تبني الجهاز سياسة احصائية قائمة علي اتاحة اكبر قدر من البيانات التي تغطي جميع نواحي الحياة في مصر في التوقيتات المناسبة وعلي درجة عالية من الدقة والوضوح.. وقال انه في هذا الاطار فقد حرص الجهاز علي اصدار لاول مرة نشرة شاملة العديد من المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية التي تعكس اداء الاقتصاد المصري ومستوي الحياة الاجتماعية.. بالاضافة الي احتوائها علي عرض لبعض قضايا الساعة.
هناك من يقول ان بيانات الجهاز مشكوك فيها.. وتهدف الي خدمة النظام.. واستخدامها لتضليل الرأي العام.. فما هي دقة هذه البيانات.. وهل هناك تدخل من المسئولين لتعديلها؟
اكد اللواء الجندي ان هناك قواعد عالمية متبعة لجمع البيانات.. وهناك منهج واحد في الاحصاء يطبق في جميع دول العالم.. وبالدقة هناك 08٪ من الاعمال الاحصائية تتم بشكل واحد.. فمثلا جمع البيانات حول البطالة في مصر »الاستمارة« تتم بنفس المنهج الذي يتم في جميع الدول.. ونحن كجهاز نسير بمفاهيم راسخة مستقرة.. وتكون البيانات التي تصدرها معبرة تماما وتعكس صورة صادقة علي الواقع.. واشار الي ان الجهاز مستقل تماما.. ولا احد رقيب عليه.. ولا نستأذن احدا فيما نقوم به من عمل.. واكد انه لا يستطيع احد ان يتدخل في عمل الجهاز لتعديل الارقام سواء حكومة او غيرها.. كما اننا لا نفعل شيئا لخدمة أحد.. وقال ان هدفنا التعبير عن الواقع الحقيقي سواء كان ذلك قبل الثورة او بعدها.. صحيح ان الثورة شيء مذهل لم يتوقع.. ولكن عملنا لم يتغير سواء قبل الثورة او بعدها.
وقال صحيح ان بعض الارقام التي يصدرها الجهاز كانت بتزعل بعض المسئولين.. لدرجة ان بعضهم كان عندما يقابلني يشتمني.. واقابله تاني فأبادر واشتمه لانني متأكد من صحة الارقام التي يصدرها الجهاز.. كما ان هناك بعض الارقام كانت تضايق بعض المسئولين لكنهم لم يمارسوا اي ضغوط علي الجهاز لتغييرها.
وقال: انه في اغسطس 8002 اعلن الجهاز ان التضخم بلغ 52٪ وهو رقم مخيف ورغم ذلك تم اعلانه.. وان اكثر واحد كان يضايقه الزيادة في التضخم هو وزير المالية.. لان ذلك يؤدي الي زيادة سعر الفائدة ورغم ذلك لم نضع لهذا اي اعتبار نهائي في عملنا.. لان عملنا مهني بحت.. وبالتالي لم يحدث اي تغيير في الارقام مطلقا.
من خلال الاحصائيات والبيانات التي يصدرها الجهاز.. هل كانت هناك مؤشرات تؤكد ان هناك عدم عدالة اجتماعية وعدم مساواة.. وان الاسر الفقيرة تعاني وبها احتقان.. وكيف تعاملت الحكومة السابقة مع هذه البيانات؟
جهاز الاحصاء ينتج بياناته من خلال امكاناته الذاتية عن طريق الاستمارات والباحثين بالجهاز »مثل البطالة- التضخم- وغيرها« فنحن نعلم جيدا كيف تنفق الأسر دخلها سواء في شراب او مأكل او ذهبت للطبيب او المستشفي.. ونعلم كيف ننفق علي التعليم والفسح.. كل نواحي الانفاق نعرفها.. بل نعرف كيف تصرف دخلك علي المواصلات وغيرها.. وبحث الدخل والانفاق حدد ان هناك 0044 قرية في مصر تعيش الاسر فيها تحت خط الفقر.. فهناك 65.12٪ من اجمالي الاسر فقيرة.. منها 06٪ في الوجه القبلي.. و7٪ في القاهرة.. وقدمنا هذه البيانات للمسئولين السابقين.. فطلب منا تحديد اكثر ألف قرية فقيرة وتم ذلك بالفعل.. وبناء عليه جاء مشروع تنمية الف قرية.. وقال ان هناك مسئولين كانوا يستخدمون هذه البيانات خاصة في مجال الابنية التعليمية لمعرفة عدد المدارس المطلوب انشاؤها وعدد الفصول.. كما ان البنك المركزي يحدد سعر الفائدة في البنوك بناء علي البيانات التي نصدرها.. والدعم للاسر الفقيرة ايضا يرتبط بما نعلنه من بيانات.
الحقيقة ان البيانات كانت تستخدم.. ولكن ليس بالقدر المطلوب.. لان بعض المسئولين لم يكن لديهم وعي باهمية هذه البيانات ومعكوسها.. كما ان منهم من كان يشكك في صنعها وبالتالي كان يتأخر في اتخاذ القرار المناسب للجوء لجهات اخري لاجراء ابحاثها.
واكد اننا اوضحنا من خلال البيانات ان هناك عدم عدالة اجتماعية وعدم مساواة.. فمثلا 08٪ من الانتاج الصناعي يتركز في القاهرة والاسكندرية مما نتج هذه العشوائيات الكثيرة في المحافظتين.. ونظرا لعدم وعي المسئولين باهمية هذه البيانات جاءت ثورة مصر العظيمة.
هل تأثر الاقتصاد المصري بعد الثورة؟ والي اي مدي؟
قال اللواء الجندي: ان هناك بعض الانشطة الاقتصادية تأثرت بعد الثورة فمثلا السياحة تأثرت بالسلب بنسبة 04٪.. وقد بلغت خسائرها خلال الاسبوع الاخير من يناير مليار جنيه.. كما ان نشاط التشييد والبناء تأثر بنسبة 03٪ بالسلب ايضا.. وايضا لمصانع تأثرت بنسبة كبيرة.. وذلك بسبب ما تشهده من اضرابات العمال وعدم الامن والسرقة.. مما اثر علي الانتاج.
الا ان دخل قناة السويس تحسنت بنسبة 21٪ وتحويلات المصريين في الخارج زادت بنسبة 5٪.. كما ان الصادرات تأثرت في الاربعة اشهر الاولي من قيام الثورة.. ولكنها منذ شهر يونيو الماضي شهدت تحسنا كبيرا.
واضاف ان الاستثمار المباشر تأثر بنسبة كبيرة ففي الربع الاخير من السنة المالية 0102/1102 بلغ حجم الاستثمار المباشر 99 مليون دولار.. في حين كان في الربع المماثل للعام السابق 2632 مليون دولار.. ويترتب علي ذلك فقد فرص عمل.. حتي اصبح لدينا 3٪ زيادة في البطالة.
وقال: ان الاستثمار الخارجي المباشر الآن صفر.. واكد انه من الضروري ان الفترة الانتقالية تختضر حتي يعود الاستثمار والعمل.
واشار ان التشتت السياسي والفرق الكثيرة التي تريد مصلحتها لا تنظر الي تقليل فترة المرحلة الانتقالية وهذا اخطر شيء علي الاستثمار وبالتالي علي الاقتصاد.. واوضح انه رغم ذلك فأنا متفائل جدا لنهوض الاقتصاد وعودته بقوة.. وذلك بعد ان نصل الي دولة المؤسسات.. وبعد انتخاب الرئيس والانتخابات البرلمانية.. واتوقع ان تضع مصر نفسها علي الطريق الصحيح للوصول الي الحرية والعدالة الاجتماعية التي نتمناها جميعا.. وقامت من اجلها الثورة خلال 5 سنوات.
هل ساهمت الحكومات بعد الثورة بسياستها الخاطئة في التأثير علي الاقتصاد؟
هناك بعض المسئولين ساهموا في ذلك بتعشيم المواطنين خاصة الشباب في التوظيف واطلاق وعود غير مبررة وذلك دون وجود موارد حقيقية.. فكانت المطالب تزيد والموارد تقل.. مما اثر علي الاقتصاد بالسلب.
وطالب اللواء الجندي من الشعب ان يكون لديه وعي وان يعير قليلا »ما هو صبر 03 سنة« حتي نحصل جميعا علي مصر التي نحلم بها.
واكد ان ثقتي كبيرة في النهوض بالاقتصاد لاننا سوق 08 مليونا.. فأي مستثمر يرغب في عمل مشاريع لدينا.. فمصر سوق كبيرة واعدة تحقق رغبة المستثمرين ويتمني العمل بها.
وعلينا ان نعلم النشء صح ونهتم بصحتهم لانهم هم الثروة فيجب ان نهتم بالتعليم وأن نزيد من وعي المواطنين ومن احترامهم لقيمة العمل مع نظام جديد نتفق فيه ونثق فيهم.. وقال: ان الاقتصاد المصري ليس علي حافة الافلاس.. ولكنه سيعود.. فهناك صناعات لم تتأثر بالثورة علي الاطلاق.. والاحتياطي النقدي الذي اصبح 22 مليار دولار يغطي واردتنا لمدة 6 شهور.. اننا اكبر من الافلاس الكثير.. وعلينا ان نعمل بجد ونؤجل مطالبنا الفئوية.
بعد مرور أكثر من 9 شهور علي الثورة.. كيف تري الانتخابات القادمة؟
قال: ان الناخبين حوالي 05 مليونا مقابل 35 ألف لجنة فرعية.. اي ان اللجنة فيها حوالي الف ناخب.. ولذلك اتوقع ان يكون هناك ازدحام شديد علي اللجان.. مما يجعل البعض يتراجع عن الادلاء بصوته.. وبالتالي فإن النتيجة لن تكون معبرة عن المصريين.. وانما سوف تعبر عن فئة منظمة من المصريين.
ووجه اللواء ابوبكر الجندي رسالة للمواطنين.. طالبهم فيها باعتبار يوم الانتخابات يوم حرب وجهاد.. وان علي كل مواطن ان ينزل للادلاء بصوته.. ويصر علي ذلك.. وان يعمل بحسابه انه سوف ينتظر في الطابور 4 ساعات.. ورغم ذلك يصر علي الادلاء بصوته.. وعليه ان يذهب الي اللجنة ويقف دون احتكاكات تؤدي الي مشاكل.. حتي نحصل علي مجلس وبرلمان يعبر عن المصريين بصدق.
ورسم اللواء الجندي صورة استرشادية ليوم الانتخابات قال: اللجان زحمة والناس عليها ان تضع اعصابها في ثلاجة حتي يأتي دوره. وعليها ان تجاهد في سبيل الادلاء بصوتها.. فاذا التزم المواطن بذلك سيأتي المجلس معبرا عن ارادة الشعب.
وقال: ان كل مواطن يجب عليه ان يبحث ويسأل عمن يعطيه صوته وهو النائب الذي سيناقش الميزانية ويهتم بالصحة والتعليم.. وليس لمن يعطي كيس لحمة او فلوس.. وعموما فالديمقراطية لن تأتي مرة واحدة ولكن تأتي بالتدريج.
واكد.. انني متأكد من نزاهة الانتخابات وعدم تزويرها لان الجيش سيطر عليها وكل مقومات النزاهة متوافرة.. وان الديمقراطية تعني ان مجلس الشعب يكون معبرا عن المواطنين.. ولكن اذا لم يحضر المواطنون للتصويت.. فلن تكون هناك ديمقراطية.. لان المجلس لن يكون معبرا عن الشعب.
وقال: انا منزعج وزعلان جدا.. لان هناك شبابا قام بالثورة وندين لهم بالفضل.. فهم مكسب لا يقدر بثمن.. وهناك شهداء قدموا ارواحهم من اجل التغيير.. وكنت انتظر ان يؤدي ذلك الي توازن في القوي السياسية.. الا ان هناك تيارا اسلاميا سياسيا.. في المقابل عدة تيارات وجهات ليبرالية ومدنية غير موجودة.. وكنت اتمني ان يجد الناخب قائمتين احداهما اسلامية والاخري تضم باقي التيارات.. ولكن للاسف الشديد صعبنا المهمة علي الشعب نتيجة مشروع القوي السياسية وحرصها علي المصلحة الشخصية.. فلدينا الآن 45 حزبا بعد ان كان لدينا حزب واحد.. وكانت باقي الاحزاب تتكلم في السابق.. وعاملة انها معارضة.. الا انها لم تقدر ان تهز النظام السابق والان يريدون ان يكونوا رؤساء وزعماء.
وقال: ان جميع القوي السياسية الآن تتسرع المكاسب الذاتية المحدودة.. وهي انانية سياسية لان كل واحد لا يريد ان يتنازل للآخر.. واتوقع ان المجلس القادم سوف يعبر عن هذه الحقيقة.. فالشباب الذين قاموا بالتغيير لن يحصلوا علي حقهم وغير ظاهرين الآن.. واكد انه لا يتخوف من الاسلاميين لانهم لن يمسكوا السلطة في مصر.. فهم سوف يشكلون اكبر قوة لها عدد في البرلمان ولكن ليسوا الاغلبية.
وعموما فانا لست متخوفا من الاخوان لان لديهم ذكاء وتخطيطا سليما وفكر منضبطا.. ويعرفون مصلحة البلد.. ولكني اتخوف ممن لهم افكار ترتد بالبلد الي القرون الوسطي.. وسوف يرتدون بالبلد الي القرون الوسطي.. ولكن قناعتي اننا لو ذهبنا الي الصناديق فلن يكون هناك اي تخوف وان المواطن سوف يختار المناسب والاصلح.
أعلنتم عدد الوفيات اثناء الثورة.. فهل هذه الارقام صحيحة؟
قال اللواء الجندي: ان في مصر حوالي 0054 مكتب صحي.. وان كل مكتب يرسل للجهاز استمارة اسبوعية بحالات الوفاة وسببها.. والتي تكون في حوالي 09٪ من حالات الوفاة هبوط في الدورة الدموية.. وانه من خلال هذه الاستمارات وجدنا انه خلال الفترة من 82 يناير الي 11 فبرابر.. ان هناك 002 شخص توفي بسبب طلق ناري وذلك في معظم المحافظات.. وكان اغلبهم في القاهرة خاصة في قسمي السيدة زينب »مشرحة زينهم« وقصر النيل »ميدان التحرير«.. ووجدنا ان هناك 06 حالة وفاة اثناء المظاهرات معظمها في القاهرة وعدد بسيط في الاسكندرية والسويس.. حيث سجل بالاستمارة ان سبب الوفاة عنف اثناء المظاهرات.. وهذه هي حقيقة الارقام التي اعلنها عن عدد الشهداء خلال المظاهرات.. واضاف انه يمكن ان يكون هناك حالات كثيرة مؤقتا اثناء المظاهرات وسجل امامها الطبيب ان الوفاة بسبب هبوط الدورة الدموية وبالتالي فإننا لم نسجلها.. لان كل ما سجلناه هو ما كتب ان الوفاة بسبب طلق ناري او اثناء عنف في المظاهرات فقط.