تلقيت الرد التالي من وزير الدولة للآثار الدكتور زاهي حواس وفيما يلي نصه: أود أن أوضح لك بعض الحقائق ولك مطلق الخيار: أولا: عندما قررنا ارسال 05 قطعة من توت عنخ آمون كان السبب الاساسي هو زيادة الموارد المالية واخترنا 05 قطعة من 8935من توت عنخ آمون. وجاء لنا من ذلك 001 مليون دولار انفقوا علي المتحف المصري الكبير بالاضافة إلي العائد الاعلامي والسياحي وغيره وسفر 0001 اثري ومرمم وضابط أمن مع المعرض. ثانيا: انني لست عضوا بالجمعية الجغرافية ولست في مجلس الإدارة بل اختيرت عام 1002 وأنا مدير الهرم من ضمن 8 مكتشفين. وطلبت منهم مساعدتنا في المعرض ولم يتربحوا مليما واحدا. ثالثا: ليس هناك أي علاقة بين الناشيونال جيوجرافيك والديسكفري بل هما مهنتان مختلفتان تماما. وعندما قررنا عرض الآثار في نيويورك رفض متحف المتروبوليتان ان يعطي أي عائد مادي لنا ولذلك تم عرض الاثار في هذه القاعة وحققت مصر ما يقرب من 9 ملايين دولار. رابعا: لا أرسل هذه المعارض كي أحقق أي مكسب اعلامي بل عندما ارادوا بيع البرنيطة الخاصة بي لصالح متحف الطفل الذي سوف يفتتح بعد شهرين وضعوا لي هذه الصورة. خامسا: العجلة الحربية سافرت بعد ان احضروا اعظم المرممين لترميمها وعادت إلي مصر بعد نيويورك وموجودة حاليا بمتحف الاقصر. كنت أتوقع لما بيننا من صداقة وحب واحترام ان تتصل بي لأشرح لك هذا الموضوع. مع كل التحية زاهي حواس 72 يونيو 0102 أبدأ من خاتمة الرسالة التي كتبها الدكتور زاهي مشكوراً بخط يده، اعني اشارته الي ما بيننا من صداقة وحب واحترام، اقول انه عندما تتعارض العلاقات الشخصية مع القضايا العامة فإنني اختار الجانب المتصل بالصالح العام، هذا ما التزمت به طوال عمري، وكم من اصدقاء حميمين اختلفت معهم بسبب ادائهم العام، البعض يتفهم ويتقبل، واخرون يتعجبون ويتخذون نفس منطق الدكتور زاهي، نحن اصدقاء فكيف تكتب ما كتبت؟، الامر لا يتصل بالعلاقات الشخصية، انما بالصالح العام فما البال إذا كان يتصل بتاريخ مصر وأثمن ما ابدعته من جلائل الابداع الانساني؟ يقول الدكتور زاهي اننا عندما قررنا ارسال خمسين قطعة عن اثار توت عنخ امون، كان السبب الاساسي هو زيادة الموارد المالية واخترنا خمسين من خمسة آلاف وثلاثمائة وثمانية وتسعين. الأمر هنا لا يتعلق بالكم، ولكن بالكيف، هذه الخمسين قطعة تعد اندر ما تمتلكه مصر، وهي الأعلي قيمة علي الاطلاق في مجموعة توت عنخ امون، إن اختيارها يمثل جرأة تصل الي حد الجريمة، واستهانة بآثار مصر وتاريخها، انها قطع غير مكررة، لا مثيل لها، كلها يجب الا تفارق المتحف، منها ما يخرج لأول مرة، كرسي العرش الذي استخدم كمادة اعلانية لملابس تحمل اسم زاهي حواس، وتابوت ذهبي، والعجلة الحربية الخشبية، والتي كانت معروضة بطريقة مهينة، نعم، لقد عادت العجلة الي متحف الاقصر بعد نقلها، بعد فكها وتركيبها، ونقلها بالطائرة، خشب عمره أربعة آلاف سنة يتعرض للفك والتركيب، انني لا أتصور أي ضمير اثري أو انساني يقبل مثل هذه المخاطرة، نفس الشيء بالنسبة للاواني الكانوبية الاربع التي تم تمزيق عرضها، الغطاء في مدينة والجسم في مدينة، وتعد من اجمل رموز مصر، وأروع ما ابدع الانسان، الخمسون قطعة من الاصول الاساسية للمتحف المصري، من يريدها يجب ان يجيء إليها، فما البال باخراجها، وتعريضها للمخاطر، وللامتهان والاستغلال الاعلاني لصالح ملابس تحمل اسم وزير الاثار، هنا اذكر وزير الاثار بتقاليد المتاحف العالمية التي لا تسمح قط بخروج النادر منها، في المانيا توجد رأس نفرتيتي التي يملأ الدنيا صياحا بضرورة عرضها في مصر لعدة شهور، المعرض رفض، كيف نفهم هذا التناقض؟ وزير الاثار يسمح بخروج أندرما لدي مصر في جولة تستغرق عدة سنوات، ويسلم القطع إلي شركات تجارية يتعامل معها بانتظام، ثم يحاول استعادة رأس نفرتيتي من المانيا فيقابل برفض قاطع مع ان الرأس لم تبدعها المانيا، وخرجت في ظروف غامضة، وهي أحد أسباب التدفق السياحي علي برلين، هل انا في حاجة إلي التذكير بالبديهيات، وهي ان كل بلد يكتسب قيمته مما يبدعه ويعرضه في اراضيه، اللوفر مستحيل ان يسمح بعرض الجيوكنده أو تمثال الكاتب المصري أو لوحة الزودياك، من يريد رؤية هذه القطع عليه ان يذهب الي باريس، ومن وجود هذه القطع يستمد اللوفر قيمته، وتجتذب باريس ملايين السياح، عندما يذهب اي انسان الي المتحف المصري الان سيجد مئات المواقع خالية، في بعضها ورق أبيض مكتوب عليه، القطعة في العرض، وبعض القطع ستقضي في التجوال أكثر من عشر سنوات، وهذا يضع الاثار في مخاطر كبري، منها التدمير والتزييف، يحاول الوزير ان يبرر وقوف عارضي الازياء بالحذاء علي كرسي العرش لتوت عنخ امون، فيقول انه ليس الكرسي الحقيقي، وانني اتحداه ان يثبت ذلك، لقد تم التعامل مع الاثار الحقيقية خلال انفراد شركة الاعلانات بالقطع النادرة، لكن الخطير في حديثه الذي يحاول الدفاع به عن خروج هذه الكنوز الرموز، اعترافه بوجود نموذج مقلد تقليدا متقنا؟ كيف يسمح بذلك؟ ومن سيعود إلي مصر بعد عدة سنوات من التجوال، الاصلي أم المقلد؟ وعند العودة لن يكون الدكتور زاهي في منصبه، من يحاسب عندئذ؟ انني اطالب وزير الاثار بعودة محتويات هذا المعرض الذي يضم الكنوز الرموز فورا إلي مصر، واتمني تدخل المجلس العسكري فورا فهذا شأن لا يتعلق بوزارة، لكنه يتصل بتاريخ مصر، واحترامها لتراثها، لقد بدأ المجلس العسكري ينتبه الي المخاطر المحدقة بآثار مصر عندما أصدر قرارا بتشكيل لجنة لجرد محتويات المتحف المصري، واللجنة تضم علماء افاضل، اطالبهم باصدار بيان للناس عن مشروعية خروج اثار مصر النادرة، والعمل علي اعادتها فورا. المال الملعون أموال طائلة جاءت لان مصر عرضت أثمن ما لديها، عرضت رموزها التاريخية، هذا منطق وزير الاثار، وللاسف هذا منطق التجار وليس العلماء أو المثقفين؟ ما علاقة رموز مصر بمتحف الطفل؟ ما علاقة آثار مصر بمستشفي السرطان؟ يقول ان معرض نيويورك ثم استراليا جلب مائة مليون دولار للمتحف الكبير، اقول إذا كان المتحف الكبير أو متحف الطفل، يقتضي ظهورهما ارسال هذه الرموز في معارض جوالة لعدة سنوات فلا كان المتحف الكبير ولا متحف الطفل، هذه منشآت يجب البحث عن وسائل لتمويلها بعيدا عن تعريض اثارنا للخطر في تجوال طويل محفوف بالمخاطر، ان مائة مليون دولار لا تساوي قطعة واحدة من القطع الخمسين، انه عائد بخس جدا، واذا كان المال بالمال يذكر، فلماذا لا يطور الوزير الأمر ويعرض هذه القطع للبيع، ألن تأتي عندئذ بالمليارات؟ التجارة بالتاريخ ورموزه جريمة كاملة ولابد من وقفها فورا، ليس بسبب تعريض الاثار للخطر والعبث من خلال استغلالها التجاري غير العلمي لمصلحة اشخاص بعينهم، ولصالح تيارات خفية في علم المصريات، خاصة ما يتعلق بموضوع العلاقات بين اليهود والحضارة المصرية، وهذا ما يبدو واضحا في منطق معرض نيويورك ودينفر واستراليا، صحيح ان عنوان المعرض عن الملك توت ولكن المعروضات التي تخص اخناتون وتل العمارنة أكثر واخطر، لان تل العمارنة هي نقطة الضعف التي يحاول علماء الاثار ذوي الخلفيات الصهيونية النفاذ منها. الحديث عن المال مرفوض مهما كان العائد اذا كان خروج الاثار انتهاكا للقانون، وفيه تجاوز لكل الاعراف والتقاليد، انه مال ملعون ويدل علي قصر نظر، اذا بقيت هذه القطع النادرة في المتحف المصري سوف تزداد قيمته ويزداد التردد عليه، اما اذا اخرجنا اروع ما فيه إلي دولة بعينها، أو شركة فسوف تقل قيمة القطع، وتقل قيمة المتحف، المتحف يتربص به بعض البلطجية وبعض خبراء الاثار، القطع التي تم الاعلان عن اختفائها من مجموعة الملك توت غنخ امون منتقاة بدقة وخبرة، والعثور علي بعضها في صناديق القمامة كما نشر فيه تضليل، من يسرق قطعة اصلية ليلقي بها في الزبالة؟ مطلوب فحص دقيق وهذا ما نأمله من اللجنة التي اقرها الجيش. مطلوب تفعيل القانون، وقف التعاقد علي المعارض التي ترسل اليها القطع غير المكررة، مرة اخري مطلوب اعادة كنوز مصر المهددة بمخاطر جمة الآن، كما عادت العربة الخشبية إلي مكانها في معرض الأقصر. أرقام.. أرقام أرجو من وزير الاثار التدقيق في الارقام التي يذكرها، بدءا من العوائد المالية الهائلة التي تعود علي مصر لبناء المتحف الكبير، ومتحف الطفل وغيرهما، عليه ان يثبت لنا صحة هذه الارقام قبل ذكرها، اما قوله أنه تم سفر ألف أثري ومرمم. فأمر مبالغ جدا فيه، كيف سافر الف شخص مع المعرض؟ وكشاهد فإنني لم التق في نيويورك الا بسيدة واحدة موظفة في المجلس، وفي البحرين التقيت باثنين فقط، وهؤلاء الموظفون لا يمضون الوقت كله إلي جانب الاثار، فلا هم يستطيعون انسانيا ولا تنظيميا، فقط ثماني ساعات بعدها تصبح الاثار منفردة ولا صلة لها بهم، وهذا ما جري ليلة انفراد شركة الاعلانات بأندر ما تملكه مصر، والصور موجودة علي الانترنت بفضل شباب مصر المخلصين. هل يمكن ان يعلن وزير الاثار اسماء الالف الذين سافروا مع معرض نيويورك؟ أخيرا يقع الوزير في تناقض خطير من خلال سطوره التي كتبها بخط يده، فهو يقول ان عائد المعرض مائة مليون دولار انفقت علي المتحف الكبير، ثم يقول في سطوره الاخيرة ان المعرض حقق تسعة ملايين دولار، فأي الرقمين هو الصحيح؟ واذا كانت اندر القطع في المتحف المصري قد عرضت مقابل تسعة ملايين دولار، فإنني اناشد المجلس العسكري التدخل من خلال اللجنة التي شكلها بحيث يتم اضافة مهام إلي مهامها، تساعدنا في الاجابة علي تلك التساؤلات المتعلقة بمعرض نيويورك، لمصلحة من خروج هذه القطع، واستغلالها تجاريا، وتفاصيل التعاقدات، الامور يجب الا تمر هكذا.