لا أظن ان هناك هدفا التف حوله جميع المصريين عقب ثورة 52 يناير ألا وهو التصدي للفوضي التي طالت كل شيء واختلط فيها الحابل بالنابل.. وهذا يسر العدو.. ولا يرضي الحبيب.. فهناك اجماع وطني من الشرفاء علي أهمية مواجهة الفوضي، بمختلف الاساليب لان أصحابها تجاوزوا الخطوط الحمراء مما يشكل تهديداً واضحاً لمستقبل مصر وأمنها وسلامتها.. صحيح أن مرحلة التحول فيما بعد الثورات تأخذ متسعاً من الوقت لكن ليس بهذه الصورة. مطلوب مجموعة من الضوابط والمحددات بعيداً عن دائرة الجدل كأولوية أولي لأن الاتفاق واضح في الرؤي حول خطورة الفوضي علي مصر وما يمكن ان تجره علي الجميع. أعتقد ان الشارع المصري الان وصل الي مرحلة قمة الفوضي والتي يمكن ان تنذر بأسوأ العواقب حتي ان البعض أكد علي مختلف المستويات انه لا يوجد قانون لضبط الايقاع في الشارع المصري إلا قانون الغاب. التواجد الشرطي هيكلي باستثناء لا يتجاوز 1٪ في بعض الاكمنة لرجال المرور لتحصيل الغرامات الفورية لمخالفات الحزام والتحدث في الموبايل.. والاسوأ من ذلك جعل الامر يصل الي أن البعض يتحرش برجال المرور الموجودين في الشارع مما يجعل يتبادر الي الذهن عدد من الاسئلة الملحة التي تحتاج الي اجابات واضحة وعاجلة الي أين نحن ذاهبون؟! مصر الي أين بعد انجازات ثورة الشباب البيضاء التي رسمت معالم طريق جديد للحريات ليس علي مستوي المنطقة العربية بل علي مستوي العالم أجمع.. فهناك شهادات من الشارع تؤكد ضعف الامن في السيطرة علي مقاليد الامور.. وهذا ما حدث مؤخراً في كل مكان وعقب كل مظاهرة مليونية. نحن نعيش الان اياماً صعبة جداً.. فلقد انسدت الطرق امام عودة الانضباط أو القضاء علي الفوضي والعشوائية التي طالت الكبير والصغير عن قصد ا وبسوء قصد ونوشك ان نفقد الامل لاننا لا نري بصيص ضوء في آخر النفق الذي يأخذنا إلي المجهول. ورغم ذلك ووسط طوفان الفوضي تأتي لحظة قد يكون فيها شعاع وسط الظلام ينير الطريق لبعض الشيء ويزيح الغيوم.. فالهدف واضح في نفوس كل المصريين لاعداد مصر لعبور مراحل الفوضي ومواجهة تحديات ومتطلبات المرحلة الجديدة التي نحن مقبلون عليها.. علينا أن نتجه بقوة الي تصحيح المسار وحماية ما تم التوصل اليه فهو ليس بالقليل وهذا يجرنا الي اعتاب نزيف القلق علي مصر وثورتها. اللافت للجميع ان هناك اصراراً علي حركة جارفة تجرنا إلي الوراء تطالب بالمستحيل الامر الذي احدث تشويشا في المسيرة وهذا يؤكد اننا في اشد الحاجة إلي تغيير جذري وفوري في السلوك المصري لكي تتفق الائتلافات والاحزاب والقوي السياسية مع الحلم والطموحات.. نحن في اشد الحاجة الي الضرب بيد من حديد علي صناع الفوضي الذين يتعمدون التشهير بمصر وبمستقبلها ويطالبون بترك الحبل علي الغارب. فهذا هو طريق هذه الثورة ضمانا لصنع التغيير المستهدف بعيداً عن الكلمات الجوفاء التي ليس لها قيمة علي ارض الواقع.. رفقا بمصر وبشعبها كفانا معاناة قبل الثورة وبعدها.