لا تسعفني ذاكرتي لاستحضر أول أيام لقائي بصديقي الراحل هشام العجمي.. لكنها تسعفني لأتذكر انني لم أره إلا باسما، يضحك معي علي الدنيا والأحداث.. مهما كانت الحياة مرة ومهما كانت لحظاتها صعبة كان يبتسم في وجه الحياة.. ينشر البهجة وينشرها في كل مكان. قلبه كان قلب طفل وليد.. يثور غاضبا ويتراجع مبتسما في لحظات.. عندما تحل الملمات والخطوب، كان أول من يقف في الظهر ويشد من الأزر.. جلسة واحدة معه كانت كفيلة بان تنسيني قسوة الأيام وصعوبة اللحظات. يا الله.. اختار الموت أجمل من فينا.. اختار هشام بلا مقدمات لتصعد روحه لبارئها في صمت حزين.. لم أره في أيام العيد لكننا تبادلنا الرسائل.. وكانت كلماته كعادته دقيقة دافئة.. هي اخر كلماتك يا صديقي. يا رب وسع مدخله وثبته عند السؤال.. وأنر قبره بالقرآن والعمل الصالح.. يا رب انقله من دنيا الأحزان إلي ساحة جنات الرحمن.. اللهم آمين. محكمة: الموت لا ينسانا وان نسيناه.. في كل يوم نقترب منه خطوة أو نتجاوز المسافة الباقية كاملة، هو الحقيقة والنهاية مهما طالت الحياة.. اللهم املأ قلوبنا بطاعتك، واجعلنا ممن ينتظرون الموت ويجدون فيه رحمتك.