ازدت تقديراً واحتراماً للأستاذ الدكتور حازم الببلاوي: نائب رئيس الوزراء ووزير المالية، وأنا أتابع تصريحاته لبرنامج العاشرة مساء الذي أرجع تقدمه بالاستقالة كرد فعل شخصي لأحداث ماسبيرو الكارثية التي لم يكن يتوقعها. وكشف الببلاوي أنه عرض علي مجلس الوزراء أثناء انعقاده في اليوم التالي للأحداث أن تنسحب الحكومة بأكملها وتقدم استقالتها لفشلها في تحقيق وظيفتها الأولي وهي: توفير الأمن للشعب المصري. ووصف نائب رئيس الوزراء تلك الأحداث بأنها: من أخطر النكسات التي تواجه مصر. المجلس الأعلي العسكري رفض قبول استقالة الببلاوي، لأسباب نتوقع الكشف عنها في المؤتمر الصحفي العالمي الذي ينتظر عقده خلال ساعات.. نقلاً عن وكالة أنباء الشرق الأوسط. لم يبالغ د. حازم الببلاوي بل لعله كان متحفظاً في وصفه ما حدث في أمسية الأحد الدامية بأنه: من أخطر نكساتنا الحالية، التي راح ضحيتها25 قتيلا إلي جانب 932مصاباً من المدنيين والعسكريين ازدحمت بهم المستشفيات القريبة من منطقة ماسبيرو والبعيدة عنها. لقد تسابق كثيرون في المطالبة بإقالة حكومة الدكتور عصام شرف وتحميلها مسئولية ما جري نتيجة تردي وانفلات الأمن في طول البلاد وعرضها. وأتصور أن إقالة الوزارة أو تعيين وزارة أخري يتوقع منها إعادة الأمن والاستقرار بدعم جهاز الشرطة وإعادة ظهوره وانتشاره متحملاً مسئولياته والقيام بواجباته ومبررات وجوده لن يمنع تكرار أحداث ماسبيرو الكارثية بصفة خاصة ما لم تتصدي الوزارة المنتظرة وأجهزتها الأمنية والإعلامية والتعليمية والتثقيفية والاجتماعية إلي تصحيح وإصلاح الأخطاء التي تغاضت عنها كل الحكومات التي سبقتها علي امتداد العقود العديدة الماضية.. وما أكثرها. البعض يعرفها. والبعض الآخر خاصة الشباب يجهلها. و شكراً لشاعرنا المبدع، وكاتبنا الكبير، الأستاذ: أحمد عبدالمعطي حجازي الذي كتب أمس في الزميلة »الأهرام« مقالاً رائعاً أستأذنه بكل تقدير في نقل بعض فقراته وجدت فيها تلخيصاً لمجمل الأخطاء التي ارتكبناها عمداً من الحكومات، أو صمتاً من الأغلبية في حق المصريين الأقباط، في الماضي والحاضر. حاول شاعرنا الكبير التخفيف عن القراء بتجاهل أخطاء التاريخ القديم، وركّز فقط علي أخطاء الحاضر في حق الأقباط المصريين بأيدي الأقباط المسلمين! في البداية.. تصوّرت أن هناك خطأ مطبعيا في الوصف الأخير. لكن الكاتب القدير سارع بالتوضيح والتذكير قائلاً: [.. وهنا لابد أن أفتح قوساً لأقول إن القبطي هو المصري: مسيحيا كان أو مسلما. وإن المسلمين المصريين هم: أحفاد المسيحيين المصريين الذين اعتنقوا الإسلام. فالمسيحيون إخوة المسلمين بالدم. وهم إخوتهم أيضا بالدين. لأن المؤمن المسيحي أخو المؤمن المسلم. كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله. لا نفرق بين أحد من رسله. وهنا أغلق القوس لاستعيد معكم ما حدث خلال العقود الأربعة الماضية من شرور هذه الفتنة الكبري]. .. وللحديث بقية إبراهيم سعده [email protected]