الحمد لله أن تزامن عيد الأضحي المبارك مع بدء فترة الدعاية استعداداً للانتخابات المرتقبة لمجلس الشعب.. أكل الفقراء ومحدودو الدخل اللحوم »ببلاش« وبكميات يصعب حصرها أو تقدير قيمتها بعدما تنافس المرشحون علي توزيعها في كل مكان بالمناطق الشعبية والعشوائية.. تفوق الأحزاب الاسلامية كان واضحا وانتشرت لافتاتها التي تحدد أماكن شوادر توزيع اللحوم في كل الأحياء.. وهي مبادرة طيبة بلا شك نتمني أن تتواصل طوال العام ولا تقتصر علي فترة الانتخابات فقط وإلا دخلت ضمن محاولات شراء الأصوات ! صلاة العيد كانت أيضاً مجالا للمنافسة بين الأحزاب التي تسابقت في تجهيز الساحات لاستقبال أكبر عدد من المصلين.. وتصدرت الأحزاب الاسلامية المشهد أيضا فجاءت الصلاة بطعم السياسة وفرضت ثورة 52 يناير نفسها من خلال خطبة العيد التي ركز الخطباء فيها علي ضرورة توحيد الصف لاستكمال تحقيق مطالب الثورة.. وارتفعت الهتافات الانتخابية واختلطت بتكبيرات الصلاة. وتباري مرشحو الأحزاب والمستقلون في توزيع الهدايا والمنشورات والبرامج الانتخابية.. وابتكر حزب النور اسلوبا جديداً لضمان حضور المواطنين مؤتمراته الانتخابية حيث وزع أسئلة مسابقة دعا الناخبين للاجابة عنها عبر الانترنت علي أن تعلن النتيجة وتوزع الجوائز في مؤتمر الحزب ! الأيام القادمة ستشهد انتشاراً أكبر للمرشحين بين الناس وتنافسا غير مسبوق علي تلبية طلباتهم وحل مشاكلهم وسنفاجأ كل يوم بطريقة جديدة للوصول إلي الناخبين ودعوتهم لمناقشة البرامج الانتخابية. المهم أن تتسم المعركة الانتخابية بالمنافسة الشريفة بعيداً عن العصبية والقبلية وأعمال العنف وأن يعلي جميع المرشحين مصلحة مصر فوق أي شيء آخر وأن يختار الناخبون القائمة أو المرشح الأصلح بعيداً عن أية اغراءات مادية حتي تفرز الانتخابات برلمانا قويا يمثل كل فئات وطبقات الشعب ويعبر عن كل ألوان الطيف السياسي.. ثقتي في الناخبين كبيرة ألا يبيعوا أصواتهم لمن يقول.. صوتك.. بكيلو »لحمة« !