بالفيديو.. موعد نتيجة الثانوية العامة 2025 وبشرى سارة للطلاب    هل حسمت القائمة الوطنية من أجل مصر 100 مقعد بمجلس الشيوخ؟    «الأرصاد» تحذر: طقس اليوم شديد الحرارة على معظم الأنحاء    «حقوق القاهرة» تنظم دورة قانونية متخصصة حول الاستثمار العقاري    تحديث سعر الدولار اليوم بمستهل تعاملات السبت 19 يوليو 2025    أسعار الأسماك اليوم السبت 19 يوليو في سوق العبور للجملة    أسعار البيض اليوم السبت 19 يوليو 2025    رئيس هيئة البترول يتفقد منطقة أسيوط لمتابعة جاهزية المشروعات    أسعار حديد التسليح فى مستهل تعاملات اليوم السبت    "نتنياهو" و "الانتحار السياسي"    هيجسيث يؤكد تدمير المواقع النووية الثلاثة في إيران بضربات أمريكية    دخول الحزمة ال18 من عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد روسيا حيز التنفيذ    مجزرة إسرائيلية جديدة.. 30 شهيدا و70 مصابا من منتظرى المساعدات برفح    بيسكوف: لا معلومات لدينا حول لقاء محتمل بين بوتين وترامب وشي جين بينج    الزمالك يوضح حقيقة انقطاع فتوح عن معسكر الفريق    غيط: الإسماعيلي مهدد بخصم 9 نقاط من رصيده ثم الهبوط.. ويحتاج ل 1.8 مليون دولار    طقس مطروح اليوم السبت.. حار رطب نهارا والحرارة 30 مئوية ورياح متقطعة    متخصصة فى الذكاء الاصطناعى.. شروط التقدم لمدرسة أبدا الوطنية للتكنولوجيا    تعرف على الحالة المرورية بالطرق السريعة بالقليوبية| اليوم    هيو جاكمان يظهر في الجزء الجديد من فيلم Deadpool    مين عملها أحسن؟ حديث طريف بين حسين فهمي وياسر جلال عن شخصية "شهريار" (فيديو)    بحضور سيدة لبنان الأولى ونجوم الفن.. حفل زفاف أسطوري لنجل إيلي صعب (فيديو)    رئيس هيئة الرعاية الصحية يلتقي الرئيس الإقليمي لشركة جانسن بمصر والأردن والسودان وليبيا وأثيوبيا    نائب وزير المالية للبوابة نيوز: دمج المراجعتين الخامسة والسادسة من البرنامج المصرى مع "النقد الدولي"غير مقلق    بعد التوقف الدولي.. حسام حسن ينتظر استئناف تصفيات أفريقيا المؤهلة لكأس العالم    زينة.. عام سينمائي غير مسبوق    45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. السبت 19 يوليو 2025    الكرملين : لا معلومات بشأن لقاء بين بوتين وترامب والرئيس الصيني في بكين سبتمبر المقبل    «مرض عمه يشعل معسكر الزمالك».. أحمد فتوح يظهر «متخفيًا» في حفل راغب علامة رفقة إمام عاشور (فيديو)    أول ظهور ل رزان مغربي بعد حادث سقوط السقف عليها.. ورسالة مؤثرة من مدير أعمالها    الحرف التراثية ودورها في الحفاظ على الهوية المصرية ضمن فعاليات ثقافية بسوهاج    وسام أبو علي| من هاتريك المجد إلى بوابة الخروج من الأهلي.. أبرز محطات النجم الفلسطيني    ترامب يتوقع إنهاء حرب غزة ويعلن تدمير القدرات النووية الإيرانية    عيار 21 يترقب مفاجآت.. أسعار الذهب والسبائك اليوم في الصاغة وتوقعات بارتفاعات كبيرة    رئيس حكومة لبنان: نعمل على حماية بلدنا من الانجرار لأي مغامرة جديدة    مصدر أمني يكشف حقيقة سرقة الأسوار الحديدية من أعلى «الدائري» بالجيزة    كل ما تريد معرفته عن مهرجان «كلاسيك أوبن إير» ببرلين    عميد طب جامعة أسيوط: لم نتوصل لتشخيص الحالة المرضية لوالد «أطفال دلجا»    ستوري نجوم كرة القدم.. ناصر منسي يتذكر هدفه الحاسم بالأهلي.. وظهور صفقة الزمالك الجديدة    تطورات جديدة في واقعة "بائع العسلية" بالمحلة، حجز والد الطفل لهذا السبب    مطران نقادة يلقي عظة روحية في العيد الثالث للابس الروح (فيدىو)    تحت شعار كامل العدد، التهامي وفتحي سلامة يفتتحان المهرجان الصيفي بالأوبرا (صور)    بشكل مفاجئ، الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم يحذف البيان الخاص بوسام أبو علي    "صديق رونالدو".. النصر يعلن تعيين خوسيه سيميدو رئيسا تنفيذيا لشركة الكرة    مصرع طفلة غرقًا في مصرف زراعي بقرية بني صالح في الفيوم    داعية إسلامي يهاجم أحمد كريمة بسبب «الرقية الشرعية» (فيديو)    انتشال جثة شاب غرق في مياه الرياح التوفيقي بطوخ    أحمد كريمة عن العلاج ب الحجامة: «كذب ودجل» (فيديو)    «زي النهارده».. وفاة اللواء عمر سليمان 19 يوليو 2012    5 أبراج على موعد مع فرص مهنية مميزة: مجتهدون يجذبون اهتمام مدرائهم وأفكارهم غير تقليدية    تعاني من الأرق؟ هذه التمارين قد تكون مفتاح نومك الهادئ    أبرزها الزنجبيل.. 5 طرق طبيعية لعلاج الصداع النصفي    اليوم.. الاستماع لمرافعة النيابة في قضية «مجموعات العمل النوعي»    ما حكم رفع اليدين بالدعاء أثناء خطبة الجمعة؟.. الإفتاء توضح    "القومي للمرأة" يستقبل وفدًا من اتحاد "بشبابها" التابع لوزارة الشباب والرياضة    5 طرق فعالة للتغلب على الكسل واستعادة نشاطك اليومي    عبد السند يمامة عن استشهاده بآية قرآنية: قصدت من «وفدا» الدعاء.. وهذا سبب هجوم الإخوان ضدي    هل مساعدة الزوجة لزوجها ماليا تعتبر صدقة؟.. أمين الفتوى يجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات
هل توجد إدارة خفية للآثار؟
نشر في الأخبار يوم 01 - 11 - 2011

نشرت الصحف جميعها باحتفاء خبر سفر وفد من المجلس الأعلي للاثار إلي استراليا لاستعادة مائة وثلاثين قطعة تم خروجها بطريقة غير شرعية من قبل، هذا رائع، لكن المجلس ظل صامتا في مواجهة سؤال طرحته من خلال عمودي اليومي »عبور« ونشر منذ أكثر من اسبوعين، اذ صدر قرار خفي، غير معروف مصدره، أو من اتخذه بتمديد معرض توت عنخ آمون الذي يحتوي علي أجمل قطع المجموعة، وهو نفس المعرض الذي رأيته في نيويورك، وكان مقاما بواسطة شركة تجارية للوزير السابق علاقات قوية بها، والموضوع أمام النائب العام، فالقطع التي تجوب العالم منذ ثماني سنوات من أثمن ما تمتلكه مصر، ومن كنوزها الخالدة التي ما كان يجب أن يتم اخراج قطعة واحدة منها، ولست بحاجة إلي اعادة ذكر محتويات المعرض، كل قطعة كنز يجب أن يحاسب كل من وقع علي خروجها من مصر في رحلة متعددة المحطات مستمرة منذ عدة سنوات، والمحطة الحالية لها الآن استراليا. وبعد أن أعلن السفير المصري هناك عن تمديد المعرض لمدة شهرين لا يعرف أحد مصدر القرار، ثلاثة تعاقبوا علي موقع الأمين العام، الاساتذة محمد عبدالمقصود، محمد عبدالفتاح، الدكتور مصطفي أمين، لم يوقع أحد الثلاثة علي قرار بمد المعرض لمدة شهرين، من اتخذ القرار اذن؟ هل توجد قيادة خفية للمجلس؟ هل تتحرك هذه المجموعة النادرة بقرارات من بعض الشخصيات؟ من هم؟ هنا اتوجه بسؤال محدد الي الدكتور مصطفي أمين باعتباره المسئول الحالي، مع الأخذ في الاعتبار ان الرجل تولي مسئولياته منذ حوالي شهر، وانه ورث تركة خربة، وأوضاعا فاسدة، وحقبة جري للاثار المصرية ما لم يحدث لها في ذروة عصور النهب الاستعماري خلال القرن التاسع عشر، ايضا فإن نزاهة الرجل يشهد بها الجميع، واتمني له التوفيق، لكنني أعيد طرح السؤال الذي لم يجب عليه: من أصدر القرار بمد فترة المعرض المقام حاليا في استراليا، ومتي ستعود هذه القطع النادرة الي مواقعها في المتحف المصري؟ لابد ان شخصا ما يعرف، السفير المصري الذي أعلن الخبر، الجهات الرقابية والتي من الواضح انها لا تقوم بممارسة دورها، خاصة مع تصدع الدولة، واذا قامت فلا أحد يصغي، آمل قبل الاحتفال بعودة القطع المائة والثلاثين وهي قطع ليست في أهمية قطعة واحدة مما يضمه معرض توت عنخ آمون الجوال منذ عدة سنوات بين فك وتركيب وشحن وتفريغ واستغلال تجاري لترويج ازياء تحمل أسماء الوزير السابق، آمل أن يجيب الأمين العام الحالي عن مواعيد عودة المعارض الموجودة بالخارج وخاصة مجموعة توت عنخ آمون والتي اوصي الاثري النزيه محمد صالح بعدم خروج أي قطعة منها .
لقد كان التهليل الإعلامي يجري احتفاء بعودة بعض القطع الصغيرة، الاقل أهمية بكثير، في الوقت الذي يتم فيه بالسماح لاندر ما تمتلكه مصر من مقتنيات ارضاء للناشيونال جغرافيك وقناة ديسكفري التي كان الوزير السابق أحد نجومها، وكانت الحجة المعلنة ان مشروعات مهمة تحتاج الي التمويل، منها متحف الطفل.
أتمني أن يعلن الأمين العام عن جدول زمني لعودة معرض توت عنخ آمون »الأول في استراليا الان ومن المنتظر سفره إلي اليابان«، أيضا بقية المعارض التي تجوب العالم، وإذا كان السؤال يستدعي السؤال، فإنني استفسر ايضا من الأمين العام عن مصير الجهود التي بدأها الأمين العام السابق محمد عبدالفتاح لاسترجاع عشر قطع نادرة من معرض توت عنخ آمون، وأعلن عن اتفاق تم، ما مصيره؟ ما مصير هذه القطع ومنها الاواني الكانوبية، والتابوت الذهبي، والشمعدان الذي لا يوجد منه في العالم إلا قطعة واحدة فقط لا غير فرط فيها المسئولون عن الاثار وتركوها تتجول في العالم، معرضة لكل الاخطار الممكنة، ومنها التحطم والتزييف، بالمناسبة اتساءل أيضا عن السبب في اغلاق القسم الوحيد المتخصص في مصر في معرفة الاثار الحقيقية من الزائفة، وخلال التحقيقات التي اجرتها النيابة مؤخرا كان البحث قائما عن خبراء في هذا المجال.
هل من المعقول ان يغلق مثل هذا القسم الوحيد في بلد يضم ثلثي آثار العالم؟ لقد سرقت قطع مهمة من المتحف المصري خلال ثورة يناير، وبدا من الواضح ان اللصوص من أهل الخبرة، قصدوا قطعا نادرة ومن مجموعة توت عنخ آمون بالتحديد، وجري تضارب في تصريحات المسئولين، وقيل بعثور بعض القطع في صناديق القمامة، وقصص أخري عن مغامرات قام بها اثري شاب لاستعادة قطع مسروقة من عصابة ارادت بيعها، قصص لا يصدقها طفل لرداءة حبكتها ومنطقها، ما هو الموقف الحقيقي للقطع التي سُرقت؟ كم عددها؟ كم عاد منها؟ ما هي موثوقية احالة ما تم عودته ومدي اثريتها؟ أي هل هي قطع حقيقية أم مزيفة؟ هذه اسئلة تتردد بين الاثريين في مصر والخارج، ولم يصدر حتي الان بيان عن الموقف الحقيقي لما جري في المتحف المصري، ما سرق منه وما عاد إليه؟
اننا نريد الاحتفاء بعودة القطع النادرة التي خرجت بقرارات من المسئولين عن الاثار إلي جانب الاحتفاء بعودة بعض القطع التي نتسلمها بين الحين والآخر، اننا لا نريد استمرار المنطق المعوج الذي كان سائدا، كان الوزير السابق يملأ الدنيا ضجيجا مطالبا بعودة رأس نفرتيتي من برلين، وفي نفس الوقت يوقع قرارات بخروج اندرما يوجد في مصر من مقتنيات، وبالتحديد من مجموعة المتحف المصري، ويوم الأحد الماضي نشرت »المصري اليوم« تقريرا من برلين، يقول فيه البروفيسور باتريس فيلدونج، عالم المصريات، المدير السابق للمتحف المصري في برلين، يقول بالحرف الواحد »حتي الآن مصر لم تتقدم بأي طلب رسمي أو غير رسمي لاستعادة رأس نفرتيتي«.
اذن.. لماذا كانت هذه الضجة الاعلامية؟ ما أهدافها؟ لا نريد تكرار ذلك، نريد معرفة أدق حول القطع التي خرجت بقرارات من المسئولين الاثريين المصريين والمفرقة الان في معارض شتي حول العالم، الأهم من ذلك الاجابة علي السؤال الذي لم يجب عليه أحد حتي الآن: من سمح بتمديد معرض توت عنخ آمون في استراليا؟ من يدير الاثار خفية؟
مع هيكل
السبت
لثلاثة أيام تبدل فيها برنامجي الصارم لأتمكن من رؤية واستماع الاستاذ، بدلا من استمراري جالسا إلي مكتبي في البيت انتقلت الي التليفزيون، عندما يتحدث فلابد ان شيئا هاما سنعرفه، وانني لاعتبر الحلقات الثلاث الأخيرة من أهم ما ادلي به الاستاذ، وفد ادار الحوار بمهنية عالية محمد كريشان، الملاحظة العامة، هي قيمة المعرفة، في الحلقة الاولي رسم الاستاذ تفاصيل المشهد العالمي خلال الحقبة الأخيرة بما يدل علي اطلاع واسع وعميق، بما اشك انه يتوافر لدي الكثيرين من المشتغلين بالاعلام والثقافة والمتربعين علي مقاعد الحكم، أهم ما نبه إليه ما يعد لايران الان من جانب الولايات المتحدة واوروبا، ايران والموقف منها مفتاح لفهم العديد من الأمور، حتي في الدول التي شهدت احداثا ثورية وتغيرات في أوضاعها، كان ذلك موضوع الحلقة الثانية والتي خصصها لتونس وليبيا وسوريا، كان المحاور صريحا في سؤاله حول تحفظ الاستاذ علي الاستعانة بالناتو في ليبيا، وابدائه بعض التحفظ علي ما يجري في سوريا، ولعل هاتين النقطتين كانتا في حاجة الي مزيد من الايضاح، خلال حديث الاستاذ وبالتحديد في الحلقة الثالثة عن مصر، كنت استدعي صوته، أولا في معرض الكتاب بداية التسعينيات عندما تحدث صراحة الي تيبس النظام وجموده، وكان ذلك سببا في الحيلولة بينه وبين جمهوره حتي الان في المعرض، اللحظة الثانية في محاضرته الشهيرة بالجامعة الأمريكية ومازلت احتفظ باعتزاز بنسخة منها حصلت عليها قبل القائها، اذكر صوته عندما اتخذ نبرة مغايرة، واشار الي المشروع الذي يجري تنفيذه في البلاد، كان ذلك أول فضح علني لمشروع التوريث، وكان الاستاذ حادا في موقفه ضد التوريث ويعتبره اهانة جسيمة لمصر وتاريخها وحضارتها، لقد كان اول من فضح المشروع وبدأ أول معول في سبيل هدمه، غير ان احوال مصر الحالية تقلقه، لا مانع لديه في ان يحكم مصر رئيس من المؤسسة العسكرية، وشرح فكرته الخاصة بتولي المشير رئاسة الدولة - وليس رئاسة الجمهورية كما اساء البعض الفهم عمدا - وكانت المرجعية في ذلك تجربة فرنسا مع الجنرال ديجول بعد الحرب العالمية الثانية، كان موفقا جدا في طرحه اسم الدكتور عبدالمنعم ابوالفتوح كرئيس وزراء بعد الثورة، لو حدث ذلك لتغير وجه مصر في الشهور الماضية والتي تدهورت فيها الاوضاع وما تزال، أخطر تساؤل طرحه: كيف استمر الرئيس السابق مدة ثلاثين سنة وهو بهذه المواصفات؟ اما أهم ملاحظة فهي ان المجلس الأعلي للقوات المسلحة لم ينقلب علي مبارك، إنما التقي مع الثورة في هدف واحد، مطالبها كما اعلن اللواء حسن الرويني في ميدان التحرير، كان المجلس حريصا علي ألا يقع صدام بين الجيش والشعب الذي ثار عن بكرة أبيه، امام التساؤل والملاحظة سيتوقف الكثيرون بحثا عن جواب وتغييرات لا نجدها حتي الان!
وداعاً أحمد حمروش
قبل ثلاثة أسابيع كتبت عن لقائي بالاستاذ أحمد حمروش في تأبين المرحوم أحمد ماهر، كان يجلس مستندا إلي عصاه، وعلي وجهه الهاديء دائما علامات حزن عميق، اقتربت منه وصافحته، سألته عما به فقال إن رفيقة عمره رحلت منذ حوالي شهر، كان صوته يفيض بأسي عميق، وعندما حان الانتقال من بهو الاستقبال إلي الصالة التي خصصت لالقاء الكلمات، انتقل بصعوبة وظل جالسا صامتا، ساهما، وادركني اليقين الغامض ان هذا الرجل قد بدأ الخطوات الأخيرة الي الأبدية، كان وجهه ايقونة للحزن، يقطر أسي، لم يرقد أحمد حمروش طويلا، ولم يعان المرض الذي يقعد الانسان ويحوله إلي عبء علي الاخرين، فما الموقف وقد رحل الاقربون.
لم يمكث طويلا، علمت اليوم خبر رحيله، سيبقي منه دوره الوطني قبل وبعد ثورة 2591 ودوره النشط في حياتنا السياسية، ومؤلفاته عن ثورة يوليو وحواراته مع رجالها، وثراؤه المهني في الصحافة، ونشاطه الدولي في منظمة التضامن الاسيوي التي بقيت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، رحمه الله.
استعادة
الجمعة :
المقال التالي نشر بعد الاعلان عن تعديل المادة 67 مباشرة
المادة: سبعة وسبعين..
في رأيي ان تعديل المادة سبعة وسبعين من الدستور والتي تتصل بمدة الرئاسة خطوة متممة وضرورية وحيوية بالنسبة للاصلاح السياسي الذي بدأه الرئيس مبارك الاسبوع الماضي بفتح الباب لتعديل الدستور انطلاقا من تعديل المادة ستة وسبعين التي سيجري تعديلها بحيث تنص علي انتخاب رئيس الجمهورية بالاقتراع السري المباشر، ومن خلال منافسة بين اكثر من مرشح، بالتأكيد يعد تعديل هذه المادة بداية تغيير سياسي لن يتم خلال الشهور القادمة المتبقية علي الانتخابات الرئاسية، لكنه فاتحة ايجابية للمستقبل، هذه البداية لن تكتمل إلا بتعديل المادة سبعة وسبعين، لقد كان الدستور المصري ما قبل عام واحد وسبعين ينص علي ان تكون مدة الرئيس المستفتي عليه مدتين فقط، كل منهما ست سنوات، ولكن مع طرح دستور عام واحد وسبعين قام بعض النواب بتغيير حرف واحد فقط في المادة، فبدلا من »مدتين« اصبحت »مدد« وهذا دليل علي خطورة اللغة ودلالات استخدامها، خاصة في السياسة والدعاية، هذه الخطورة لا يدركها بعض المشتغلين بعلوم اللغة نفسها، ولكن يستوعبها جيدا بعض المشتغلين بالسياسة وأهل السلطة في الانظمة الشمولية، أو تلك التي تقوم علي دعاية مركزة، وهذا الموضوع يحتاج الي بحث علمي معمق، حرف واحد يؤدي الي تغيير أوضاع والي تكريس ظروف، والي تجميل سياسات، ارتفاع الاسعار يصبح »تحريك الاسعار« والاعتقال يصبح »تحفظ« والامثلة بلا حصر علي الاستخدامات السياسية الفجة للغة، والتلاعب بها، هكذا أدي حرف واحد الي اطلاق مدة الحكم من مدتين الي ما يشاء الله، ويشاء القدر ان الرئيس الذي كان مقصودا بالتغيير لا يمتد به الاجل حتي يستفيد من هذا الوضع الدستوري الذي اوجده تغييرحرف واحد. وقد مرت سنوات طويلة شاع فيها اليأس من أي امكانية للحديث عن تغيير الدستور، بل ان احزاب المعارضة اصدرت بيانا منذ اسبوعين تعلن فيه ان الوقت غير مناسب لتعديل الدستور، ولكن المفاجأة جاءت من رئيس الدولة، ويتفق هذا مع طبيعة الامور في مصر التي يجب ان يأتي فيها القرار من أعلي، من ذروة هرم السلطة، هكذا كانت الاوضاع طوال مدة طالت الي اكثر من نصف قرن، هكذا فتح الباب لتغيير الدستور، ولكن في مادة واحدة فقط، غير ان هذا التغيير التاريخي يجب ان يكون شاملا، اذ كيف يتحقق الاصلاح الشامل مع مجيء رئيس الجمهورية بالانتخاب المباشر، ولكن مدة حكمه مطلقة، ويمكن ان تمتد الي عدة عقود متتالية، ينتج عن ذلك ركود سياسي واجتماعي، وخلق فئات منتفعين، وبقاء وجوه ثابتة في مواقع قيادية لفترات طويلة، خاصة مع انتفاء المعايير الموضوعية، ويصبح القرب الشخصي هو معيار القوة والبقاء أيا كان فساد المسئول أو الاخطاء الجسيمة التي يرتكبها، تلك الاخطاء التي لا نعرف عنها شيئا إلا بعد مفارقته للسلطة، ولابد ان تقترن هذه المفارقة بالغضب منه أو ظهور الجفوة عليه، وهذه قيم مملوكية لا تزال سارية في حياتنا حتي الان، اتصور ان الاوان للتخلص منها من خلال عمل دءوب يشيع ثقافة جديدة في واقعنا، أول شروط هذه الثقافة - وأقصد الثقافة بالمعني الواسع - تحديد المدة للمناصب الرئيسية في الدولة بحيث يكون هناك تغيير للدماء، وتجديد للرؤي، أي جديد نتوقعه من وزير امضي في السلطة اكثر من عشرين عاما؟ ان قدرات البشر مهما كانت عبقريتهم محدودة في النهاية، وفي بلد مثل مصر لا تزال السلطة فيه هرمية، وتستمد الكثير من عناصرها عبر الشخصنة، يصبح البقاء في المناصب العليا لفترات طويلة وبدون حساب أو رقابة حقيقية امرا سلبيا يؤدي الي نتائج تفسد الحياة، وتسد ابواب الأمل، وتفقد الاجيال الجديدة فرصها المشروعة، والغريب ان الدولة التي يمضي فيها بعض المسئولين في المناصب العليا اكثر من عشرين عاما تحرص علي صرامة التجديد في قطاعات حساسة منها، اي ان فكرة التجديد ليست غائبة تماما، لقد فتح قرار الرئيس مبارك بابا للأمل، ولكن يجب ان يقترن تغيير المادة ستة وسبعين بتغيير المادة سبعة وسبعين، خاصة ان فتح باب تغيير الدستور لن يتم مرة اخري خلال فترة قريبة، انها خطوة مهمة اتمني اكتمالها فتحا لباب الأمل الحقيقي، وانقاذا لروح الوطن.
الأحد 6 من مارس 5002 - أخبار الادب
من ديوان الشعر الاجنبي
من غزليات مولانا جلال الدين الرومي
ترجمة من الفارسية: د. علاء الدين السباعي
- هل رأيت ذات مرة عاشقا قنع بهذا الحب والهوي؟ هل رأيت ذات مرة سمكة قنعت بهذا البحر؟
- هل رأيت ذات مرة صورة تهرب من المصور؟ هل رأيت ذات مرة »وامق« وهو يعتذر ل »عذرا«؟
- أثناء الفراق، يكون العاشق مثل اسم بلا معني؛ ولكن معني مثل المحبة لا يكون في حاجة إلي أسماء؟
- أثناء البحر، أنا السمكة - انظر إليّ كما تشاء، اظهر الرحمة، استخدم قوتك الملكية فدونك، اظل وحيدا.
- يا ملك الملوك القاهر، ما قلة الرحمة هذه اذن؟ في اللحظة التي تغيب فيها تتقد النار وتثور.
- لو ان النار نظر اليك لارعوت ورجعت وجلست في ركن، فكل من يقطف وردة من النار، تمنحه النار وردة يانعة.
- دونك يكون العالم عذابا، ومن ثم فإننا ندعو دوما بألا يبقي هذا العالم لحظة واحدة بدونك، قسما بحياتك إن الروح دونك عذاب وبلاء علينا.
- إن طيفك يتنزه داخل قلبي مثل سلطان، وهو مثل سليمان داخل المسجد الاقصي.
- آلاف المصابيح انطلق نورها إلي أعلي، صار المسجد كله مضاء، الجنة وحوض الكوثر امتلأتا بالحور ورضوان.
- تعالي الله، تعالي الله! داخل الفلك الأخضر اقمار كثيرة! هذا الايوان مليء بالحور، وهؤلاء الحور في خفاء عن عيون العميان.
»صور عن المشروع القومي للترجمةوتركوها تتجول في العالم، معرضة لكل الاخطار الممكنة، ومنها التحطم والتزييف، بالمناسبة اتساءل أيضا عن السبب في اغلاق القسم الوحيد المتخصص في مصر في معرفة الاثار الحقيقية من الزائفة، وخلال التحقيقات التي اجرتها النيابة مؤخرا كان البحث قائما عن خبراء في هذا المجال.
هل من المعقول ان يغلق مثل هذا القسم الوحيد في بلد يضم ثلثي آثار العالم؟ لقد سرقت قطع مهمة من المتحف المصري خلال ثورة يناير، وبدا من الواضح ان اللصوص من أهل الخبرة، قصدوا قطعا نادرة ومن مجموعة توت عنخ آمون بالتحديد، وجري تضارب في تصريحات المسئولين، وقيل بعثور بعض القطع في صناديق القمامة، وقصص أخري عن مغامرات قام بها اثري شاب لاستعادة قطع مسروقة من عصابة ارادت بيعها، قصص لا يصدقها طفل لرداءة حبكتها ومنطقها، ما هو الموقف الحقيقي للقطع التي سُرقت؟ كم عددها؟ كم عاد منها؟ ما هي موثوقية احالة ما تم عودته ومدي اثريتها؟ أي هل هي قطع حقيقية أم مزيفة؟ هذه اسئلة تتردد بين الاثريين في مصر والخارج، ولم يصدر حتي الان بيان عن الموقف الحقيقي لما جري في المتحف المصري، ما سرق منه وما عاد إليه؟
اننا نريد الاحتفاء بعودة القطع النادرة التي خرجت بقرارات من المسئولين عن الاثار إلي جانب الاحتفاء بعودة بعض القطع التي نتسلمها بين الحين والآخر، اننا لا نريد استمرار المنطق المعوج الذي كان سائدا، كان الوزير السابق يملأ الدنيا ضجيجا مطالبا بعودة رأس نفرتيتي من برلين، وفي نفس الوقت يوقع قرارات بخروج اندرما يوجد في مصر من مقتنيات، وبالتحديد من مجموعة المتحف المصري، ويوم الأحد الماضي نشرت »المصري اليوم« تقريرا من برلين، يقول فيه البروفيسور باتريس فيلدونج، عالم المصريات، المدير السابق للمتحف المصري في برلين، يقول بالحرف الواحد »حتي الآن مصر لم تتقدم بأي طلب رسمي أو غير رسمي لاستعادة رأس نفرتيتي«.
اذن.. لماذا كانت هذه الضجة الاعلامية؟ ما أهدافها؟ لا نريد تكرار ذلك، نريد معرفة أدق حول القطع التي خرجت بقرارات من المسئولين الاثريين المصريين والمفرقة الان في معارض شتي حول العالم، الأهم من ذلك الاجابة علي السؤال الذي لم يجب عليه أحد حتي الآن: من سمح بتمديد معرض توت عنخ آمون في استراليا؟ من يدير الاثار خفية؟
مع هيكل
السبت
لثلاثة أيام تبدل فيها برنامجي الصارم لأتمكن من رؤية واستماع الاستاذ، بدلا من استمراري جالسا إلي مكتبي في البيت انتقلت الي التليفزيون، عندما يتحدث فلابد ان شيئا هاما سنعرفه، وانني لاعتبر الحلقات الثلاث الأخيرة من أهم ما ادلي به الاستاذ، وفد ادار الحوار بمهنية عالية محمد كريشان، الملاحظة العامة، هي قيمة المعرفة، في الحلقة الاولي رسم الاستاذ تفاصيل المشهد العالمي خلال الحقبة الأخيرة بما يدل علي اطلاع واسع وعميق، بما اشك انه يتوافر لدي الكثيرين من المشتغلين بالاعلام والثقافة والمتربعين علي مقاعد الحكم، أهم ما نبه إليه ما يعد لايران الان من جانب الولايات المتحدة واوروبا، ايران والموقف منها مفتاح لفهم العديد من الأمور، حتي في الدول التي شهدت احداثا ثورية وتغيرات في أوضاعها، كان ذلك موضوع الحلقة الثانية والتي خصصها لتونس وليبيا وسوريا، كان المحاور صريحا في سؤاله حول تحفظ الاستاذ علي الاستعانة بالناتو في ليبيا، وابدائه بعض التحفظ علي ما يجري في سوريا، ولعل هاتين النقطتين كانتا في حاجة الي مزيد من الايضاح، خلال حديث الاستاذ وبالتحديد في الحلقة الثالثة عن مصر، كنت استدعي صوته، أولا في معرض الكتاب بداية التسعينيات عندما تحدث صراحة الي تيبس النظام وجموده، وكان ذلك سببا في الحيلولة بينه وبين جمهوره حتي الان في المعرض، اللحظة الثانية في محاضرته الشهيرة بالجامعة الأمريكية ومازلت احتفظ باعتزاز بنسخة منها حصلت عليها قبل القائها، اذكر صوته عندما اتخذ نبرة مغايرة، واشار الي المشروع الذي يجري تنفيذه في البلاد، كان ذلك أول فضح علني لمشروع التوريث، وكان الاستاذ حادا في موقفه ضد التوريث ويعتبره اهانة جسيمة لمصر وتاريخها وحضارتها، لقد كان اول من فضح المشروع وبدأ أول معول في سبيل هدمه، غير ان احوال مصر الحالية تقلقه، لا مانع لديه في ان يحكم مصر رئيس من المؤسسة العسكرية، وشرح فكرته الخاصة بتولي المشير رئاسة الدولة - وليس رئاسة الجمهورية كما اساء البعض الفهم عمدا - وكانت المرجعية في ذلك تجربة فرنسا مع الجنرال ديجول بعد الحرب العالمية الثانية، كان موفقا جدا في طرحه اسم الدكتور عبدالمنعم ابوالفتوح كرئيس وزراء بعد الثورة، لو حدث ذلك لتغير وجه مصر في الشهور الماضية والتي تدهورت فيها الاوضاع وما تزال، أخطر تساؤل طرحه: كيف استمر الرئيس السابق مدة ثلاثين سنة وهو بهذه المواصفات؟ اما أهم ملاحظة فهي ان المجلس الأعلي للقوات المسلحة لم ينقلب علي مبارك، إنما التقي مع الثورة في هدف واحد، مطالبها كما اعلن اللواء حسن الرويني في ميدان التحرير، كان المجلس حريصا علي ألا يقع صدام بين الجيش والشعب الذي ثار عن بكرة أبيه، امام التساؤل والملاحظة سيتوقف الكثيرون بحثا عن جواب وتغييرات لا نجدها حتي الان!
وداعاً أحمد حمروش
قبل ثلاثة أسابيع كتبت عن لقائي بالاستاذ أحمد حمروش في تأبين المرحوم أحمد ماهر، كان يجلس مستندا إلي عصاه، وعلي وجهه الهاديء دائما علامات حزن عميق، اقتربت منه وصافحته، سألته عما به فقال إن رفيقة عمره رحلت منذ حوالي شهر، كان صوته يفيض بأسي عميق، وعندما حان الانتقال من بهو الاستقبال إلي الصالة التي خصصت لالقاء الكلمات، انتقل بصعوبة وظل جالسا صامتا، ساهما، وادركني اليقين الغامض ان هذا الرجل قد بدأ الخطوات الأخيرة الي الأبدية، كان وجهه ايقونة للحزن، يقطر أسي، لم يرقد أحمد حمروش طويلا، ولم يعان المرض الذي يقعد الانسان ويحوله إلي عبء علي الاخرين، فما الموقف وقد رحل الاقربون.
لم يمكث طويلا، علمت اليوم خبر رحيله، سيبقي منه دوره الوطني قبل وبعد ثورة 2591 ودوره النشط في حياتنا السياسية، ومؤلفاته عن ثورة يوليو وحواراته مع رجالها، وثراؤه المهني في الصحافة، ونشاطه الدولي في منظمة التضامن الاسيوي التي بقيت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، رحمه الله.
استعادة
الجمعة :
المقال التالي نشر بعد الاعلان عن تعديل المادة 67 مباشرة
المادة: سبعة وسبعين..
في رأيي ان تعديل المادة سبعة وسبعين من الدستور والتي تتصل بمدة الرئاسة خطوة متممة وضرورية وحيوية بالنسبة للاصلاح السياسي الذي بدأه الرئيس مبارك الاسبوع الماضي بفتح الباب لتعديل الدستور انطلاقا من تعديل المادة ستة وسبعين التي سيجري تعديلها بحيث تنص علي انتخاب رئيس الجمهورية بالاقتراع السري المباشر، ومن خلال منافسة بين اكثر من مرشح، بالتأكيد يعد تعديل هذه المادة بداية تغيير سياسي لن يتم خلال الشهور القادمة المتبقية علي الانتخابات الرئاسية، لكنه فاتحة ايجابية للمستقبل، هذه البداية لن تكتمل إلا بتعديل المادة سبعة وسبعين، لقد كان الدستور المصري ما قبل عام واحد وسبعين ينص علي ان تكون مدة الرئيس المستفتي عليه مدتين فقط، كل منهما ست سنوات، ولكن مع طرح دستور عام واحد وسبعين قام بعض النواب بتغيير حرف واحد فقط في المادة، فبدلا من »مدتين« اصبحت »مدد« وهذا دليل علي خطورة اللغة ودلالات استخدامها، خاصة في السياسة والدعاية، هذه الخطورة لا يدركها بعض المشتغلين بعلوم اللغة نفسها، ولكن يستوعبها جيدا بعض المشتغلين بالسياسة وأهل السلطة في الانظمة الشمولية، أو تلك التي تقوم علي دعاية مركزة، وهذا الموضوع يحتاج الي بحث علمي معمق، حرف واحد يؤدي الي تغيير أوضاع والي تكريس ظروف، والي تجميل سياسات، ارتفاع الاسعار يصبح »تحريك الاسعار« والاعتقال يصبح »تحفظ« والامثلة بلا حصر علي الاستخدامات السياسية الفجة للغة، والتلاعب بها، هكذا أدي حرف واحد الي اطلاق مدة الحكم من مدتين الي ما يشاء الله، ويشاء القدر ان الرئيس الذي كان مقصودا بالتغيير لا يمتد به الاجل حتي يستفيد من هذا الوضع الدستوري الذي اوجده تغييرحرف واحد. وقد مرت سنوات طويلة شاع فيها اليأس من أي امكانية للحديث عن تغيير الدستور، بل ان احزاب المعارضة اصدرت بيانا منذ اسبوعين تعلن فيه ان الوقت غير مناسب لتعديل الدستور، ولكن المفاجأة جاءت من رئيس الدولة، ويتفق هذا مع طبيعة الامور في مصر التي يجب ان يأتي فيها القرار من أعلي، من ذروة هرم السلطة، هكذا كانت الاوضاع طوال مدة طالت الي اكثر من نصف قرن، هكذا فتح الباب لتغيير الدستور، ولكن في مادة واحدة فقط، غير ان هذا التغيير التاريخي يجب ان يكون شاملا، اذ كيف يتحقق الاصلاح الشامل مع مجيء رئيس الجمهورية بالانتخاب المباشر، ولكن مدة حكمه مطلقة، ويمكن ان تمتد الي عدة عقود متتالية، ينتج عن ذلك ركود سياسي واجتماعي، وخلق فئات منتفعين، وبقاء وجوه ثابتة في مواقع قيادية لفترات طويلة، خاصة مع انتفاء المعايير الموضوعية، ويصبح القرب الشخصي هو معيار القوة والبقاء أيا كان فساد المسئول أو الاخطاء الجسيمة التي يرتكبها، تلك الاخطاء التي لا نعرف عنها شيئا إلا بعد مفارقته للسلطة، ولابد ان تقترن هذه المفارقة بالغضب منه أو ظهور الجفوة عليه، وهذه قيم مملوكية لا تزال سارية في حياتنا حتي الان، اتصور ان الاوان للتخلص منها من خلال عمل دءوب يشيع ثقافة جديدة في واقعنا، أول شروط هذه الثقافة - وأقصد الثقافة بالمعني الواسع - تحديد المدة للمناصب الرئيسية في الدولة بحيث يكون هناك تغيير للدماء، وتجديد للرؤي، أي جديد نتوقعه من وزير امضي في السلطة اكثر من عشرين عاما؟ ان قدرات البشر مهما كانت عبقريتهم محدودة في النهاية، وفي بلد مثل مصر لا تزال السلطة فيه هرمية، وتستمد الكثير من عناصرها عبر الشخصنة، يصبح البقاء في المناصب العليا لفترات طويلة وبدون حساب أو رقابة حقيقية امرا سلبيا يؤدي الي نتائج تفسد الحياة، وتسد ابواب الأمل، وتفقد الاجيال الجديدة فرصها المشروعة، والغريب ان الدولة التي يمضي فيها بعض المسئولين في المناصب العليا اكثر من عشرين عاما تحرص علي صرامة التجديد في قطاعات حساسة منها، اي ان فكرة التجديد ليست غائبة تماما، لقد فتح قرار الرئيس مبارك بابا للأمل، ولكن يجب ان يقترن تغيير المادة ستة وسبعين بتغيير المادة سبعة وسبعين، خاصة ان فتح باب تغيير الدستور لن يتم مرة اخري خلال فترة قريبة، انها خطوة مهمة اتمني اكتمالها فتحا لباب الأمل الحقيقي، وانقاذا لروح الوطن.
الأحد 6 من مارس 5002 - أخبار الادب
من ديوان الشعر الاجنبي
من غزليات مولانا جلال الدين الرومي
ترجمة من الفارسية: د. علاء الدين السباعي
- هل رأيت ذات مرة عاشقا قنع بهذا الحب والهوي؟ هل رأيت ذات مرة سمكة قنعت بهذا البحر؟
- هل رأيت ذات مرة صورة تهرب من المصور؟ هل رأيت ذات مرة »وامق« وهو يعتذر ل »عذرا«؟
- أثناء الفراق، يكون العاشق مثل اسم بلا معني؛ ولكن معني مثل المحبة لا يكون في حاجة إلي أسماء؟
- أثناء البحر، أنا السمكة - انظر إليّ كما تشاء، اظهر الرحمة، استخدم قوتك الملكية فدونك، اظل وحيدا.
- يا ملك الملوك القاهر، ما قلة الرحمة هذه اذن؟ في اللحظة التي تغيب فيها تتقد النار وتثور.
- لو ان النار نظر اليك لارعوت ورجعت وجلست في ركن، فكل من يقطف وردة من النار، تمنحه النار وردة يانعة.
- دونك يكون العالم عذابا، ومن ثم فإننا ندعو دوما بألا يبقي هذا العالم لحظة واحدة بدونك، قسما بحياتك إن الروح دونك عذاب وبلاء علينا.
- إن طيفك يتنزه داخل قلبي مثل سلطان، وهو مثل سليمان داخل المسجد الاقصي.
- آلاف المصابيح انطلق نورها إلي أعلي، صار المسجد كله مضاء، الجنة وحوض الكوثر امتلأتا بالحور ورضوان.
- تعالي الله، تعالي الله! داخل الفلك الأخضر اقمار كثيرة! هذا الايوان مليء بالحور، وهؤلاء الحور في خفاء عن عيون العميان.
»صور عن المشروع القومي للترجمة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.