هل كان عبدالباسط المقرحي هو المسئول الأوحد عن تفجير طائرة الركاب الأمريكية ومقتل كل ركابها؟ لا.. فكثيرون شككوا في هذا الحكم الذي أصدرته المحكمة العليا في اسكتلندا- يناير1002- ويقضي بالسجن المؤبد علي المقرحي، وتبرئة زميله الموظف في مكتب طيران ليبيا الأمين فحيمة في مالطا، وهو ما أثار الشكوك حول العدالة الغربية، التي قنعت ب»كبش فداء« واحد وتركت الجناة الحقيقيين مطلقي السراح! رغم أن القذافي نفي تورط نظامه في هذه الجريمة الإرهابية إلاّ أنه سعي لإجراء مفاوضات مع أمريكا وبريطانيا وافق بعدها علي تحميل الشعب الليبي دفع تعويضات أكثر من ملياري دولار لأسر ضحايا الطائرة ، اعترافاً من بلاده بمسئوليتها عما ارتكبه موظفوها(..). وكان أقارب بعض ضحايا كارثة لوكربي الذين حصلوا علي التعويضات قد اعترضوا ليس فقط علي الأدلة الظرفية التي أخذت المحكمة بها لإدانة المقرحي، وإنما أيضاً لعدم اقتناعهم بأن موظف مكتب الطيران الليبي المقرحي هو وحده المخطط، والممول، والمنفذ، لهذه الجريمة! وإذا كانت ليبيا متورطة في التفجير، فمن المؤكد أن رأس النظام الحاكم القذافي هو الذي أمر موظفيه وأجهزته الأمنية بالتنفيذ، وبالتالي فالمتهم الأول الذي كان يجب القبض عليه ومحاكمته ومحاسبته عن الجريمة هو معمر القذافي شخصياً. وأعود إلي الموسوعة الحرة ويكيبديا لأنقل عنها في إحدي صفحاتها الإلكترونية التي خصصتها لهذه القضية ما كشفت عنه، قائلة: كانت المحكمة تعلم منذ البداية وكما هو واضح في أوراق الدعوي أن هناك اتهاماً بحق الموظفين الليبيين عبدالباسط المقرحي، والأمين فحيمة لكن المحكمة انتهت إلي إصدار حكم يقضي بإدانة الأول وتمت تبرئة الثاني. ولم يكن بوسع المحكمة أن تطبّق العدالة وأن تكون نزيهة، لأن ذلك كان سيدفعها إلي إطلاق سراح الاثنين لأنهما بريئان، وحكم البراءة هذا سيعني أن الاتهام الأمريكي والبريطاني بحق ليبيا كان ظالماً، وأن العقوبات الدولية التي فرضت علي ليبيا كانت ظالمة. ولذلك ومن أجل حفظ ماء وجه بريطانيا والولايات المتحدة، جنحت المحكمة إلي إصدار حكمها وهي تعلم أنها ارتكبت خطأ كبيراً وشوّهت سمعة القضاء الإنجليزي النزيه. وهكذا، فإن قضية لوكربي، قضية سياسية كانت تهدف منذ البداية إلي إدانة النظام في ليبيا، ذلك أن بريطانيا أرادت أن تنتقم من ليبيا لأنها كانت تدعم الجيش الجمهوري الأيرلندي بالمال والسلاح. وقد حققت هدفها من خلال اختلاق قضية لوكربي واتهام ليبيا بها. أمضي كبش الفداء عدة سنوات في السجن ثم أفرج عنه في أغسطس 2009 لأسباب صحية، وأعيد في طائرة ليبية خاصة إلي طرابلس، حيث كان في انتظاره سيف الإسلام القذافي عند سلم الطائرة احتفاء به، وتكريماً لبطولته، كما اصطحبه لمقابلة والده الذي استقبله استقبال الأبطال.. وهو ما أدهش كثيرين والذين وجدوا فيه محاولة من القذافي لإرضاء »كبش الفداء« حتي يستمر في التزامه بإخفاء الحقيقة، والحرص علي إبعاد القائد والمرشد والزعيم القذافي عن أي صلة أو علاقة أو علم بتفجير طائرة الركاب الأمريكية! .. وللحديث بقية.