أكد الدكتور حازم الببلاوى نائب رئيس الوزراء ووزير المالية لبرنامج العاشرة مساء أن استقالته جاءت لأسباب سياسية وليست اقتصادية وأنه قدم استقالته للمجلس العسكرى الذى رفضها بسبب أحداث ماسبيرو التى لم يكن يتوقعها و أنه عرض على مجلس الوزراء أثناء انعقاده فى اليوم التالى للأحداث أن تنسحب الحكومة بأكملها وتقدم استقالتها لفشلها فى تحقيق وظيفتها الأولى وهى توفير الأمن للشعب المصرى. وانا "اتخضيت" من أحداث ماسبيرو، وشعرت أنها من أخطر النكسات التى تواجه مصر، والحكومة عليها أن تأسف بتقديم استقالتها، لأنها لم تكن على المستوى، فنحن لم نخطئ، ولكننا لم نقم بوظيفتنا المطلوبة وبالتالى كان لابد أن تعتذر حكومة شرف عن مناصبها، وتتقدم بالاستقالة وعلى المجلس العسكرى أن يرفضها أو يقبلها.
وأشار نائب رئيس الوزراء إلى أنه يعتقد أن الظروف أكبر من الحكومة فى ظل عدم الاستقرار وكان ينبغى من باب الإحساس بالمسئولية أن تتقدم باستقالتها لتعبر عن أسفها للشعب، "عن نفسى شعرت أننى لا أقوى على الاستمرار، وقدمت الاستقالة، ثم أغلقت هاتفى وعندما عدت لأفتحه وجدت اتصالات من مجلس الوزراء والعسكرى ومؤسسات اقتصادية خارجية تسأل عن السبب، وهل الوضع الاقتصادى سيئ إلى الحد الذى دفعنى للتخلى عن منصبى، وهل مصر ليس فيها أمل، وهل سنتجه للدين وغيرها من المخاوف الكثيرة التى دفعتنى لإعادة التفكير فى الموقف وهل استقالتى ستتسبب فى انهيار الاقتصاد المصرى أو تؤثر عليه بالسلب.
وأكد أن المشير حسين طنطاوى رفض الاستقالة وطلب منه سحبها أن هذا هو المأزق الحقيقى الذى تسبب فى حالة نفسية سيئة بالنسبة له، حيث يرغب فى الابتعاد لعدم رضاه عن السياسة، وفى نفس الوقت لا يريد تراجع الاقتصاد أكثر أو زيادته تعقيدا قائلا: "أنا مستقيل رُفضت استقالته ولم أتراجع عنها أو أسحبها، وسأحسم أمرى خلال أيام، عندما يروق ذهنىرغم ان أولادى وزوجتتى ثائرون ورافضون للاستقالة، حيث يرون أن أى تراجع هو نكوس على الوقوف مع الثورة
ورفض الببلاوى الشائعات التى تشير إلى أن استقالته لا تتعدى كونها مناورة سياسية ومن الناحية الاقتصادية يرى الببلاوى أن هناك أملا لحل هذه الأزمة،وان مصرتشبه الجسد المكتمل بدون دماء وهى التمويل وأضاف الببلاوى، أن استقرار الأوضاع الأمنية سيؤثر على الاقتصاد المصرى بالإيجاب، حيث يرى أن مصر كيان لديه كافة المقومات الاقتصادية، ولكنه ينتظر وضوح الصورة السياسية ليبدأ العمل وإدارة عجلة الإنتاج وان حديثه مع المشير الذى أوضح فيه أن المطلوب منه أشياء قاسية فى الناحية الاقتصادية من زيادة مرتبات التى لا يستطيع تطبيقها إلا "لما البلد تشد الحزام"، وأن الشعب لن يقبل تأخير الزيادة إلا إذا اقتنع بالشخص الذى يصدر له حقيقة الموقف واختتم الببلاوى حديثه، قائلاً: "الدكتور عصام شرف معذور وعنده اهتمامات وانشغالات كثيرة، وقلما تدخل فى المسائل الاقتصادية، ولكن اجتماعات مجلس الوزراء كثيرة بدرجة تؤدى للتشتت، وبالتالى عدم التركيز فى مهامها