«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصر حطمت مشروعات خلافته الواهية فنالت القدر الأكبر من جنونه ..إردوغان الديكتاتور الذي فقد عقله !
نشر في الأخبار يوم 20 - 06 - 2019

سيدخل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التاريخ، لكن المؤكد أنه سيدخله من نفس الباب الذي سبقه إليه هولاكو وجانكيز خان، وحسن الصباح مؤسس جماعة الحشاشين في القرون الوسطي، وفي العصر الحديث هتلر وموسوليني، فعلي خطي هؤلاء يسير أردوغان من أجل إقامة إمبراطوريته الواهية علي أنقاض الدول الأخري، وعبر وسائل رخيصة ومدمرة للشعوب والأوطان.
يرفع شعارات الديمقراطية والعدالة.. وجرائمه في تركيا والمنطقة تكشف أكاذيبه
اعتقل أكثر من نصف مليون شخص وعزل عشرات الآلاف من وظائفهم دون سند قانوني
»الإخوان»‬ مجرد أداة لإحياء إمبراطوريته العثمانية ومساعدته في اختراق الدول العربية
حاكم أنقرة فتح بلاده لمنصات التحريض الإخوانية وأغلق القنوات والصحف التركية وسجن صحفييها
يزعم دعمه للقضية الفلسطينية.. والعلاقات مع إسرائيل في عهده تشهد ازدهارا تاريخيا
لا يكف أردوغان منذ ظهوره إلي الساحة السياسية في تركيا عن ترديد شعارات عن الديمقراطية والعدالة، هو أول ما يكفر بها، وتبدو دائما أفعاله أصدق كثيرا من كلماته، فبينما هو يتحدث كثيرا عن الديمقراطية، فإنه لا يتورع عن اعتقال مئات الآلاف بتهم واهية، ويعزل عشرات الآلاف من القضاة والإعلاميين وأساتذة الجامعات دون سند من القانون، فقط ليحكم هيمنته علي الدولة، ويرسخ نهجه الديكتاتوري في السيطرة علي كل مفاصل الدولة.
وبينما كان يرفع »‬الخليفة المزعوم» شعار »‬صفر مشاكل» في علاقاته مع الدول المجاورة، إذا به يشعل الأزمات والصراعات، ويتبني رعاية التنظيمات الإرهابية، ويتورط في كل مشاكل المنطقة، سعيا منه لتعويض فشله في الانضمام إلي الاتحاد الأوروبي عبر حلم واهٍ بإقامة إمبراطوريته »‬العثمانية الجديدة».
ولأن مصر هي الحصن الذي وقف في وجه أطماعه، وهي الصخرة التي تحطمت عليها كل مشروعات الهيمنة الأردوغانية علي المنطقة، عبر استعماله جماعة »‬الإخوان» الإرهابية، فقد نالت مصر النصيب الأوفي من بذاءات أردوغان، وتحولت إلي هدف دائم لأعماله التآمرية، وسياساته العدوانية، لكن مصر حافظت علي أقصي درجات ضبط النفس، والتزمت بالعقلانية في التعامل مع مثل تلك الاستفزازات الأردوغانية، وواصلت طريقها نحو إعادة بناء نفسها، متجاوزة كل العقبات التي توضع في طريقها، ومنها ما مؤامرات أردوغان والإخوان المستمرة، وهو ما تسبب في تفجير غضب »‬الخليفة المزعوم» وجماعته الإرهابية، وفقدانهم لعقولهم.
شعارات زائفة
يتعجب كثير من المراقبين من ذلك التحول الذي انتاب السياسة التركية في عهد أردوغان، من سياسة ترفع شعارات العلمانية والديمقراطية وتسعي إلي الانضمام إلي الاتحاد الأوروبي، وتصفية كل المشكلات التاريخية مع جيرانه، إلي دولة تتبع-داخليا-كل أساليب الدول الديكتاتورية القمعية في اعتقال كل من تتصور أنه يعارضها، وعزل الآلاف من وظائفهم وتشريدهم دون أي سند قانوني سوي أوهام وادعاءات باطلة بمحاولة الخروج علي السلطة الفاشية، كما تحولت-خارجيا-إلي محور شر حقيقي، فهي راعية للإرهاب، ومتورطة في كل صراعات المنطقة، وطرف أصيل في كل أزماتها، وبدلا من أن تلتزم الحكومة التركية بشعاراتها التي تتحدث عن مكانتها الإسلامية، إذا بها تشارك في سفك دماء مئات الآلاف من المسلمين في سوريا وغيرها، وإعلان حرب دامية علي المسلمين الأكراد، وتشريد الملايين من الأبرياء، فضلا عن الرعاية التركية لتنظيمات إرهابية هي أخطر علي الإسلام من أعدائه، وقد تسببت جرائم تلك التنظيمات في إطلاق موجة غير مسبوقة من العداء للإسلام والمسلمين في العالم.. ولعل السبب الوحيد الذي يجمع كل الباحثين والمراقبين للشأن التركي علي أنه السبب الحقيقي وراء ذلك التحول المثير والغريب في السياسة التركية هو »‬جنون العظمة» الذي أصاب أردوغان وجعله يسعي من أجل بناء إمبراطوريته العثمانية الجديدة، حتي ولو كان ذلك علي أنقاض المنطقة كلها، ولو أسال دماء شعوبها، المهم أن يتحقق حلمه الزائف بأي ثمن!
وبقدر ما كانت ثورات ما سمي ب»الربيع العربي» نقطة تحول مأساوية في تاريخ المنطقة، كانت نقطة تحول في تاريخ تركيا وفي أطماع أردوغان، ففي ظل الصعوبات التي واجهت تركيا لتحقيق مساعيها بالانضمام إلي الاتحاد الأووربي، ورغم جميع التنازلات التي قدمتها أنقرة من أجل تحقيق هذا الهدف، إلا أنه بات من الواضح أن مسألة الانضمام التركي إلي أوروبا باتت أصعب ما تكون، ومع صعود تيارات الإسلام السياسي في المنطقة في 2011، وجد أردوغان الفرصة سانحة لتعويض فشله الأوروبي، ومحاولة إعادة أمجاد امبراطوريته العثمانية، وكانت جماعة »‬الإخوان» في مصر وتونس وليبيا وسوريا هي الجواد الذي ركبه ليستعيد سطوة تلك الإمبراطورية البائدة، وبدت قيادات تلك الجماعة سواء قبل الوصول إلي الرئاسة أو بعدها كتابعين أو تلاميذ في المدرسة الأردوغانية، وبدأ حاكم أنقرة يتعامل معهم بالفعل كولاة له في سلطنته المختلقة، لكن الحلم-أو بالأحري-الوهم لم يستمر طويلا، وأدركت الشعوب سريعا حجم الفخ الذي يعد لها، فكانت الانتفاضات التي أعادت الأمور إلي نصابها مرة أخري، ومثلما كانت مصر الصيد الكبير في 2011، تحولت إلي الصخرة الصلبة التي تفتت عليها المشروع الإخواني-الأردوغاني، وكانت ثورة 30 يونيو 2013 إعلانا صريحا لنهاية ذلك المشروع، لكنها أيضا كانت بداية لجنون أردوغاني من نوع آخر، فقد أصيب حاكم أنقرة بلوثة عقلية اسمها مصر، فلا يكاد يمر يوم أو مناسبة دون أن تلح عليه، فيصيبها من بذاءاته الكثير، فضلا عن التآمر المكشوف بتصدير الإرهابيين إلي أراضيها، واستضافة إرهابيين آخرين علي الأراضي التركية، وتحويل بلاده إلي منصة تحريض علني ضد مصر وشعبها وقياداتها.
ذروة الجنون الأردوغاني
وكانت ذروة الجنون الأردوغاني بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في 2016، والتي تبدو كل المؤشرات أنها لم تكن فاشلة بقدر ما كانت مفتعلة لتبرير موجة القمع غير المسبوقة في التاريخ التركي، حتي في أصعب مراحله، وأحلك فتراته، وتحول أردوغان بعد تلك الأحداث إلي »‬ديكتاتور حقيقي» يحطم كل ما زعم يوما أنه شارك في بنائه، فبحسب تقارير إعلامية تركية نقلت عن وزير داخلية تركيا، سليمان صويلو، إعلانه أن عدد من تم اعتقالهم بشبهة الانتماء إلي حركة الخدمة منذ 2016 بلغ 511 ألف شخص، كما أن 30 ألفًا و821 شخصا محبوسون حاليا في هذا الإطار، فيما تم فصل 38 ألفا و578 من العاملين بالوزارات وإبعاد 5 آلاف و679 آخرين عن مناصبهم، إضافة إلي حبس جزء من المفصولين من بينهم 11 ألف عنصر أمن و4 آلاف و159 من قوات الدرك و348 من قوات خفر السواحل.. كما صدرت مذكرات اعتقال بحق 22 ألف شخص آخرين، بينهم 2060 شخصا من القصر دون سن 18 عاما.
وفي وقت سابق، أعد المقرر الخاص للتعذيب وسوء المعاملة بالأمم المتحدة نيلس ميلزر تقريراً ضم 21 صفحة بشأن الزيارات التي أجراها إلي تركيا في الفترة بين 27 نوفمبر وحتي ديسمبر عام 2017. وتضمن التقرير أن السلطات التركية فصلت نحو 100 ألف موظف حكومي وحبست أكثر من 40 ألف شخص، بينهم عسكريون ورجال شرطة وأطباء وقضاة ومدعو عموم ومحامون وصحفيون وحقوقيون، مؤكدا علي استمرار الاعتقالات في تركيا.
وبينما فتح أردوغان الباب علي مصراعيه لوسائل الإعلام الإخوانية لتمارس حرب التضليل والأكاذيب والشائعات ضد مصر وشعبها وقياداتها، لم يكن الإعلام التركي يتلقي نفس ذلك العطف الإردوغاني، ففي تقرير أعده مركز نسمات للدراسات الاجتماعية في تركيا، أفاد أن المعتقلين من الصحفيين الأتراك في السجون يتعرضون لأنواع متعددة من التنكيل والإساءة والتعذيب والانتهاك البدني والنفسي، حيث اشتكي العديد منهم من الضرب والتعذيب، كما اشتكت صحافيات من التحرش الجنسي.
التقرير كشف أيضا أن نظام إردوغان أغلق 189 وسيلة إعلامية مختلفة، منها 5 وكالات أنباء، 62 جريدة، 19 مجلة، 14 محطة راديو، 29 قناة تليفزيونية، 29 دارًا للنشر، هذا فضلاً عن كثير من القنوات والإذاعات الكردية واليسارية والعلوية المستقلة، بخلاف حجب 127 ألف موقع إلكتروني، و94 ألف مدونة علي شبكة الإنترنت.
الغريب والمريب أن منصات التحريض الإخوانية الإعلامية والإلكترونية تجدها تقيم الدنيا ولا تقعدها أمام ما تسميه حالات »‬اختفاء قسري»، وهي الحالات التي ثبت لاحقا انضمام عناصرها إلي تنظيمات داعش في سوريا وليبيا، ووفاة بعضهم خلال القتال مع التنظيم الإرهابي، لكنها تغض الطرف عن أي حديث عن ممارسات أردوغان، وبينما يجري الاحتفاء بأي تقرير تافه تصدره أية منظمة حقوقية أجنبية، وكثير منها مأجور وتقارير مدفوعة الأجر، تتجاهل تلك المنصات الإخوانية الحديث عن تقارير دولية صادرة عن الأمم المتحدة تنتقد فيه الجرائم الأردوغانية، فالحق في عرف جماعة »‬الإخوان» ومناصريها ليس سوي لعبة وسلاح يشهر في وجه الخصوم، بينما يغمد من أجل الأصدقاء والممولين!!
بل وحتي الديمقراطية التي طالما تغني بها أردوغان ودراويشه من أبناء »‬الإخوان» ومناصريها لم تستطع الصمود أمام الجنون الأردوغاني غير المسبوق، ففي الانتخابات المحلية الأخيرة، والتي شهدت خسائر متلاحقة ل»السلطان الزائف» وحزبه بما يكشف غضب الأتراك وضيقهم بممارساته.
صناعة الإرهاب
وإذا كانت تركيا قد رفعت قبل سنوات شعار »‬صفر مشاكل» لتبدي رغبتها في إنهاء مشاكلها التاريخية مع جيرانها، سواء في الشطر الأسيوي أو الأوروبي من أراضيها، إلا السياسات التي اتبعها أردوغان، وخصوصا في مرحلة لوثته السلطانية، جعلت من ذلك الشعار »‬صفر مشاكل» مدعاة للسخرية، فلا توجد دولة تورطت في أزمات المنطقة، وأشعلت الصراعات في أطرافها وفي قلبها مثل تركيا، ولا يوجد حاكم تسبب في إسالة الدماء وتشريد الملايين من أبناء العرب والأكراد، وتحويل بعض بلدان المنطقة العربية إلي ساحات لحروب أهلية أو معسكرات لاجئين مثل السلطان المزعوم أردوغان.
والغريب أن الرجل الذي بدأ عهده بمساعٍ جادة من أجل الانضمام إلي أوروبا، وقدم نفسه كأداة فعالة في التصدي للجماعات المتشددة وصمام أمان لأوروبا ضد تسلل تلك التنظيمات علي أراضيها، تحول في غضون سنوات معدودة إلي أكبر راعٍ للإرهاب في العالم، فكانت تركيا هي المعبر الآمن لعناصر تنظيم »‬داعش» سواء من اوروبا للانضمام إلي القتال تحت راية التنظيم الإرهابي الأخطر في تاريخ العالم في سوريا والعراق، فتركيا كانت معبرا لأكثر من 13 ألف إرهابي أجنبي إلي سوريا، وهذا الرقم أكده بان كي مون السكرتير العام السابق للأمم المتحدة في جلسة مجلس الأمن لمحاربة الإرهاب، كما كانت الأراضي التركية معبرا لهذه العناصر ولقيادات التنظيم لتتلقي العلاج ولتسافر إلي مناطق أخري بالعالم، ومنها سيناء وليبيا من أجل أن تشيع الخراب في تلك المناطق لخدمة أغراض »‬السلطان».
وما بين الذاهبين والقادمين من عناصر داعش عبر الأراضي التركية كانت تصحبهم في كل مرة خطوط غير متناهية من الإمدادات والمساعدات والمعدات العسكرية لتعينهم في حربهم »‬القذرة»، وهناك الكثير من الوقائع الموثقة التي تؤكد ذلك التعاون، ومنها عملية تحرير الرهائن الأتراك لدي »‬داعش» عام 2014، فقد أشارت الكثير من التقارير إلي أن إردوغان وافق علي عملية مقايضة قدم بموجبها 49 دبابة وكميات كبيرة من الذخائر في مقابل الإفراج عن »‬49» رهينة تركية كانوا محتجزين لدي »‬داعش»، وأمام طوفان الاتهامات التي ساقتها الصحف التركية والعالمية لإردوغان، وبعد بث شريط مصور يظهر فيه قطار تركي يحمل دبابات وذخائر قيل إنها أرسلت إلي »‬داعش»، لم يتردد إردوغان في القول: »‬وحتي وإن حصلت مقايضة المهم بالنسبة لنا هو إطلاق سراح الرهائن»!!
وقد وصلت أصداء ذلك التعاون المشبوه بين حكومة اردوغان وبين التنظيمات الإرهابية إلي العديد من الصحف ووسائل الإعلام العالمية، فعلي سبيل المثال كشف الصحفي التركي عبد الله بوزكورت في دورية التحقيقات الصادرة من مركز ستوكهولم للحرية أن »‬مئات من تسجيلات التنصت السرية التي تم الحصول عليها من مصادر خاصة في العاصمة التركية أنقرة تكشف كيف أن حكومة أردوغان مكنت-بل وسهلت-حركة المقاتلين الأجانب والأتراك عبر الحدود التركية إلي سوريا للقتال إلي جانب تنظيم داعش الإرهابي».
وتشير الوثائق السرية، التي كشف عنها بوزكورت ونشرتها »‬كاليفورنيا كورييرThe »‬alifornia »‬ourier »‬ إلي »‬وجود اتفاق ضمني بين »‬داعش» ومسئولين أمنيين أتراك بموجبه تم السماح للمهربين بالعمل في حرية علي جانبي مسافة بلغت 822 كيلومترا من الحدود التركية-السورية دون أي تداعيات من جانب حكومة أردوغان. كما أتاح الاتفاق لداعش تشغيل خطوط إمداد لوجيستية عبر الحدود ونقل المقاتلين الجرحي إلي تركيا لتلقي العلاج الطبي.
ووصل الأمر إلي حد معاقبة العديد من ضباط الأجهزة الأمنية التركية وأعضاء بالنيابة العامة لأنهم قاموا بضبط إحدي القوافل التي كانت متوجهة إلي تنظيم »‬داعش» وتم التعتيم علي القضية لاحتواء الفضيحة التي تكشف حقيقة الزعيم الحقيقي للتنظيم، وأنه لم يكن أبو بكر البغدادي، بقدر ما كان أردوغان نفسه، فقد حقق التنظيم الإرهابي كل أغراض الخليفة المزعوم في استهداف وتدمير سوريا، وتمكينه من التمدد في الأراضي العربية.
الخليفة الفاسد
وحتي المجال الاقتصادي الذي كان دائما مجال فخر لحزب أردوغان، لما حققه من نجاحات دفعت بالاقتصاد التركي خطوات إلي الأمام، تسببت السياسات الأردوغانية في تهديد تلك النجاحات، فعاني الاقتصاد التركي بسبب تدخلات اردوغان المتكررة وغير المحسوبة، ودفع ثمن مغامراته الخارجية، فتهاوت أسعار الليرة التركية، وعانت الكثير من القطاعات الاقتصادية نتيجة إصرار أردوغان علي تعيين صهره بيرات البيرق، وزيرًا للمالية دون أن تكون له أية خبرات أو مؤهلات تمكنه من تولي هذا المنصب الرفيع، وهو ما بدا واضحا من عجز كبير في احتواء أزمة تهاوي أسعار الليرة التركية وعدم قدرته علي احتواء الأزمة.
صديق حميم لإسرائيل
وجه آخر للنفاق التركي الأردوغاني يتجلي بوضوح في العلاقات التركية الإسرائيلية التي وصلت أقصي مراحل ازدهارها في عهد الخليفة المزعوم، فعلي الرغم من الشعارات التي يرفعها أردوغان والمواقف التي يتاجر بها ليحاول تضليل البسطاء وإقناعهم بدعمه للقضية الفلسطينية، إلا أن حقائق الواقع تشير إلي أن ما يجري في العلن شيء، وما يدور في الكواليس شيء آخر.
فرغم أن العلاقات الرسمية التركية الإسرائيلية بدأت في مارس عام 1949، وأصبحت تركيا أول دولة ذات أغلبية مسلمة تعترف بإسرائيل كوطن قومي لليهود علي حساب الفلسطينيين، إلا أن أردوغان استطاع أن يصل بتلك العلاقات إلي مستويات متطورة اقتصاديا وعسكريا، في وقت يحاول فيه تصوير نفسه علي أنه يدعم حقوق الشعب الفلسطيني، فتركيا الأردوغانية تجمعها علاقات اقتصادية وعسكرية وسياحية هي الأقوي مع الاحتلال الإسرائيلي.
ولم يقتصر تعاون أردوغان مع الاحتلال الإسرائيلي علي الاتفاقيات السابقة لينقل العلاقة مع تل أبيب إلي مرحلة »‬الاستراتيجية»، فتركيا هي ثاني دولة بعد الولايات المتحدة تحتضن أكبر مصانع أسلحة للجيش الإسرائيلي، ومنذ سنوات فضح وزير الاستخبارات والمواصلات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في حديثه لصحيفة »‬معاريف» الإسرائيلية ازدواجية أردوغان عندما أشار إلي أنهم في إسرائيل لا يأبهون لعنتريات أردوغان ضدهم خلال وسائل الإعلام، طالما أنها لا تمنعه من جعل حجم التجارة عبر ميناء حيفا الإسرائيلي نحو 25% من تجارة تركيا مع دول الخليج العربي.
كما أن شركات الطيران التركية تعد أكبر ناقل الجوي من وإلي إسرائيل، التي تعتبر واحدة من أهم 5 أسواق تسوّق فيها تركيا بضائعها، حيث بلغت المبادلات التجارية بين البلدين في عام 2016 أكثر من 4.2 مليار دولار لترتفع بنسبة 14% في العام 2017، ففي الربع الأول من 2017 ارتفعت الصادرات التركية إلي إسرائيل بنسبة 20% في حين أن الصادرات الإسرائيلية إلي تركيا ارتفعت بنسبة 45%.
ووصل التبادل التجاري بين إسرائيل وتركيا إلي 3.9 مليار دولار سنويا، ويسعي المسئولون الإسرائيليون والأتراك لزيادته إلي 10 مليارات دولار في غضون السنوات الخمس المقبلة.
يرفع شعارات حماية الإسلام ويشارك
في سفك دماء وتشريد ملايين المسلمين في سوريا والعراق وليبيا
الصادرات الإسرائيلية
إلي تركيا ارتفعت في عهده بنسبة 45%.. وطيرانه أكبر ناقل من وإلي
تل أبيب


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.