ليس بالضرورة أن نمر بجميع مراحل اختراع العجلة ، المطلوب ان نبدأ من المرحلة التي انتهي إليها الآخرون ، وبعد ذلك نضيف البصمة المصرية، كلام ينسحب ، في رأيي علي كل شيء ، بداية من أعقد الإبتكارات العلمية، وانتهاء بما نمر به هذه الأيام ، ومنذ اطيح بمبارك . الحاصل هو أننا نخترع العجلة من جديد ، نريد أن نمر بكل التجارب التي مرت بها البلدان التي ثارت ، ثم استقر مركبها ، فأين الميراث الإنساني في التجارب ، ونحن الآن نعيش في عالم هو في حقيقة الأمر قرية إعلامية ،حدودها عند أطراف اصابعك . كان ذلك حاضرا في ذهني علي مدار الأسبوع الفائت ، حيث اتيح لي الإلتقاء بشخصيات سياسية وثقافية ، وإجتماعية تركية علي هامش دعوة مصركضيف شرف معرض إسطنبول الدولي للكتاب ، ففي أعينهم رأيت عظمة ما صنعنا ، ورأيت وسمعت قلقهم علي الإنجاز الذي تم ، فهم يعولون علي مصر الكثير ، باعتبارها مفتاح العالم العربي ، كما قال لي مستشار الرئيس التركي لشئون الشرق الأوسط . ورغم ذلك فعندما سألته عن رأيه في دعاوي البعض بنقل التجربة التركية الناجحة الي مصر ، كان رده بأنه ينصح المصريين بألا يستوردوا تجربة جاهزة من الخارج ،فكل مجتمع له خصوصيته ، والأولي كما صنع المصريون ثورة فريدة ، أن يعيدوا أيضا بناء دولته الحضارية والديموقراطية مختومة بالختم المصري . واليوم تخرج الآلاف في مليونية جديدة داعية الي إلزام المجلس العسكري بجدول زمني لتسليم السلطة وانتخابات الرئاسة وبحد أقصي الربع الأول من العام المقبل ، وأنا اضع يدي علي قلبي من ظهور " اللهو الخفي " الذي يخرج من تحت الأرض ، ويفعل الأفاعيل ثم يختفي .. فقط احذر.