البابا تواضروس يكرم خريجي مركز القديسة ڤيرينا للتمريض    تحالف مصرفي يمنح تمويل إسلامي بقيمة 5.2 مليار جنيه لشركة إنرشيا    مطران الأراضي المقدسة والقدس والضفة الغربية والأردن ل «البوابة»: وقف إطلاق النار في غزة ثمرة رؤية القاهرة الثاقبة    الخطيب يهنئ «رجال يد الأهلي» ببطولة إفريقيا    صدمة فى فرنسا بعد سرقة متحف اللوفر.. سرقة قطع نادرة من معرض «جاليرى دابولون» الذي يضم جواهر التاج الفرنسي    مهرجان الموسيقى العربية يختتم أعماله بإعلان توصيات تؤكد التوازن بين الإبداع الإنساني والابتكار التكنولوجي    الأهلي يتوج ببطولة أفريقيا لكرة اليد رجال في المغرب    سان دييجو المملوك للمصري محمد منصور يصنع التاريخ في الدوري الأمريكي ويتأهل لأبطال كونكاكاف    التحفظ على والد المتهم والنيابة تطلب تحليل DNA للطفل    إنقاذ الأرواح نجاة أسرة من حريق بالطابق ال 16 فى عقار بالإسكندرية    ترامب: الولايات المتحدة تمتلك أسلحة متطورة لا يعلم الآخرون بوجودها    جامعة قناة السويس تعلن نتائج بطولة السباحة لكلياتها وسط أجواء تنافسية    تامر هاشم يدعم صديق عمره أمير عيد في عزاء والدته    هل يشترط وجود النية في الطلاق؟.. أمين الفتوى يجيب    هل يجب القنوت في صلاة الوتر؟.. أمين الفتوى يجيب    هل تجوز الأضحية عن المتوفى؟.. أمين الفتوى يجيب    أول وحدة لعلاج كهرباء القلب بالفيوم    الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يفتتح الملتقى الثاني لعُلماء باكستان "تنسيق المواقف ووحدة الكلمة"    منتدى أسوان للسلام منصة إفريقية خالصة تعبّر عن أولويات شعوب القارة    روني: لن أتفاجأ برحيل صلاح عن ليفربول    حقيقة مفاوضات حسام عبد المجيد مع بيراميدز    بريطانيا تتراجع 5 مراتب في تصنيف التنافسية الضريبية العالمي بعد زيادة الضرائب    رئيس جامعة كفر الشيخ يتفقد معامل ومدرجات الطب البيطري لمتابعة أعمال التطوير    وكيل تعليم الفيوم يشيد بتفعيل "منصة Quero" لدى طلاب الصف الأول الثانوي العام.. صور    نقابة الأشراف تعليقا على جدل مولد السيد البدوي: الاحتفال تعبير عن محبة المصريين لآل البيت    هيئة السكة الحديد تعلن مواعيد قطارات المنيا – القاهرة اليوم    محافظ أسوان يتفقد مركز الأورام ضمن منظومة التأمين الصحي الشامل    محمد الحمصانى: طرحنا أفكارا لإحياء وتطوير مسار العائلة المقدسة    نساء 6 أبراج تجلبن السعادة والطاقة الإيجابية لشركائهن    أمينة الفتوى: الزكاة ليست مجرد عبادة مالية بل مقياس لعلاقة الإنسان بربه    تكريم ستة فائزين بمسابقة المنصور الجامعة للأمن السيبراني    المغرب يستضيف بطولة للكرة النسائية بمشاركة تاريخية لمنتخب أفغانستان    «القومي للبحوث» يناقش تطوير علم الجينوم بمشاركة خبراء من 13 دولة    انطلاق الدورة الرابعة من ملتقى التميز والإبداع العربي لتكريم رموز الفن    هشام جمال يكشف تفاصيل لأول مرة عن زواجه من ليلى زاهر    مصدر من الأهلي ل في الجول: ننتظر حسم توروب لمقترح تواجد أمير عبد الحميد بالجهاز الفني    قرار وزارى بإعادة تنظيم التقويم التربوى لمرحلة الشهادة الإعدادية    ليست الأولى.. تسلسل زمني ل محاولة اغتيال ترامب (لماذا تتكرر؟)    مركزان ثقافيان وجامعة.. اتفاق مصري - كوري على تعزيز التعاون في التعليم العالي    الأمين العام الجديد للشيوخ يجتمع بالعاملين لبحث أليات العمل    تشغيل 6 أتوبيسات جديدة غرب الإسكندرية لتيسير حركة المرور    «العمل»: التفتيش على 1730 منشأة بالمحافظات خلال 19 يومًا    مجلس إدارة راية لخدمات مراكز الاتصالات يرفض عرض استحواذ راية القابضة لتدني قيمته    لعظام أقوى.. تعرف على أهم الأطعمة والمشروبات التي تقيك من هشاشة العظام    وزير الصحة يطلق جائزة مصر للتميز الحكومي للقطاع الصحي    المنظمات الأهلية الفلسطينية: الوضع كارثي والاحتلال يعرقل إدخال المساعدات لغزة    اتصالان هاتفيان لوزير الخارجية مع وزيري خارجية فرنسا والدنمارك    الرئيس السيسي يوجه بمواصلة جهود تحسين أحوال الأئمة والخطباء والدعاة    طالب يطعن زميله باله حادة فى أسيوط والمباحث تلقى القبض عليه    تأجيل محاكمة 3 متهمين بالتنظيم الثلاثي المسلح لسماع أقوال شاهد الإثبات الأول    علي هامش مهرجان الجونة .. إلهام شاهين تحتفل بمرور 50 عامًا على مشوار يسرا الفني .. صور    «نقابة العاملين»: المجلس القومي للأجور مطالب بمراجعة الحد الأدنى كل 6 أشهر    موانئ البحر الأحمر: تصدير 49 الف طن فوسفات عبر ميناء سفاجا    روح الفريق بين الانهيار والانتصار    حبس المتهم بانتحال صفة موظف بخدمة عملاء بنك للنصب على مواطنين بالمنيا    تقارير: اتحاد جدة ينهي تجديد عقد نجم الفريق    التنظيم والإدارة يعلن عن مسابقة لشغل 330 وظيفة مهندس بوزارة الموارد المائية    أسعار البقوليات اليوم الاثنين 20-10-2025 في أسواق ومحال محافظة قنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



75عاماً من العلاقات بين مصر وروسيا
نشر في الأخبار يوم 13 - 10 - 2018

كل الشواهد تؤكد ان العلاقات المصرية الروسية تشهد حالة من التفاعل والزخم، وتتميز بالخصوصية النابعة من قوة علاقات الصداقة والتعاون في مختلف المجالات، وتعتبر علاقات تاريخية من الأساس منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1943. ويوافق العام الجاري مرور 75 عاماً علي العلاقات بين البلدين، التي تتخللها محطات ومواقف ثرية في تاريخ الدولتين، مثل وقوف الاتحاد السوفيتي إلي جانب مصر في انشاء السد العالي، ومصنع الحديد والصلب في حلوان ومجمع الألومنيوم بنجع حمادي ومد الخطوط الكهربائية أسوان - الإسكندرية، مرورًا بالمساهمة في تطوير الجيش المصري بعد نكسة 5 يونيو 1967، وصولاً إلي وقتنا الحالي حيث تشهد العلاقات طفرة كبيرة خاصة في أعقاب ثورة 30 يونيو، وجسد هذا التطور في العلاقات بين البلدين التواصل المستمر بين قيادتي ووزراء ومسئولي البلدين، وتحركات ونشاط علي مختلف المستويات، مما يشير إلي سعي مصر إلي إحداث نقلة نوعية ومختلفة في توجهاتها الخارجية إلي جانب ان العلاقات المصرية الروسية حاليا اصبحت تمثل تحالفا استراتيجيا، فحجم التعاون الاقتصادي والسياسي والعسكري يرتقي بالفعل لهذا المستوي، كذلك تطابق وجهات النظر حول القضايا الإقليمية المركزية يعبر عن مستوي راق من التحالف وعمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين والتعاون المستمر في المجالات العسكرية والأمنية وتبادل المعلومات ومكافحة الإرهاب.
السيسي وبوتين.. وزيارات متبادلة
في أعقاب ثورة 30 يونيو، تبادل الزعيمان المصري والروسي زيارات في القاهرة وموسكو وشهدت زيارات السيسي منذ كان وزيرا للدفاع ترحيبا روسياً خفف الضغوط عن القاهرة، واستمرت تلك الزيارات بعد توليه الرئاسة.
ويعد اللقاء المرتقب بين الرئيس عبدالفتاح السيسي، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في روسيا الخميس القادم هو اللقاء السابع حيث جمعتهما 6 لقاءات في روسيا ومصر وعلي هامش اللقاءات الدولية بالإضافة لزيارة قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسي عندما كان لا يزال وزيراً للدفاع، حيث قام في 14 فبراير 2014 بزيارة لموسكو وعقد لقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أهدي الرئيس في تلك الزيارة جاكيت يحمل علامة النجمة الحمراء، تعبيرا عن تقديره للزيارة.
وخلال اللقاء تم التوقيع علي صفقة أسلحة تشمل طائرات ميگ-29، وأنظمة دفاع جوي من عدة طرازات، ومروحيات مي-35 ومنظومات صاروخية ساحلية مضادة للسفن، ومختلف أنواع الذخائر والأسلحة الخفيفة.
وفي 12 أغسطس 2014 قام السيسي بزيارته الثانية في منتجع سوتشي علي البحر الأسود، وكانت هذه هي أولي جولاته لبلد غير عربي أو أفريقي منذ أدائه القسم الرئاسي قبلها بشهرين. أثناء الزيارة، اتفق الرئيسان علي تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين. ووعد بوتين بتسريع صفقات الأسلحة لمصر. وفي ختام القمة المصرية الروسية أعلن السيسي أن موسكو والقاهرة اتفقتا علي إقامة منطقة صناعية روسية كجزء من المشروع الجديد لقناة السويس الذي سينفذ خلال سنة.
وفي 9 فبراير 2015، بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زيارة رسمية إلي مصر استغرقت يومين، وتمت مناقشة العديد من الأمور الخاصة بالأوضاع في المنطقة العربية بخاصة الأعمال الإرهابية التي تشهدها الساحة العربية والعالمية، كما بحث الجانبان كافة المجالات الاقتصادية والسياسية، وتطرقت المحادثات إلي مستقبل عملية السلام في الشرق الأوسط.
وفي 9 مايو 2015 قام الرئيس عبدالفتاح السيسي، بزيارة روسيا، لمشاركة الصديق الروسي احتفالات الذكري ال70 لانتصار روسيا علي ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، وكانت المرة الأولي التي تدعو فيها روسيا رئيسا مصريا لهذه المناسبة الجليلة لديهم.
وفي 25 أغسطس 2015 التقي الرئيس عبدالفتاح السيسي بالرئيس الروسي »فلاديمير بوتين»‬ في موسكو وتباحث الرئيسان حول سبل دعم العلاقات الاقتصادية وزيادة التبادل التجاري بين البلدين والمشروعات الاستثمارية المشتركة المزمع إقامتها وإمكانية إنشاء مصر منطقة للتجارة الحرة مع دول الاتحاد الجمركي الأوراسي والاتفاق علي اتخاذ الخطوات العملية اللازمة لتفعيل فكرة إنشاء صندوق استثماري مشترك بين كل من مصر وروسيا والإمارات لصالح تنفيذ عدد من المشروعات التنموية والاستثمارية في مصر.
وفي 5 سبتمبر 2016 التقي الرئيسان علي هامش أعمال قمة مجموعة العشرين، التي تستضيفها مدينة هانجتشو الصينية، واستهل الرئيس الروسي اللقاء، بالتأكيد علي الأهمية التي توليها بلاده لتطوير العلاقات التاريخية الوثيقة مع مصر في جميع المجالات.
وفي 4 سبتمبر 2017 عقد الرئيس عبدالفتاح السيسي، لقاءً ثنائيًا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين علي هامش قمة »‬بريكس»، التي يحضرها الرئيسان، وذلك للتباحث بشأن عدد من الموضوعات الثنائية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
علاقات استراتيجية وتاريخية تتخللها محطات ثرية
كتب حسام عبد العليم:
لن ينسي الشعب المصري مساندة روسيا السياسية لمصر في فترة صعبة عقب ثورة 30 يونيو في الوقت الذي واجهت فيه مصر ضغوطا خارجية شديدة من قبل عدد من الدول الغربية، واختارت روسيا الوقوف إلي جانب الإرادة الشعبية في عزل حكم الإخوان وفي الفترة الانتقالية، ودعمت خريطة الطريق المصرية لاستعادة انتخاب المؤسسات الدستورية، وكان هذا هو المفتاح للمرحلة الجديدة من العلاقات، التي كانت جزءا من إستراتيجية مصر الجديدة لتوسيع قاعدة علاقتها الدولية وتعدد اختياراتها، وألا تكون أسيرة الاعتماد علي قوة دولية واحدة وفي نوفمبر 2013 تلقي الرئيس عدلي منصور اتصالًا هاتفياً من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عبر خلاله بوتين عن دعمه ودعم روسيا الاتحادية الكامل لمصر ولإدارتها الانتقالية التي تمثل إرادة الشعب المصري في أعقاب ثورة 30 يونيو، وقام المبعوث الخاص لروسيا بزيارة إلي الشرق الأوسط في أبريل 2014 بزيارة القاهرة وأعلن دعم بلاده خارطة الطريق المصرية، وفي مايو من نفس العام زار الوفد الشعبي الروسي مصر يرافقه مجموعة ممن شاركوا في بناء السد العالي وذلك في ذكري الاحتفال بمرور 50 عاماً علي تغيير مجري نهر النيل. وفي ديسمبر 2014 أعلن وقتها المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء إنشاء »‬وحدة روسيا» بمجلس الوزراء لمتابعة علاقات التعاون الثنائي في مختلف المجالات، عقب لقائه نائب رئيس وزراء روسيا والوفد المرافق. وفي 15 أكتوبر 2016 عقدت مناورات مصرية روسية حملت اسم »‬مناورات حماة الصداقة»، حيث أرسلت قوات الإنزال الجوي الروسية مظلييها إلي مصر، من أجل تطوير الخبرات فيما يتعلق بمكافحة الجماعات الإرهابية في ظروف الصحراء.
مواقف تاريخية
بالبحث في ذاكرة التاريخ، فالموقف الروسي المساند لثورة 30يونيو، اشبه بإنذار الاتحاد السوفيتي- مع اختلاف الظروف السياسة في القرن الحالي - المعروف باسم »‬إنذار بولجانين» الذي صدر في 5 نوفمبر 1956 خلال العدوان الثلاثي علي مصر، وكان تأثيره وصداه أن أعلنت كل من بريطانيا وفرنسا وقف الحرب قبل انقضاء 48 ساعة علي الإنذار، بينما لم تتوقف موسكو عن تهديدها وتأكيد موقفها فنشرت وكالة تاس الرسمية بيانها الشهير الذي أكد أن قيادة الاتحاد السوفيتي »‬تؤكد أنه في حال عدم سحب فرنسا وبريطانيا وإسرائيل لقواتها من الأراضي المصرية فإن الهيئات السوفيتية لن تتردد في السماح بالسفر للمتطوعين من المواطنين الروس للقتال إلي جانب الشعب المصري ودعمه في نضاله من أجل الاستقلال».
لقاءات رسمية
عززت زيارات الرئيس عبد الفتاح السيسي لروسيا عقب ثورة 30 يونيو، كذا زيارة الرئيس بوتين لمصر من التقارب بين الادارة المصرية والروسية والعلاقة الإستراتيجية بين البلدين فيما زادت من التقدير المتبادل بين مصر وروسيا، حيث عكست تلك الزيارات واللقاءات حرص البلدين علي تبادل الدعم السياسي علي المستويين الإقليمي والدولي في ظل ما يواجهه الطرفان من تحديات خارجية وداخلية تستهدف النيل من الاستقرار السياسي وتهديد الأمن القومي لكليهما وتشاركهما في رؤية موحدة في مواجهة الإرهاب، وتحقيق مصلحة مشتركة في دعم النمو الاقتصادي في البلدين والفرص الاقتصادية التكاملية.
الحوار الاستراتيجي
بدأ الحوار الاستراتيجي بين القاهرة وموسكو منذ عام 2009 علي مستوي وزيري خارجية البلدين، ومع تطور الأحداث في منطقة الشرق الأوسط انتقل الحوار الاستراتيجي إلي صيغة 2+2 لتصبح مصر الدولة السادسة التي ترتبط معها روسيا بهذا الإطار من المباحثات الاستراتيجية علي مستوي وزيري الخارجية والدفاع بعد الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة واليابان، وبهذه الصيغة الجديدة وصل الحوار الاستراتيجي إلي المرحلة الرابعة، حيث كانت الجولة الأولي بالقاهرة في نوفمبر 2013، والثانية بموسكو في فبراير 2014، والثالثة بالقاهرة في مايو 2017، والجولة الرابعة بموسكو في مايو 2018، وهو ما يعكس الأهمية الاستراتيجية للحوار بين روسيا الدولة العظمي، العضو الدائم في مجلس الامن ومصر القوة الإقليمية في المنطقة. وهو ما يجعل العلاقات بين البلدين تمثل تحالفا استراتيجيا.
تحظي مصر بمكانة متقدمة في السياسة الخارجية الروسية، والقاهرة منفتحة علي موسكو في حوار يشمل كافة المجالات في إطار سياسة خارجية متوازنة مع كافة القوي الدولية، ومن هذا المنطلق فإن روسيا أيدت عودة مصر بقوة إلي الساحة الإقليمية والدولية، وتدعم مشاركتها في كافة المبادرات الإقليمية، وتقاوم أي محاولة لتهميش الدور المصري، وهو ما برز جلياً في الأزمة السورية وأزمة غزة والذي وصل للمطالبة بضم مصر للرباعية الدولية لتفعيل دور مصر.
وعلي مستوي وزراء خارجية البلدين، كانت هناك زيارات متبادلة للوزيرين، حيث قام سامح شكري وزير الخارجية في 2016 بزيارة لروسيا، التقي خلالها بكل من رئيس مجلس الدوما (البرلمان الروسي) ووزير خارجية روسيا »‬سيرجي لافروف» ووزير الصناعة والتجارة رئيس الجانب الروسي في اللجنة المصرية الروسية المشتركة، ونائب رئيس وزراء روسيا، وبحث مع المسئولين الروس ملف السياحة الروسية وجهود استعادتها إلي مصر كسابق عهدها، كما قام شكري بزيارة لموسكو في اغسطس 2017، التقي خلالها مع نظيره الروسي سيرجي لافروف وتركزت المباحثات علي قضية أمن الرحلات الجوية بين روسيا ومصر.
وفي سبتمبر الماضي التقي شكري مع نظيره الروسي سيرجي لافروف خلال زيارته للقاهرة، وبحث الجانبان سبل تطوير العلاقات الثنائية في كافة المجالات، فضلًا عن العديد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث اعرب وزير الخارجية عن تطلع مصر للزيارة المرتقبة للرئيس عبد الفتاح السيسي إلي روسيا، واكد ان الزيارة ستساهم في فتح آفاق جديدة لعلاقات التعاون بين الدولتين في كافة المجالات، كما أكد الوزير الروسي دعم روسيا للجهود المصرية في ليبيا، وأهمية توحيد الجيش الليبي، وعدم إمكانية التعويل علي الميليشيات لحفظ الاستقرار هناك.
لا شك أن قرار الكرملين حظر الطيران بين البلدين وتحذير المواطنين من السفر إلي مصر، بعد حادث سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء في أكتوبر 2015، والذي راح ضحيته 224 شخصاً، قد أدي إلي تراجع الزخم الذي صاحب لقاءات المسئولين في البلدين نسبياً علي مدار المرحلة السابقة، ورغم تفهم الإدارة المصرية لآليات اتخاذ القرار في روسيا، فإن المجتمع المصري بات يطرح الكثير من التساؤلات حول استمرار حظر الطيران رغم الإجراءات الأمنية التي تمت في كافة المطارات والتي شهدت توافد عدد كبير من لجان المتابعة والتفتيش من روسيا ودول أخري، ومن المؤكد ان زيارة الرئيس السيسي لموسكو الأيام القادمة سوف تجيب عن هذه التساؤلات، وان كانت كل المؤشرات تميل إلي اقتراب حل الازمة قريباً. فكما لمصر حاجة في التعاون والتنسيق مع روسيا، فإن موسكو تدرك حجم وثقل القاهرة في منطقة الشرق الأوسط.
63 عاماً من الدعم والتعاون العسكري
كتبت إيمان مصيلحي:
العلاقات العسكرية بين مصر وروسيا لها تاريخ طويل يمتد إلي عصر الزعيم الراحل جمال عبد الناصر حيث كانت روسيا من أكبر الدول الداعمة لمصر في التسلح وهو الأمر نفسه الذي تكرر مع تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة مصر، إذ إنه اهتم برفع قدرات الجيش المصري، القتالية والتدريبية، وتزويد القوات المسلحة بنوعيات جديدة من الأسلحة، وتنويع مصادر التسليح شرقا وغربا. ويحتل الجيش المصري المركز العاشر عالميا؛ بفضل القدرات التدريبية والقتالية وترسانة الأسلحة التي حصلت عليها القوات المسلحة المصرية من روسيا وغيرها. والجدير بالذكر أن موسكو حرصت من جانبها علي دعم وتسليح الجيش المصري الأقوي في الأقليم والقادر علي حفظ السلام في المنطقة. ولم يقتصر التعاون علي صفقات السلاح، لكن شمل أيضا مناورات وتدريبات مشتركة ترفع الفترة من 13 إلي 26 أكتوبر بين قوات المظليين في كلا البلدين.
وعودة للتاريخ، التعاون بين القاهرة وموسكو بدأ فعليا منذ الخمسينيات، فيما يعرف بصفقة الأسلحة التشيكية عام 1955، حيث كانت روسيا حينها المورّد الأول للأسلحة والتقنيات العسكرية لمصر، وظلت هذه العلاقة مستمرة وثابتة حتي وفاة الرئيس جمال عبد الناصر عام 1970. وبعد تولي »‬السادات» الحكم في مصر، بدأت العلاقات بين القاهرة وموسكو تدخل في مرحلة حذرة ووصلت إلي اتخاذ قرار من قبل الرئيس السادات بترحيل الخبراء العسكريين السوفييت. وعلي الرغم من أن الجيش المصري حقق نصر أكتوبر 1973 بأسلحة روسية، فقد تضاءل النفوذ الروسي في مصر لصالح النفوذ الأمريكي بعد اغتيال السادات عام 1981، وفي فترة حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك شهدت العلاقة تحسنا تدريجيا. وحاولت القاهرة إعادة العلاقات مع روسيا إلي مستويات متقدمة، وذلك بعد أن شعر »‬مبارك» بأنه يجب ألا يعتمد علي الولايات المتحدة فقط في السلاح، لكن يجب إعادة التوازن الاستراتيجي مرة أخري.
وفي عام 2005، وقعت القاهرة علي عقد تسليح مع موسكو تم فيه تزويد مصر بعدد من منظومات الدفاع الجوي من نوعي »‬بوك أم» و»‬تور أم»، إلي جانب تحديث عدد من وحدات الدفاع الجوي، وهذه الصفقة لم يُعلن عنها بصورة رسمية وظلت تفاصيلها غير واضحة حتي ظهرت بطارية »‬تور أم» في احد تدريبات الدفاع الجوي المصري.
مصر وروسيا بعد 30 يونيو: بعد ثورة 30 يونيو، زادت وتيرة الزيارات العسكرية بين مصر وروسيا، حيث قام في البداية رئيس الاستخبارات الروسية بزيارة مصر، ثم وزير الدفاع الروسي »‬سيرجي شويجو» ووزير الخارجية »‬سيرجي لافروف» والمعروفة إعلاميا بلجنة »‬2+2»، حيث إن تلك الزيارات مهمتها الأساسية كانت إعداد الترتيبات لبدء مباحثات عسكرية موسعة بين مصر وروسيا.
وحضر في أحد اللقاءات العسكرية بين البلدين بعد ثورة 30 يونيو، »‬رئيس الهيئة العسكرية للتعاون التقني»، وفريق كامل من الخبراء الروس لفحص احتياجات الجيش المصري، خصوصا علي مستوي القوة الجوية وقوات الدفاع الجوي وأشياء عسكرية أخري. وعقدت مصر وروسيا صفقات سلاح كبيرة من شأنها رفع قدرات الجيش المصري، ومن أبرزها:
سفينة الصواريخ »‬آر- 32» مولينيا: تسلمت مصر سفينة الصواريخ »‬آر-32» هدية من روسيا في 2016؛ تعبيرا علي العلاقات القوية بين البلدين، وهي ضمن مشروع البرق الروسي، ومن أقوي الأسلحة التي يمتلكها الجيش الروسي. وتتميز سفينة الصواريخ »‬آر-32» بمهام كبيرة، أهمها تدمير سفن السطح وتوفير غطاء قوي للقوات البحرية، وتحمل هذه السفينة صواريخ »‬موسكيت» المضادة للسفن والتي صممت عام 1973 في عصر الاتحاد السوفيتي.
مقاتلات »‬ميغ - 35» : وقعت مصر بداية 2017 اتفاقية مع الجانب الروسي؛ بهدف شراء 50 مقاتلة من »‬ميغ - 35»، وتُعد هذه الطائرة الشكل المتطور للطائرة »‬ميغ - 29»، وتحمل الصواريخ الموجهة »‬جو - جو» و»جو - سطح»، كما تحمل هذه الطائرة صواريخ غير موجهة، كما أنها مزودة بمدفع جوي عيار 30 مم، فهي طائرة متعددة المهام القتالية.
مروحيات »‬كا - 52» أليغاتور: في أغسطس 2015، وقعت مصر عقدا مع روسيا؛ لتوريد 50 مروحية حربية من طراز »‬كا - 52» التمساح، والتي تستطيع ضرب الأهداف الأرضية المدرعة وغير المدرعة والأهداف الجوية منخفضة السرعة مثل المروحيات والطائرات من دون طيار والأفراد علي خطوط القتال الأمامية بالعمق.
منظومات الدفاع الجوي »‬بوك وتور»: تعددت الصفقات العسكرية المصرية الروسية، خاصة في سلاح الدفاع الجوي، من خلال محاور كثيرة أهمها تحديث منظومة الدفاع الجوي قصيرة المدي إلي منظومة »‬تور إم 2»، كما تم تحديث منظومة الدفاع الجوي متوسطة المدي إلي منظومة »‬بوك إم 2».
منظومة الدفاع »‬أنتاي - 2500»: زودت روسيا مصر بمنظومة »‬أنتاي - 2500» للدفاع الجوي، في عام 2015 وهذه المنظومة عبارة عن نسخة مخصصة للتصدير من منظومة »‬إس - 300 في 4» للصواريخ المضادة للجو بعيدة المدي والقادرة علي إسقاط الطائرات والصواريخ البالستية علي مدي يصل إلي 400 كيلومتر.
دبابة تي - 90: وأعلن الجيش الروسي منتصف 2017، عن توقيع اتفاقية مع مصر لتزويد الجيش المصري بما يقرب من 500 دبابة من نوع تي - 90، كما يشمل عقد الاتفاق تكنولوجيا مشتركة لتجميع الدبابة محليًا في مصر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.