عقد بمركز مؤتمرات الازهر أمس ندوة التوافق الثقافي في ضوء وثيقة الازهر. أكد فضيلة الإمام الاكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الازهر امام الجلسة الاولي لاعمال الندوة التي حضرها الدكتور اسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الاسكندرية والدكتور عبدالله بن بيه نائب رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين وادارها الدكتور محمد كمال الدين امام استاذ الشريعة بجامعة الاسكندرية ان الثقافة المصرية أصابها خلال القرنين الماضيين التمزق الامر الذي جعلها تتضاءل في مجال الريادة والقدرة علي صياغة الرواد وان أخطر تمزق اصيبت به هو التناقض المصطنع بين التراث وحضارة الغرب. وقال فضيلته ان الثقافة التي تعبر عن احلام المصريين تعد الفردوس المنقود فلم تستفد من ثقافة اسلامية حقيقية ولا من ثقافة الغرب. وشدد فضيلة الامام الاكبر علي ضرورة عقد لقاءات للمثقفين والازهر والكنيسة للوصول الي تصور محدد ومعرفة حقيقية لمشكلة التعليم والبحث العلمي وهنا لا مفر من توحد المرجعية في توافق ثقافي. وأعلن الدكتور اسماعيل سراج اننا نمر بمرحلة اختلطت فيها المفاهيم وفي هذه المرحلة اصدر الازهر وثيقة للآنفاق بين المصريين جميعا بصرف النظر عن انتمائهم واعتبرت وثيقة مرجعية لكل المحاولات التي جاءت لرسم العلاقة بين الدين والدولة ولوضع ملامح الدستور القادم. وأوضح ان الوثيقة تحتوي علي مبادئ راسخة نالت قسطا واسعا من التأييد والاهتمام علي المستويين العربي والاجنبي لذلك قامت مكتبة الاسكندرية باصدار الوثيقة بعدة لغات. وأعلن أن بعد الثورة ظهرت بعض المآخذ منها احادية التفكير والرفض للتعددية التي هي أساس الديمقراطية والاختلاف بين الفكر الاسلامي والعلماني والفتنة الطائفية وفي خضم هذه الاحداث التي تتصارع فيها القوي اصدر الامام الاكبر وثيقة الازهر التي عبرت عن أرضية مشتركة بين الجميع وانتقد تركيز الاعلام علي التيار الاسلامي وخاصة السلفي والجماعات الاسلامية رغم ان الاسلام برئ من هذا التشدد ولا شك ان فضيلة الامام الاكبر سيعيد هذه الامور الي مجراها. واستعرض الدكتور عبدالله بن بيه نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين قرارته لوثيقة الازهر قراءة مقاصدية أصولية مؤكدا انها جمعت كيف تتجه الوثيقة للحفاظ علي القيم التربوية الاساسية وفي مقدمتها الحفاظ علي السلام والضروريات الخمس ومن هنا جاءت أهمية الوثيقة.