في الجزء الثاني من مذكرات كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية في عهد بوش التي صدرت بعنوانً »لا شرف اعلي من هذا« التي صدرت الثلاثاء الماضي.. وقدمت فيها نبذة عن ارائها في بعض الشخصيات التي قابلتها.. استعرض هذا الاسبوع علاقة رايس بديك تشيني نائب بوش ودونالد رامسفيلد وزير الدفاع. كلمة متوترة هي اقل ما توصف به هذه العلاقة خاصة مع تشيني عندما كانت رايس مستشارة للامن القومي. فقد كان الاثنان يتصارعان علي الاستحواذ علي اذن بوش. كانت رايس اقرب مستشاري الرئيس وتحظي بثقته، تتناول العشاء علي مائدتة مع اسرته وتمضي عطلة نهاية الاسبوع معهم في كامب ديفيد.. وقد قدمت بوش في مذكراتها بأنه اكثر ذكاء مما صوره منتقدوه. انتقدت رايس مساعدي تشيني الذين وصفتهم كلهم بالتطرف والتشدد في افكارهم وانهم مصممون علي ان يتصرفوا كمركز قوة. تقول رايس في مذكراتها ان تشيني كان مقتنعا بمعلومات المخابرات المزورة بوجود علاقة بين صدام والقاعدة. وتكشف انها ذهلت عندما علمت ان تشيني تفاوض من وراء ظهرها لتمد اسرائيل حربها علي لبنان في 6002 كما تكشف وقوع صدامات بينها وبين تشيني بسبب احتجاز المشتبه انهم ارهابيون في سجون سرية خارج الولاياتالمتحدة. وقعت اعنف مواجهة بينها وبين تشيني في 6002 عندما حثت بوش علي اعلان اعتقال خالد شيخ محمد وارهابيون اخرون في سجون سرية خارج امريكا. دار جدالا بينها وبين تشيني بينما صمت الاخرون وفي النهاية اقتنع بوش برأيها ونقل المشتبه انهم ارهابيون الي جوانتانامو. علاقتها برامسفيلد اكتنفها عداء شديد. رامسفيلد انتقد في مذكراته اسلوب ادارتها للامن القومي وللخارجية وانفعالها. تقول رايس انها كثيرا ما اشتبكت برامسفيلد امام العاملين بالبيت الابيض.. وذات يوم سارت بجانبه في حديقة البيت الابيض وسألته ما هي المشكلة بيننا؟رد لا اعرف.كنا دائما نتفاهم.. واضح انك لامعة وملتزمة في عملك الا ان الامور بيننا لا تسير بشكل جيد.ادركت من استخدامه تعبير لامعة سبب المشكلة. كان رامسفيلد اكثر ارتياحا في تعامله معها فيما مضي عندما كان السياسي الكبير الذي يقدم لها المساندة في بداية عملها.. اما العلاقة بينهما كندين فكانت امر صعب عليه تقبله.. كان لا يقبل انها مساوية له. رغم العداء بينهما لم تحاول رايس ابدا الضغط علي بوش لاقصاء رامسفيلد. كان بوش يدرك تماما مشاعرها المعادية لرامسفيلد. وعندما طلب منها في كامب ديفيد ان تصبح وزيرة الخارجية قالت له بوضوح انها لا تعتزم ان تبدد طاقتها في الجدال مع رامسفيلد وانها تريد ان تقود سياسة خارجية امريكية قوية ولا تحتاج لارائه. لم تكن هذه ملاحظة شخصية ولكنها ارادت ابعاد نفوذه عن السياسة الخارجية.لم تستطع رايس اخفاء سعادتها عندما ابلغها بوش انه قرر استبدال رامسفيلد ببوب جيتس. كانت تري ان انعدام الثقة بين كولن باول وزير الخارجية السابق وبين رامسفيلد جعل من الصعوبة اتخاذ قرارات فأسلوبهما كان مختلفا وكان بوش ينحاز دائما لرامسفيلد. قال رامسفيلد انه يتطلع لقراءة مذكرات رايس واضاف ليس سرا اننا كنا نختلف حول قضايا جوهرية من وقت لاخر ولكن هذا لم يقلل من احترامي لها كأمريكية ابلت بلاء حسنا كما انها موظفة مخلصة وصديقة. في مذكراتها فضحت رايس قيام جون بولتن مندوب أمريكا في الأممالمتحدة باطلاع اسرائيل علي مسودات قرارات الادارة الامريكية لانهاء الحرب علي لبنان. وكشفت رايس اتصال شالوم تورجي مستشار اولمرت رئيس وزراء اسرائيل بمستشار الامن القومي الامريكي هادلي معربا عن غضب بلاده لقيام الحكومة الامريكية باعداد مسودات لحلول لا توافق عليها اسرائيل. وتقول رايس انها بعد عدة سنوات عرفت ان بولتن كان يقدم المعلومات للاسرائيليين من خلال مندوب اسرائيل في الاممالمتحدة بدون اذن رسمي. لم يقبل بولتن الاعتراف بأنه مذنب وقال بالطبع ابلغت الاسرائيليين بما يدور في المفاوضات هكذا نعامل حليف وثيق الصلة بنا. الاسبوع القادم نعرض ما تناولته رايس في مذكراتها حول علاقتها ببوش. والسلام في الشرق الاوسط وحرب العراق.