[email protected] لم أجد ما يعبر عن الطريقة التي تواجه بها الحكومة الحالية مشاكل البلد الا هذه الأغنية القديمة الرايقة. فكل الأمور تظل الحكومة في كل اجتماع تقول »نبحث ونبحث ونبحث« ولا نسمع كلمة »قرر« مجلس الوزراء كذا. فمثلا بعد شهور والشارع، وميدان التحرير يطالبون بحد أدني واعلي للأجور. اعلن وزير المالية السابق الدكتور سمير رضوان انه وضع حدا ادني 047 جنيهاً والأقصي 63 ضعف هذا الحد الأدني، ثم أشار بدون توضيح الي ان فيما بعد الحد الأقصي سيكون هناك استثناءات بما يفهم منه انه سيسمح للبعض بما يجاوز ال63 ضعفا. وذهب الدكتور سمير رضوان وجاء الدكتور حازم الببلاوي الذي كان ينادي قبل الوزارة دائما بالعدالة في توزيع الأجور، فاذا به يتبني نفس ما قال به سابقه. وليته نفذ وانما اعلن انه ستتم دراسة دقيقة لهيكل الأجور. متي يا دكتور؟ في يناير، لتمضي شهور أخري وحالة عدم العدالة والتفاوت المريع في الأجور مستمرة. وطبعا في ذلك اليناير ستكون الدنيا غير الدنيا ويرجأ الأمر كله الي الميزانية القادمة. ويضرب المدرسون، وعمال هيئة النقل العام والأطباء، ويظل اساتذة الجامعات في طلبهم المستمر بتحسين مرتباتهم.. فتصدر تصريحات من المسئولين الحكوميين بأن كل هذه المطالب مشروعة ولكن نرجوكم انتظروا حتي يستعيد الاقتصاد عافيته، وطبعا لا يقبلون بذلك. هل لأنهم سيئو التقدير؟ ابدا انهم يدركون أوضاعنا ولا يهدفون أبدا الي زعزعة الاستقرار لكن لأنهم يعلمون يقينا أن ميزان العدالة المختل منذ أيام النظام الساقط لا يزال مستمرا ويجدون في ذلك كما يري جميع افراد الشعب الآن قمة الظلم الذي تأبي كرامتهم الانسانية ان يستمروا في تحمله بعد ثورة. ويخرج وزير مسئول يعلم يقينا حالة الظلم الواقعة علي المدرسين ليصفهم بأنهم غير وطنيين. صحيح انه تراجع عن قوله هذا بعد ذلك، وطبعا بعد أن انتقده زملاؤه. وفي برنامج حديث المدينة يحاور مفيد فوزي بعض المعلمين المضربين فيقول أحدهم »أنا مرتبي بعد سنوات الخدمة الطويلة 4501 جنيها فكيف اعيش ثم يقول يحدث هذا مع المعلمين الذين يقومون بالمهمة الأساسية وهي امساك الطباشيرة وتعليم التلاميذ، بينما يوجد في الوزارة وبعض المحافظات من الموظفين والمستشارين من يحصل شهريا علي 03 الف جنيه، وقال آخر 54 الف جنيه، وثالث بل و07 الف جنيه. ذهل مفيد فوزي والمشاهدون معه. هذه هي القضية. وفي برنامج الحلم المصري الذي يقدمه الزميل عاطف كامل مساء الجمعة الأخير استضاف الباحث القدير فاروق عبدالخالق وأحد قيادات الجهاز المركزي للمحاسبات واستضاف هاتفيا كبير مفتشي البنك المركزي فسمعنا العجب عما يحصل عليه كبار الموظفين في البنوك والتي تبلغ مئات الآلاف من الجنيهات شهريا من المرتبات والصناديق ومنهم من جدد له مؤخرا، برغم ملاحظات تفتيش البنك المركزي والجهاز المركزي للمحاسبات. الحكومة ووزير ماليتها قد علمت بكل ذلك قيل وكتب علي مسمع منها استمرت علي نفس الحال، والذي سيبقي ان شاء الله الي الثورة القادمة! وسأل مذيع تليفزيوني سائقي النقل العام لماذا تضربون وتعطلون نقل المواطنين الي اعمالهم، أجاب السائقون: وهل نحن لسنا مواطنين يجب ان نعيش ام نعمل ونحن جياع. وأجاب الآخر بسخرية: ادخل معي الي المخازن فإن وجدت قطعة غيار واحدة تبقوا تتهمونا بأننا نحن من نعطل المواصلات. واكد آخر: والله العظيم لا توجد لدينا أية قطع غيار منذ وقت طويل فكيف نعمل ونحن غير مطمئنين علي حياتنا وحياة المواطنين الذين يركبون معنا! يا دكتور عصام شرف ويا دكتور حازم الببلاوي نحن متأكدون انكم حسنو النية. وراغبون في عمل شيء لهذا البلد وصادقون في وفائكم للثورة. لكنكم مع الأسف لا تنظرون للأمور بعيون شباب الثورة ولا تستشعرون جيدا أحوال الشعب، فتظلون أسري الأساليب البطيئة والجزئية وتميلون دائما الي الارجاء حتي لا تتخذوا القرارات الثورية الباتة في حل المشاكل في الأوقات المناسبة. فها هو الدكتور حازم الببلاوي بعد إضراب المدرسين لعدة أيام وإعلان ان الحال لا يسمح الآن وتتعقد الأمور في المدارس بين المدرسين وأولياء الأمور يعلن انه يوجد 005 مليون جنيه يمكن ان تغطي بعض مطالب المدرسين الآن. هذا ما يدعو المواطنين بالقول بالبطء الشديد في اتخاذ القرار المناسب!!